وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت كتائب القسام إنها تؤكد التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة. من جانبها، رفضت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بياناً لوزارة الخارجية الأميركية يتهم الحركة بأنها تعمل على انتهاك وشيك للاتفاق ضد سكان غزة.
*شهداء بتصعيد صهيوني
قالت وسائل إعلام صهيونية إن سلاح الجو يقصف رفح جنوبي قطاع غزة بذريعة تبادل إطلاق نار بين الجيش الصهيوني ومَن وصفتهم بالمسلحين، كما أكدت أن سلاح الجو يستهدف مناطق في جباليا شمالاً، في حين طالب الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش باستئناف القتال.
من جهتها، قالت القناة الـ14 الصهيونية: إن سلاح الجو شن غارات على أهداف في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة ردا على ما سمته خرق وقف إطلاق النار، حسب زعمها. وزعمت القناة بوقوع انفجار في آلية هندسية تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني بمنطقة رفح.
يأتي ذلك فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني عن مصدر عسكري أن “اشتباكا خطيرا وقع صباح الأحد في رفح جنوبي قطاع غزة”، وأشارت إلى تواصل الاشتباكات العنيفة، وفق تعبيرها.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني: إن ما حصل في رفح جنوبي قطاع غزة “خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار” حسب زعمه، مؤكدا أن الجيش سيرد بقوة، دون إضافة المزيد من التفاصيل.
*بيان لكتائب القسّام
وتوصلت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحكومة الاحتلال الصهيوني في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري إلى اتفاق عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، استناداً إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي اليوم التالي دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ.
وتضمنت هذه المرحلة إعلان انتهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني إلى ما سمي “الخط الأصفر”، وإعادة الأسرى الصهاينة الأحياء والقتلى، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت كتائب القسام في بيان صادر عنها، إنها تؤكد التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة.
وقالت: إنه ولا علم لنا بأي أحداث أو اشتباكات في منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس/ آذار الماضي. وتابعت الحركة، في بيانها، إنه لا معلومات لديها إن كانوا قد استشهدوا أم لا يزالون على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ، وعليه فـ”لا علاقة لها بأي أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من مقاتل هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة”.
*قصف وضحايا
يأتي ذلك فيما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال الحربية شرق جباليا شمال قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأفادت مصادر طبية للوكالة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال شرق جباليا.
وذكرت الوكالة أن طواقم الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى المكان، نظرا لخطورة الوضع هناك، ولأنه يصنف منطقة خطيرة. وفي خرق جديد لوقف إطلاق النار، أفاد مصدر بالإسعاف والطوارئ باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف صهيوني على تجمّع للمواطنين ببلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة في غزة في بيان باستشهاد 18 فلسطينيا وإصابة 3 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية في القطاع. ومن بين الشهداء 10 تم انتشالهم نتيجة قصف سابق و8 إثر استهداف مباشر من الاحتلال.
وبذلك، يرتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 68 ألفا و159 شهيدا و170 ألفا و203 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
*الاحتلال يستهدف المدنيين
بالتزامن، شهدت مناطق شرق مدينة غزة ومحيط مخيمات المغازي والبريج تصعيداً ميدانياً جديداً، حيث أطلقت آليات الاحتلال نيرانها بشكل مكثف، وسط تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة. كما أفادت مصادر ميدانية بأن آليات الاحتلال فتحت نيرانها تجاه بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن خروقات الاحتلال المتواصلة منذ صدور قرار وقف الحرب أسفرت عن ارتقاء 38 شهيدًا، وإصابة 143 مواطنًا بجراح متفاوتة، في مؤشر واضح على استمرار العدوان رغم الاتفاقات المعلنة.
وأكد المكتب أن الخروقات تم رصدها في جميع محافظات قطاع غزة دون استثناء، ما يدل على عدم التزام الاحتلال بوقف العدوان، واستمراره في سياسة القتل والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.
*«حماس» ترفض ادعاءات الخارجية الأميركية بحقها
من جهتها، رفضت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ما ورد في بيان وزارة الخارجية الأمريكية من مزاعم حول “هجوم وشيك” أو “انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتنفيها جملةً وتفصيلًا.
وقالت الحركة في بيان رسمي إن الادعاءات الأمريكية تتساوق بشكل كامل مع الدعاية المضلِّلة التي يروّج لها الاحتلال، وتوفّر غطاءً سياسيًا لاستمرار جرائمه وعدوانه المنظَّم ضد الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن الحقائق على الأرض تكشف عكس ما ورد في البيان، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال هي من شكّلت وسلّحت وموّلت عصابات إجرامية نفّذت عمليات قتل وخطف وسرقة شاحنات المساعدات، إلى جانب اعتداءات مباشرة على المدنيين الفلسطينيين.
وأكدت “حماس” أن الأجهزة الشرطية في غزة، وبمساندة شعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، بما يضمن حماية الأمن المجتمعي واستمرار العمل الإغاثي والإنساني.
*سلسلة اعتداءات للعدو بالضفة
في غضون ذلك، استُشهد مواطن فلسطيني (42 عاماً) متأثراً بإصابته بعدة رصاصات في البطن والأطراف، أطلقها “جيش” الاحتلال الصهيوني خلال اقتحامه مخيم العين في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. كما ذكرت مصادر ميدانية أن جرافات تابعة للمستوطنين نفذت أعمال تجريف في أراضي الفلسطينيين بين بلدتي برقة وبيت إمرين شمال غرب نابلس، في إطار توسّع استيطاني متسارع تشهده المنطقة.
وهاجم مستوطنون، مزارعين فلسطينيين خلال قطفهم الزيتون شرق قرية روجيب في نابلس.