وقال كاظم كوكرم: في هذه الليالي، يمكن رصد مذنبين في سماء الليل؛ أحدهما المذنب “سوان” والآخر المذنب “ليمون”، وكلا المذنبين يمكن رصدهما باستخدام تلسكوبات هواة، ويمكن للمهتمين العثور عليهما في السماء، ومن بينهما، يحظى المذنب ليمون بأهمية أكبر، لأنه أصبح ساطعًا جدًا في الليالي الأخيرة، ومن المحتمل أن يصبح قريبًا مرئيًا بالعين المجردة في السماء المظلمة.
وأضاف كوكرم: الاسم الدقيق للمذنب ليمون هو C/2025 A6 “Lemmon” والذي وفقًا لنظام تسمية المذنبات، يشير إلى أن هذا الجرم هو السادس المكتشف في النصف الأول من يناير 2025، وتاريخ اكتشاف هذا المذنب بالضبط هو 4 يناير 2025، وأقل من عام منذ اكتشافه. وتابع: يتحرك هذا المذنب في مدار يدور حول الشمس كل 1150 إلى 1350 عامًا مرة واحدة، ولذلك يمكن القول تقريبًا أن آخر مرة وصل فيها إلى قرب الشمس ومدار الأرض كانت قبل حوالي 1350 عامًا، ولقد حسب علماء الفلك مدار هذا المذنب خلال الفترة القصيرة التي مرت منذ اكتشافه، وشهدوا زيادة سطوعه في الليالي الأخيرة.
* كيف نرى المذنب ليمون؟
وحول موقع هذا المذنب، قال المتحدث باسم اللجنة الهواة في جمعية الفلك: إن المذنب ليمون يمكن رصده حاليًا باستخدام منظار ثنائي قوي أو تلسكوبات صغيرة للهواة. وبحلول نهاية الأسبوع، سيصل المذنب ليمون إلى كوكبة “الكلاب السلوقية” وقرب “الدب الأكبر”، وسيكون مرئيًا في سماء المساء والصباح على حد سواء. أي أنه يمكن رؤيته لمدة ساعة إلى ساعة ونصف بعد غروب الشمس، وكذلك ساعة ونصف قبل شروق الشمس. وفي الفترات بين هذين الوقتين، قد يكون المذنب تحت الأفق أو غير مرئي خلال النهار بسبب سطوع الشمس. ومع اقتراب نهاية أكتوبر، ستتحسن ظروف الرصد، وفي يوم ۲۹ أكتوبر، سيصل المذنب إلى أقرب مسافة من الأرض.
وأضاف كوكرم: تم اكتشاف المذنب ليمون ضمن مشروع “مسح الأجسام القريبة من الأرض” المعروف باسم Mount Lemmon Survey، وهو مشروع يشمل عدة تلسكوبات بقطر 5/1 متر في الولايات المتحدة، ويقع التلسكوب الذي اكتشف هذا المذنب في ولاية أريزونا. وأكد: بعد يوم ۲۹ أكتوبر، سيظل المذنب في ظروف مناسبة للرصد، وسيصل إلى أقرب مسافة من الشمس في ۱۷ نوفمبر. وخلال الفترة بين هذين التاريخين، ستتاح فرصة مناسبة لمراقبة المذنب ليمون في سماء الليل.
وقال كوكرم: من المتوقع أن تقوم العديد من المجموعات والمؤسسات والجمعيات الفلكية في جميع أنحاء البلاد بالتخطيط لمراقبة هذا المذنب في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، وأنصح عشاق سماء الليل والفلكيين الهواة بالاستعداد لمراقبة أحد أجمل المذنبات وربما الأكثر سطوعًا في عام 2025. وأضاف: في العام الماضي، كان المذنب “سوتشينشان-أطلس” ساطعًا جدًا، بل وكان مرئيًا بالعين المجردة في بعض المناطق.
وقال المتحدث باسم اللجنة الهواة في جمعية الفلك الإيرانية عن المذنب: من المحتمل أن يكون المذنب ليمون أقل سطوعًا أو أكثر سطوعًا قليلاً مقارنة ببعض تجارب رصد المذنبات السابقة؛ لكن التنبؤ الدقيق بسطوع المذنبات يبقى دائمًا تحديًا، ولا يمكن القول بشكل قاطع إلى أي مدى سيكون ساطعًا. ومع ذلك، فإن هذا الجرم السماوي يحظى بأهمية كبيرة وهو حاليًا قابل للرصد.
وفي ختام حديثه، أكد: في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، سيكون هذا المذنب مرئيًا في منطقة كوكبة “الكلب الأكبر”، ثم سيدخل إلى كوكبة “رأس الأفعى”.