ضعف دافعية التعلم: المشكلة المتجددة

ضعف الدافعية هي حالة نفسية يُصاب بها الطلبة عند بداية كل عام دراسي في الغالب، مما يؤدي إلى فقدان الدافع والحافز لديه للقيام بواجباته المدرسية، وشعوره بالتكاسل وعدم رغبته ببذل مجهود من أجل النجاح والتفوق مما يجعله كارهًا للمدرسة وكل ما يتعلق بها...

تشكو الكثير من الكوادر التربوية من صعوبات بداية العام الدراسي، ففي بداية كل عام دراسي يظهر بعض الطلبة بصورة من الخمول والكسل المفرطين وكأنهم يعيشون التجربة لأول مرة، ومن هذه المشكلات هي مشكلة ضعف الدافعية للتعليم، الأمر الذي يشكل عامل قلق بالنسبة للكوادر وللأهل، ولأننا نعمل في مجالات التربية والتعليم يعنينا أكثر من غيرنا البحث في أسباب هذه الأزمة وعواملها، ومن ثم محاولة وضع الحلول والعلاجات لها.

 

ضعف الدافعية هي حالة نفسية يُصاب بها الطلبة عند بداية كل عام دراسي في الغالب، مما يؤدي إلى فقدان الدافع والحافز لديه للقيام بواجباته المدرسية، وشعوره بالتكاسل وعدم رغبته ببذل مجهود من أجل النجاح والتفوق مما يجعله كارهًا للمدرسة وكل ما يتعلق بها.

 

ما هي أبرز علامات ضعف الدافعية للتعلم؟

من أبرز علامات ضعف الدافعية للتعلم هي التشتت وعدم الانتباه، العبث بممتلكات المؤسسة التعليمية ومستلزمات الزملاء، الانشغال بإثارة الآخرين مما يفسد البيئة الصفية، نسيان كل ما له علاقة بالتعلم والواجبات الصفية وإهمالها، كثرة الغيابات وانعدام الرغبة في التعليم، التذمر من جميع ما يحيط به وما يستخدمه ويظهر ذلك عبر سلوكيات عدوانية تجاه الأشياء المادية والزملاء، والتأخر الصباحي المستمر. كل هذه العلامات هي إشارات تنبيهية للعاملين في التربية تدل على ضعف دافعية التعلم.

 

ضعف الدافع لدى الطلبة يخلق الكثير من المشاكل الدراسية والأكاديمية مثل التسرب من المدرسة، وإعادة سنة دراسية معينة عدة مرات، والالتحاق مع جماعات سلبية وفاشلة، بالإضافة إلى هدر جهود أولياء الأمور وتقليل ثقتهم بأبنائهم نتيجة ضياع الجهود والأموال التي يتم إنفاقها دوريًا كمصاريف تعليمية، وقد تنشأ العديد من المشاكل الاجتماعية كضعف الأمة وانهيارها بسبب تخريج أجيال غير قادرة على مواكبة التطور والنهضة.

 

هذه المعضلة تتجدد سنويًا لدى فئة كبيرة من الطلبة مما يجعلها تكاد تكون ظاهرة مثيرة للجدل من حيث متعلقاتها، ففي كل سنة تبرز مشكلة مسببة لضعف الدافعية لم تكن مطروحة في السابق، ما يعني أن تغير طبيعة الحياة يغير طبيعة المشكلات ويغير الأسباب وراء ذات المشكلة وهو ما يستدعي البحث عن التداعيات الجديدة لذات المشكلة أو الأزمة.

 

ما هي أسباب ضعف دافعية التعليم؟

 

لضعف الدافعية للتعليم لدى الطلبة الكثير من الأسباب المحتملة منها انتقال الطالب من منطقة الراحة الكاملة إلى منطقة المسؤولية، فبعد أشهر من الاعتياد على ترك التحضيرات الدراسية وكل ما يتعلق بالمدرسة وأوقات الدوام يعود الطالب قد يكون مُكرهًا لإكمال دراسته مما يضعف الرغبة والاستعداد النفسي لديه وبالتالي تضعف دافعيته.

 

السبب الثاني هو عدم كفاءة المعلمين والمدرسين وعدم امتلاكهم لمهارات نفسية تمكنهم من جعل الطلبة يحبون مدارسهم سيما في الأسابيع الأولى من أيام العام الدراسي، فقد يستخدم بعضهم الشدة في التعامل وهو ما يجعل الطلبة ينفرون من الدرس وبالتالي ينخفض مستوى دافعيتهم للتعليم.

 

والسبب الثالث هو معاناة الطالب من مشكلات عائلية والتي تفصله عن الدراسة والعالم من حوله، وهذه السبب منتشر كثيرًا في الكثير من العوائل وهو ما يجب أن يتلفت إليه الوالدان.

الحلول:

 

في سبيل حل هذه الأزمة يجب على الأهل تحفيز أبنائهم وتعبئتهم نفسيًا قبل بدء العام الدراسي بفترة كي لا يكون الدوام بالنسبة إليهم يمثل انتقالًا من منطقة مريحة إلى منطقة أكثر مسؤولية وتعب، وهو ما يسهم في مدهم بالطاقة النفسية الكافية للتعليم بدافعية قوية.

 

كما على الوالدين أن يبتعدوا بمشكلاتهم عن أبنائهم ويحاولوا حلها فيما بينهم لتفادي تأثير المشكلات على أبنائهم، وهو ما يجعلهم أكثر راحة نفسية وتقبلًا للتعليم لأن العكس هو المنطقي وفق الدراسات النفسية.

 

وعلى المعلمين والمدرسين أن يَعُوا مدى خطورة استخدام أساليب غير تربوية من الطلبة ومحاولة الابتعاد عنها سيما في الأسابيع الأولى لئلا ينفر الطلبة من مدارسهم ومقاعدهم ويواصلوا تعلمهم بكل أريحية تبعًا للبداية المريحة التي بدؤوها.

 

ولا بأس باستخدام المؤسسات التعليمية خطوات تمهيدية تحفيزية لإدخال الطلبة في الجو الدراسي تدريجيًا لإبعاد الملل عنهم، وبذا يمكن أن يتخطى الطلبة مشكلة ضعف الدافعية للتعليم.

 

المصدر: وكالات