من المؤسف أن فقدان الشغف شرٌّ لا بد منه في معظم تجارب الحياة المختلفة! لكن هناك بعض النصائح والطرق التي تساعدنا على استعادة الشغف في الحياة واسترجاع الدوافع والحوافز الذاتية لتتمكن من الاستمرار والسعي لتحقيق أهدافك.
ما معنى فقدان الشغف!
فقدان الشغف (بالإنجليزية: Loss of Passion) هي حالة من فقدان الحماسة أو الدافع والحافز تجاه أمرٍ محدد أو تجاه الحياة ككل، ويمكن القول أن فقدان الشغف هو فقدان للطاقة التي تدفع الإنسان للعمل والتطوّر، ما يجعل الفاقد للشغف يتوقف عن محاولة السعي في موضوع شغفه، أو يفقد الرغبة في تغيير حياته وظروفها إلى الأفضل، ويصاب بحالة من التسليم والاستسلام وربما الانهزام والانسحاب.
أهم علامات فقدان الشغف الشعور بنقص الطاقة وعدم الرغبة في العمل أو بذل أي جهد إضافي، والشعور بانحسار التطلعات والأحلام وانقلاب الأمنيات من تمني الأفضل إلى مجرد الحفاظ على الوضع الراهن، وغالباً ما يسبب فقدان الشغف حالةً من الحزن والقلق تتناسب مع قدر الشغف الذي كان يمتلكه الفرد بعمله أو حياته أو علاقاته ثم فقده!
طريقة استعادة الشغف والتغلب على فقدان الحوافز
أعد البحث عن شغفك من جديد: عندما تشعر بحالة فقدان الشغف والحوافز عليك أن تنظر إلى الأمور التي كانت تشكّل الحوافز والدوافع بالنسبة لك، حيث أن فقدان الشغف قد يرتبط بتطوراتٍ نفسية وبنمو الشخصية وتغيّر طريقة التفكير أو الظروف، ما يحتّم عليك أولاً إعادة النظر بشغفك وإذا ما كانت الحوافز والدوافع نفسها ما تزال صالحةً وكافية لدفعك نحو عيش شغفك.
أعد الاتصال بشغفك مرة أخرى: من أفضل طرق علاج فقدان الشغف هي استراتيجية إعادة الاتصال بموضوع شغفك، إذا كنت فاقداً للشغف بعملك مثلاً ربما أنت بحاجة لإعادة ممارسة بعض الأنشطة التي كانت تعينك على تحقيق شغفك في العمل، وإذا كنت فاقداً للشغف بهوايتك ربما عليك إخراج أدوات هذه الهواية مجدداً وإعادة الاتصال مع مجتمع الهواة، حتى فقدان الشغف في الحياة بالمجمل يحتاج منك لإعادة الاتصال بمعنى الحياة أو بأشخاص يمثلون بالنسبة لك معنى الحياة!
ابدأ من العادات الصغيرة: “في كثير من الأحيان نقنع أنفسنا بأن النجاح الكبير يتطلب فعلاً كبيراً.” لكن ذلك ليس دقيقاً، التفاصيل الصغيرة في حياتك اليومية تصنع فرقاً كبيراً مع الوقت، والتعديلات الصغيرة جداً لكن المستمرة كفيلة بتغيير حياتك بالكامل، كل ما عليك فعله هو البدء الآن بتغييرات صغيرة مستمرة تقرّبك من شغفك مجدداً والابتعاد عن فكرة “القفزة الكبيرة” من ضفة اليأس إلى بحر الأمل!
ابتعد عن هاتفك الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي: أهم النصائح لاستعادة شغفك بالحياة أن تعيد تنظيم وقت استخدام هاتفك المحمول وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، والنصيحة الذهبية والسحرية “إياك أن تفتح هاتفك عندما تستيقظ وأنت في السرير!” ابدأ يومك بطريقة أخرى أرجوك.
اكتب خطة يومية: يساعد وضع قائمة بالمهام يومياً في إعادة تنظيم مشاعرك وأفكارك واستعادة شغفك من جديد وفهم حوافزك ودوافعك بشكلٍ أفضل، لكن لا تحاول أن تجعل القائمة طويلةً ومعقدة وتفصيلية، ابدأ بقائمة مهام بسيطة فيها المهام الخمسة الرئيسية لهذا اليوم، وتأكد من مراجعة هذه القائمة في نهاية اليوم، ثم ابدأ بإضافة تفاصيل أكثر إلى قائمتك.
صمم خطواتك المستقبلية: ربما يكون التشتت حول المستقبل أهم أسباب فقدان الشغف والدافع، لذلك سيكون تخطيط وتصميم خطواتك المستقبلية من أفضل وسائل استعادة الشغف والحوافز مجدداً، قسّم أهدافك المستقبلية واجعلها منطقيةً وقابلةً للتحقّق، وأحِط نفسك بها من كل جهة!
