كيف تصنع الطفولة عزيمتنا؟

العزيمة تُعرّف بأنّها الشغف والمثابرة لتحقيق أهداف طويلة الأمد، وتُعد مؤشراً قوياً على النجاح في مجالات متعددة من الحياة، ورغم أن تأثير التنشئة على هذه السمة معروف، إلّا أن المسارات النفسية الدقيقة التي تربط بين الطفولة والعزيمة لم تكن مفهومة بالكامل حتى الآن، وهو ما سعت الدراسة إلى كشفه.

كشفت دراسة نُشرت مؤخرا في مجلة Psychological Reports، عن آلية نفسية مركزية تربط بين تجارب الطفولة ومستوى العزيمة لدى الشباب، وأظهرت النتائج أن كلاً من التجارب السلبية والإيجابية في مرحلة الطفولة تؤثر على قدرة الفرد على المثابرة وتحقيق الأهداف طويلة الأمد، وأن هذه العلاقة تُفسَّر بالكامل من خلال مهارة تنظيم المشاعر.

 

العزيمة تُعرّف بأنّها الشغف والمثابرة لتحقيق أهداف طويلة الأمد، وتُعد مؤشراً قوياً على النجاح في مجالات متعددة من الحياة، ورغم أن تأثير التنشئة على هذه السمة معروف، إلّا أن المسارات النفسية الدقيقة التي تربط بين الطفولة والعزيمة لم تكن مفهومة بالكامل حتى الآن، وهو ما سعت الدراسة إلى كشفه.

 

تنظيم المشاعر وتأثيره على النجاح

 

أظهرت النتائج أن من مرّوا بتجارب سلبية في الطفولة سجلوا مستويات أقل من العزيمة ومن القدرة على تنظيم المشاعر، وفي المقابل، من عاشوا طفولة إيجابية أظهروا مستويات أعلى في كلا الجانبين، وهذه النتائج تؤكد أن بيئة الطفولة تؤثر مباشرة على قدرة الفرد على المثابرة وإدارة مشاعره في مرحلة الشباب.

 

وباستخدام تقنية النمذجة الهيكلية، أثبت الباحثون أن تنظيم المشاعر هو العامل الوسيط الذي يفسر العلاقة بين الطفولة والعزيمة، أي أن الطفولة لا تؤثر مباشرة على العزيمة، بل تؤثر على قدرة الفرد على تنظيم مشاعره، وهي بدورها التي تحدد مستوى العزيمة.

 

وتشير النتائج إلى أن تعزيز مهارات تنظيم المشاعر قد يكون مفتاحاً لبناء العزيمة، خاصة لدى الشباب الذين واجهوا صعوبات في طفولتهم، كما تؤكد أهمية توفير بيئة داعمة ومستقرة للأطفال، لما لها من أثر وقائي في بناء شخصيات قوية وقادرة على المثابرة.

 

ويوصي الباحثون بإجراء دراسات طولية مستقبلية لتتبع تطور الأفراد عبر الزمن، وتوسيع نطاق البحث ليشمل ثقافات وسياقات اجتماعية مختلفة، بما يعزز فهمنا للعوامل النفسية المؤثرة في النجاح الشخصي.

 

 

المصدر: موقع البلاغ

الاخبار ذات الصلة