وأعلن حمزه بيرانوند، الأستاذ المشارك في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة أميركبير الصناعية ومدير مشروع تطوير نظام المراقبة الذكية للألياف الضوئية المعتمد على بيانات نظام المعلومات الجغرافية GIS لكابلات الألياف الضوئية، عن الانتهاء من تطوير هذا المنتج التكنولوجي بدعم من المعاونية العلمية، وقال: بفضل دعم هيئة تطوير الاقتصاد المعرفي الرقمي، والاتصال والتواصل، تمكنا من الوصول إلى منتج يقلل بشكل كبير من تكاليف صيانة شبكات الألياف الضوئية، ويلعب دورًا حاسمًا في تعزيز أمان واستقرار الشبكة الوطنية للمعلومات.
وأوضح قائلاً: إن نظام المراقبة الذكية للألياف الضوئية يُعد أداة للرصد المستمر لسلامة شبكات الألياف، مضيفًا: كان هدفنا تقليل تكاليف الصيانة وزيادة استقرار الاتصالات، حيث يستطيع هذا النظام رصد الأعطال في الألياف بشكل ذكي، وتحديد موقع القطع بدقة على الخريطة، وتشخيص نوع الخلل مثل الانحناء أو الاتصال غير المناسب بمساعدة خوارزميات الذكاء الاصطناعي. ونتيجة لذلك، لن تكون هناك حاجة لزيارات ميدانية متكررة لمسارات الألياف، كما سيتم تقليل زمن إصلاح الأعطال بشكل كبير. وتُظهر التقديرات أن استخدام هذا النظام يمكن أن يقلل تكاليف الصيانة بنسبة تصل إلى 50%، ويختصر زمن إصلاح الأعطال بشكل ملحوظ.
وأشار هذا الناشط في مجال التكنولوجيا إلى القدرات الفنية للفريق المطور، قائلاً: شارك خمسة أشخاص بشكل كامل في تصميم وبرمجة البرمجيات والأجهزة لهذا النظام. وعملنا على تصميم المنتج من الناحية البرمجية باستخدام هيكلية الخدمات المصغرة “ميكروسرویس” مع إمكانية التشغيل على البنية التحتية السحابية أو المحلية، بحيث يمكن استخدامه في مراكز البيانات والبنية التحتية للمؤسسات. كما يتم إدارة المستخدمين من خلال التحكم بمستويات الوصول وتحديد الأدوار المختلفة، ويستطيع النظام إرسال التنبيهات بناءً على السياسات المحددة، عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، لإبلاغ مسؤولي الشبكة.
وأوضح بيرانوند بشأن الجانب الأجهزي للنظام قائلاً: في هذا المنتج، تم استخدام تقنية OTDR لمراقبة عدة ألياف ضوئية عن بُعد. ويدعم الجهاز أطوال موجية مختلفة تشمل 1310 و1550 و1625 نانومتر، مما يتيح استخدامه في شبكات الوصول والنقل المتنوعة. كما يمكن تعديل عرض نبضة الليزر من ثلاث نانوثانية إلى 20 ألف نانوثانية، مما يوفر دقة عالية في قياس المسافات القصيرة والطويلة. ويتم تخزين نتائج الاختبارات تلقائيًا في النظام وإرسالها عبر الشبكة إلى برمجية المراقبة، بحيث يتم إصدار التنبيه اللازم في حال رصد أي تغييرات أو اضطرابات.
وأكد بيرانوند على تفوق هذا المنتج مقارنةً بالنماذج المحلية المماثلة، قائلاً: في الوقت الحالي، لا يوجد أي نموذج محلي مشابه من حيث الجودة والدقة والكفاءة ونطاق الأداء. وتابع: منتجنا قادر على المنافسة مع المنتجات الأجنبية من حيث القدرات البرمجية والأجهزة، ويمكنه تلبية احتياجات البلاد من استيراد معدات مراقبة الألياف الضوئية بشكل كامل.
وقال بيرانوند: يُعد تطوير هذا النظام خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد في تقنيات المراقبة الذكية للشبكات الضوئية، حيث يمكن لهذه التقنية أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز مرونة الشبكة الوطنية للمعلومات، وتقليل التكاليف التشغيلية للبلاد في قطاع الاتصالات، وضمان استقرار الخدمات الاتصالية. وتابع: إن دعم المعاونية العلمية لهذه المشاريع يمهد الطريق لإنشاء بنية تحتية محلية وآمنة لمستقبل شبكات الاتصال في البلاد.