قالت الباحثة و عضو الهيئة العلمية في معهد السرطان الوطني التابع لمنظمة الجهاد الجامعي، فاطمة ملاعباسي، إن هذا الانجاز الجديد لباحثي المعهد، والمتمثل في ابتكار جهاز استشعار حيوي (Biosensor) جديد يُمكّن من الكشف السريع والدقيق عن موت الخلايا المبرمج، قد تم نشره في المجلة الدولية المرموقة “Biosensors and Bioelectronics” الصادرة عن دار النشر Elsevier.
وأضافت ملاعباسي، أن هذا المقال يتناول تصميم نانوزيم (انزيم نانوي) هجين جديد يعتمد على جسيمات الغرافين والفضة النانوية (AgNPs)، والذي يتيح الكشف عن المؤشرات الحيوية الرئيسية (biomarkers) لموت الخلايا المبرمج بطريقة فائقة الحساسية وبدون علامات (label-free detection).
وتابعت: “إنّ مجموعة النانو المُصمّمة قادرة على تحديد موت الخلايا كمّيا ونوعيا دون الحاجة إلى إنزيمات مُستهدفة أو أجسام مضادة. كما أن هذا النظام قادر على تحديد ثلاثة مؤشرات حيوية مهمة مرتبطة بموت الخلايا في آنٍ واحد وبدقة عالية، وهي: موت الخلايا المبرمج (Apoptosis)، وموت الخلايا الحديدي(Ferroptosis)، وموت الخلايا الكاروبتوسين (Cuproptosis)، وذلك باستخدام أساليب قياس اللون (Colorimetric) والتصوير الضوئي الفلوري(Fluorescence).”
وأوضحت ملاعباسي، التي تُشرف على تنفيذ مشروع “الكشف السريع والدقيق عن موت الخلايا”: “تكمن الميزة المهمة لهذا المستشعر الحيوي في سرعته العالية واحتياجه إلى كميةٍ ضئيلة جدا من العينة، مما يسمح بالتعرف عليه في وقت قصير. كما يتمتع هذا النظام النانوي بالقدرة على مراقبة ورصد مجموعة متنوعة من محفزات موت الخلايا، بما في ذلك الأدوية المضادة للسرطان”.
وأضافت ملا عباسي: “إن هذه الميزات، إلى جانب التكلفة المنخفضة وسرعة الكشف العالية والاستخدام البسيط، تجعل هذا الإنجاز أداة فعالة لأبحاث الخلايا وفحص الأدوية مقارنة بالطرق التقليدية لقياس موت الخلايا والكشف عنها، كما انه يمهد الطريق لتطوير تقنيات محلية في مجال التكنولوجيا الحيوية النانوية (Nano-biotechnology).”
وأكدت ملاعباسي أن مجلة” Biosensors & Bioelectronics”، تُعدّ واحدة من أبرز المجلات العلمية الدولية المرموقة في مجال تصميم وتطوير وتطبيق أجهزة الاستشعار الحيوية والأنظمة الحيوية الإلكترونية. وتتبع المجلة نهجا متعدد التخصصات، وتغطي موضوعات في مجالات علوم المواد، والهندسة الإلكترونية، والكيمياء التحليلية، والفيزياء الحيوية، وعلم الاحياء، وتعتبر مرجعا علميا مهما للباحثين العاملين في مجالات التشخيص الحيوي، والرصد البيئي، والعلوم الطبية، والتكنولوجيا الآلية.
وأشارت في ختام حديثها إلى أن هذا الإنجاز العلمي لباحثي معهد السرطان الوطني التابع لمنظمة الجهاد الجامعي قد نُشر في مجلة تحمل معامل تأثير (Impact Factor) قدره 10.7.