رئيس الجمهورية، مُؤكّداً أنه يتعيّن علينا إرساء قناعة "إنّنا قادرون":

أبناء إيران هم مَن صنعوا الصواريخ والطاقة النووية

أجرى رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، الخميس، جولة في مدينة اصفهان، ورعى خلال هذه الزيارة حفل افتتاح عدّة أحداث وطنية ودولية، حيث شارك في الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي لنهج البلاغة والدورة الـ22 للمسابقات الوطنية للمهارات والدورة الـ27 لمهرجان المحسنين المساهمين في بناء المدارس.

وأكّد الرئيس بزشكيان، خلال افتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي لنهج البلاغة، على تنفيذ تعاليم نهج البلاغة، مُعتبراً أن ذلك يمكن أن يمهّد الطريق لقفزة تحول في البلاد. وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة الاقتداء بحكم الإمام علي(ع)، قائلاً: إذا كنا نسعى لتحقيق حكم أمير المؤمنين الإمام علي(ع) فلماذا لا نجعل رسالته إلى مالك الأشتر نصب أعيننا، ونحكم على أساسها؟ إنني متأكد أن تنفيذ محتويات هذه الرسالة بالكامل سيُفسح لنا المجال لإحداث قفزة تحوّل في البلاد.

 

وأردف الدكتور بزشكيان: ما حصلت عليه من القرآن الكريم ونهج البلاغة بدأ في المساجد خلال سنوات المراهقة. كنت دائماً أشعر بالقلق إذا كنا ندعي أن لدينا ديناً أفضل، فلماذا لا نكون نحن أنفسنا الأفضل في الفعل؟ وأضاف مؤكداً أن كتاب الله وكلام الإمام علي(ع) ليسا للقراءة فحسب بل للحياة، وقال: كنت أطلب دائماً مساعدة العلماء لفهم المعنى الحقيقي لكلام الله والإمام علي(ع). بهذه النظرة دخلت الجامعة، وحاولت في حواري مع التيارات الفكرية المختلفة التي كانت تشكك في الدين، أن أظهر بفهمي للقرآن ونهج البلاغة أن الدين هو طريق نمو وتعالي الإنسان؛ ليس بالجدال والخصام، بل بالعمل.

 

وأوضح الدكتور بزشکیان أن فهم المفاهيم القرآنية ونهج البلاغة غير ممكن بدون رؤية عالمية صحيحة، مُشدداً: ما يبني الإنسان هو نوع نظرته ورؤيته العالمية. يطلب منّا الدين أن نتصرف في جميع شؤون الحياة على أساس العدل والإنصاف؛ ولو حققنا هذا المبدأ وحده في المجتمع، لكنا اليوم في مكانة أرفع بكثير. وأشار إلى أنه إذا وصلنا إلى فهم أن روح الله نفخت في جسد كل إنسان، فسوف نجتهد أكثر في تربية وتعالي هذه الروح.

 

وأوضح الدكتور بزشکیان أن الإمام علي(ع) في رسالته إلى مالك الأشتر قدم دليلاً شاملاً لكيفية الحكم الصحيح، وأضاف: عندما ندعو الله في الصلاة أن يهدينا ويمنعنا من السير في طريق الضلال، فهذا يعني ألا نتبع هوى النفس؛ جميع مشاكلنا ناتجة عن اتباع هوى النفس. إذا قبلنا أن تفوق الناس بالتقوى وحده، وقمنا بالانصياع الى كلمة الحق، فلن يكون لدينا أيّ مشكلة.

 

وأكد الدكتور بزشکیان أنه إذا قبلنا الكلمة الصحيحة والحق في مجال الإدارة ونفذناهما، فستحلّ جميع المشكلات، مشيراً إلى أن أحد أهم المؤشرات التي أشار إليها الإمام علي(ع) في رسالته إلى مالك الأشتر لقياس صحة أداء الحاكم هو تقييم الشعب لأداء الحكام؛ العمل الصالح للحاكم يعني هل تمكن من كسب رضا الشعب أم لا؟ وقال: اليوم، بينما يسعى الأعداء إلى إثارة التفرقة والخلاف بين المسلمين، يجب أن نسعى للحفاظ على الوحدة وتعزيزها بيننا ليس فقط داخل البلاد، بل في العالم الإسلامي، وأسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن نُشعل التفرقة بأنفسنا، لماذا يجب أن يكون هناك خلاف بين أفغانستان وباكستان اليوم؟

 

*المدرسة ميدان يُراد منه تنشئة أبنائنا

 

في سياق آخر، أكّد رئيس الجمهورية، في كلمة له خلال مهرجان المحسنين المساهمين في بناء المدارس بمدينة اصفهان، أن أبناء إيران هم من أنتجوا وصنعوا الصواريخ والطاقة النووية، وقال: يتعيّن علينا إرساء قناعة “إننا قادرون” وتعزيز هذه القناعة.

