الأدميرال شهرام إيراني، قائد القوة البحرية للجيش الإيراني، صرّح خلال الندوة الخاصة بمناقشة مسودة الوثيقة الوطنية للتنمية البحرية التي تُقام في جامعة أميركبير، قائلاً: “لدينا على اليابسة ثلاث مناطق فقط، أما في البحر فنواجه خمسة بيئات يمكن الاستفادة منها. وللاستخدام الأمثل لهذه البيئات، نحتاج إلى عمل علمي دقيق وتجهيزات مهمة يجب الاهتمام بها”.
وأضاف أن “هذه الوثيقة شاملة وكاملة، لكن يمكن تقديم مقترحات لتحسينها”، موضحاً: “ما لوحظ في هذه الوثيقة يركّز أكثر على الجوانب الجيواستراتيجية، بينما يجب الاهتمام أيضاً بالجوانب الجيوبوليتية في صياغتها، فهذه المسألة بالغة الأهمية ويجب أن يتناولها الخبراء في هذه المجالات بدقة”.
وأشار قائد القوة البحرية للجيش إلى أن “من الضروري التركيز أكثر في إعداد الوثيقة على قضية الممرات التجارية وربط البلاد بالبحار. نحن دائماً ننظر من الساحل إلى البحر، لكن يجب أن ننظر من البحر إلى الساحل حتى نتمكن من رؤية هذه الإمكانيات الفريدة بشكل أوضح”.
وتابع قائلاً: “حين نتحدث عن الممرات، علينا أن نعلم أن العدو يسعى بكل جهده واستراتيجيته إلى تقييد هذه الممرات ليستفيد منها وحده ويحذفنا منها تماماً”.
وأضاف: “لطالما أكدنا في وثائقنا على ممر الشمال – الجنوب، لكننا غفلنا عن ممر الشرق إلى الغرب”.
وطالب الأدميرال إيراني كذلك بالاهتمام أكثر بـ المدن اللوجستية البحرية في هذه الوثيقة، قائلاً: “إذا بقيت هذه الوثيقة حبيسة الورق ولم تُفعّل على أرض الواقع، ولم نأخذ بعين الاعتبار مسألة السكان، فلا يمكن أن نتوقع منها نتائج ملموسة”.
وأكد على أهمية وجود قوانين ميسِّرة في هذه الوثيقة، موضحاً أن “جامعة أميركبير لديها فرع في جنوب البلاد وقد بدأت بالاهتمام بالشؤون البحرية، ولكن لماذا في صناعة بناء السفن لا نرى إلا اسم الجامعة فقط؟ لدينا سواحل وصناعة لبناء السفن، لكننا لم نتمكن من تقديمها إلى الدول المجاورة، في حين أنهم يقدمون طلباتهم إلى دول أخرى بعيدة”.
وتابع قائلاً: “نحن متأخرون في هذا المجال بلا شك، ولكن يمكننا تعويض هذا التأخر بالتعاون المشترك، شرط أن نساعد جميعاً في إبراز هذه الإمكانيات والاستفادة منها”.
واختتم الأدميرال إيراني حديثه بالتأكيد على ضرورة الاهتمام بقدرات القارة القطبية الجنوبية وبـ المجالات الخارجة عن الحدود الإقليمية في هذه الوثيقة.