تخلص من العلاقات السامّة: ابتعد عن الأشخاص المحبطين والسلبيين والفاشلين في حياتهم، ابتعد عن المنافقين الذين يصفقون لك دون سبب، وابتعد عن كثيري الشكوى والتذمر، وأحِط نفسك بأشخاصٍ ناجحين وإيجابيين وشغوفين لتكون شغوفاً مثلهم.
لا تنسَ عيش الحياة: استعادة الشغف تبدأ من استعادة شعورك بقيمة الحياة، توقف عن الانهماك بالعمل وتأجيل المتعة إلى وقتٍ تتحقق فيه سلسة الشروط العجيبة، وحاول أن تفعل شيئاً ممتعاً واحداً على الأقل كل يوم.
تحدث أكثر عن مشاعرك: حاول أن تعبّر أكثر عن شعورك بفقدان الدوافع والحوافز من خلال الحديث مع أشخاص إيجابيين وداعمين، ولا تخجل من طلب المساعدة من مدرب حياة أو معالجٍ نفسي يمنحك بعض الأدوات والأساليب التي تساعدك على استعادة الشغف المفقود وتسخين الحوافز الفاترة.
كيف أتغلب على فقدان الحماس والدوافع
ابحث في أسباب فقدان الحماسة والحوافز: يجب أولاً في حالات فقدان الدافعية والحماسة البحث في الأسباب التي أدت لهذه النتيجة، وإذا ما كانت المشكلة في الدوافع نفسها التي فقد قوتها، أم باستجابتك للحوافز والدوافع بسبب حالة اليأس أو الإحباط، من هنا يمكنك البدء بالبحث عن دوافع مختلفة، أو البدء بمعالجة اليأس والإحباط لإعادة تنشيط دوافعك وحوافزك.
أعد التفكير بالقيم الشخصية: فقدان الحماسة قد يرتبط أحياناً بالوصول إلى الأهداف أو فقدان الرغبة بتحقيقها! إذا كان كل ما تسعى له مثلاً هو الترقية في العمل، بمجرد أن تصل للترقية ستفقد رغبتك بالعمل وشغفك به وحماسك، لذلك يجب أن تكون قيمك الشخصية أقرب إلى الرؤية الاستراتيجية منها إلى الأهداف ذات النهايات المغلقة!
ابحث عن فرص جديدة وتعلم شيئاً جديد: اكتساب أي خبرات أو مهارات جديدة من أفضل وسائل استعادة الحماسة وإعادة بناء الحوافز، حاول أن تتعلم مهارةً جديدة كل ما أتيح لك ذلك، وواظب على المعرفة من خلال القراءة والمشاهدة، واستغل وقتك لتكون شخصاً أفضل كل يوم.
خذ قسطاً من الراحة: الراحة والاسترخاء من الأمور الضرورية حتى يحافظ الإنسان على نشاطه وطاقته، فيمكن أخذ استراحة من العمل والابتعاد عن أسباب خيبات الأمل وفقدان الشغف والحماس، والتفكير بأشياء مختلفة يحبذ أن تكون ممتعة وتريح عقل والروح، فهذا يتيح الفرصة لاستعادة الشعور بالنقاء والصفاء الذهني، وبالتالي استعادة جزء من حيويتك ونشاطك، للاستمرار بمطاردة شغفه بحماسة ودافعية أفضل.
اهتم بالإنجازات الصغيرة: لا تبحث فقط عن الإنجازات الكبيرة والأهداف البعيدة أو العامًة، بل اهتم أكثر بالإنجازات الصغيرة، وكافئ نفسك عليها، سلسلة النجاحات الصغيرة أفضل حافز ممكن للاستمرار وتحقيق شغفك في الحياة، ربما أهم وأكثر فاعلية من الإنجازات الكبيرة.
اسأل الناس عن دوافعهم! من أفضل وسائل بناء دوافع وحوافز جديدة تشعل حماستك وتجدد شغفك أن تتعرف إلى ما يدفع الآخرين ويحفزهم، لن تحصل على إجابات جاهزة يمكن تبنيها، لكن بكل تأكيد ستحصل على إجاباتٍ محفّزة، بشرط أن تختار أشخاصاً ناجحين وإيجابيين.
لا تقلل من قيمة نفسك: أسوأ ما يمكن أن تفعله أن تخاطب نفسك بطريقة سيئة أو مهينة! مهما كنت تشعر باليأس والإحباط وفقدان الحماسة والطاقة، خاطب نفسك دائماً بطريقةٍ جيدة، وحاول دفع نفسك لاستعادة الشغف دون أن تقسو عليها!