 

وأضاف الرئيس بزشكيان: إن المدرسة هي ميدان يُراد منه تنشئة أبنائنا ونموهم، لذلك يجب التمهيد وبناء الأرضية لنموهم. وأكّد أن كنزاً من الإمكانات والقدرات كامن لدى أبنائنا، ويجب علينا كشف هذه الكنوز وتفعيلها والتمهيد لازدهارها والكشف عن نفسها. وتابع: إن دخل الشعب الساحة فإننا سنحلّ جميع المشاكل، موضّحاً: إن العدو واهم من أنه قادر على النيل منّا، لأن الشعب إن كان متحداً ومتماسكاً، فإن أيّ قوة لن تقدر على المساس بنا.

 

وقال رئيس الجمهورية: اليوم، يعلق الأعداء آمالهم على أن يضعفوا إيران؛ لكنهم لا يدرون أنّه إذا وقف الشعب جنبًا إلى جنب، فلن تستطيع أيّ قوّة إسقاطهم. وحدة الشعب وتماسكه هي عماد الدّين ودعامة المجتمع الأساسيّة. وأوضح: عندما نكون مع الشعب، لم يَعُدْ لدينا ما نخاف منه؛ هذه هي القوّة التي يجب الاعتمادُ عليها.

 

*إنْ اعتمدنا على الشعب سنُنجز جميع المشاريع

 

كما قال رئيس الجمهورية، في اجتماع تنمية العدالة التعليمية بمدينة اصفهان بمشاركة المدراء العامين للتربية والتعليم في أرجاء البلاد، إننا سنتغلّب على المشاكل إنْ كُنّا معاً، وقال: على كبار المدراء في البلاد أن يُؤمنوا بأن يفعلوا الأفضل، وهذا يتوقف على رؤيتنا وكيف ننظر إلى الأمور وماذا نرى. وأضاف: يجب أن نعبّد الأرضية لأبنائنا من أجل التحوّل إلى الأفضل، وأن تكون أرضية التنافس من أجل الخدمة والجودة والتأثير. وأكد: أنتم قادرون على البناء، ونحن قادرون في ظل دعم أحدنا الآخر والوحدة والانسجام وبمساعدة المحسنين الذين ساهموا اليوم ويبذلون جهداً حقيقياً.

 

وفي إشارة إلى تجربته في بناء المراكز الصحية في محافظة آذربايجان الشرقية بمشاركة عامة ودون موارد حكومية، قال: إذا لم تُقلقنا التهديدات الخارجية، فذلك لأننا نعتمد على التماسك الداخلي والإرادة الجماعية للشعب، أما إذا وقعت انقسامات وخلافات داخل البلاد، فسيكون هذا الانقسام هو التهديد الأكبر.

 

*تنمية قدرات المتدربين على المهارات

 

كما أكد الرئيس بزشكيان، في حفل افتتاح المسابقات الوطنية للمهارات بمدينة اصفهان، ان الحكومة تسعى لإيجاد الأرضيات اللازمة لنمو قدرات المتدربين على المهارات، قائلاً: نسعى بدعم من المحسنين وفاعلي الخير، لتنمية طاقات أبناء البلاد، وقال: إن العلم والمهارات والقناعات والاعتقاد تجعل من المرء إنساناً صالحاً وتقياً، مُؤكّداً على ضرورة وضع ما نتعلمه في خدمة الشعب.

 

وأكد: إن العمل هو من أجل الوصول إلى الفعل ومرحلة التنفيذ، مُضيفاً: إن القدرة تتطلب المهارة والزمان والتمرين، ولا تتحصل بسهولة. وتابع: إن العمل الدؤوب من أجل التحول إلى الأفضل يجعل الانسان في القمة، قائلاً: إن كنا في حالة حركة سنجد أن بوسعنا النظر بشكل أفضل والعمل بشكل أفضل.

 

*أتمنى أن نعيد التوازن إلى الطبيعة

 

كما حضر الدكتور بزشكيان، في إطار جولته لأصفهان، عصر الخميس، الاجتماع المتخصص لمجال المياه والزراعة، الذي تمحور حول دراسة قضايا ومشكلات المزارعين وتحديات المياه في المحافظة. وقال: الخبراء والأساتذة الجامعيون يجرون حالياً دراسة وصياغة حلول علمية وعملية في هذا المجال، ونأمل أن نتمكن بتنفيذ هذه الحلول من إعادة التوازن إلى الطبيعة في البلاد، خاصة في محافظة أصفهان.

 

وتوجّه الرئيس بزشكيان بالشكر لمشاركة ودعم الشعب في الأحداث الأخيرة في البلاد، وقال: شعبنا، خاصة في الأحداث الأخيرة، بذل كل جهده وبأداء لامع أحبط آمال الأعداء، الحكومة شاكرة لهذا الوفاء، وتأكّدوا أننا في طريق الخدمة وحل المشكلات، ولن ندّخر أيّ جهد في هذا الصدد.

 

المصدر: الوفاق/وكالات