سالاريه قال في حوار تلفزيوني مع برنامج «صف أول» أن إيران استطاعت خلال العقدين الماضيين ترسيخ موقعها في صناعة الفضاء رغم العقوبات والقيود، موضحاً أن إيران باتت تملك قدرة تصميم وصناعة أقمار صناعية بوزن يتراوح بين 200 و250 كغ، وأنها تسعى الآن للانتقال إلى مستوى أعلى في القدرات المدارية.
وتابع أن إيران نجحت في تطوير عدة عائلات من الصواريخ الحاملة، أبرزها عائلة “قائم” ذات الوقود الصلب التي طوّرها الحرس الثوري، وعائلة “سيمرغ” ذات الوقود السائل التي طوّرتها وزارة الدفاع. وقد نجحت هذه الصواريخ في وضع أقمار صناعية في مدارات منخفضة بارتفاعات تصل إلى 300 كغ، ويجري العمل حالياً على رفع هذه القدرة إلى 500 كغ.
وأشار رئيس منظمة الفضاء إلى أن القاعدة الوطنية الجديدة في تشابهار شارفت على الانتهاء بنسبة إنجاز تقارب 94%، موضحاً أن أول عملية إطلاق تجريبية منها ستُنفّذ خلال الأشهر المقبلة. وتُعدّ قاعدة تشابهار موقعاً استراتيجياً لإيران نظراً لموقعها الجغرافي الذي يسمح بالوصول إلى مدارات مختلفة، بما فيها المدار الشمسي التزامني ومدارات الاتصالات العالية.
كما كشف سالاريه عن أن ثلاثة أقمار صناعية استشعارية – هي ظفر، بايا، وكوثر 2 – سيتم إطلاقها قبل مارس 2026 ضمن ما وصفه بـ«الإطلاق الثلاثي الوطني»، موضحاً أن هذه الأقمار صُمّمت من قبل ثلاث جهات مختلفة: حكومية، جامعية، وخاصة، ما يعكس دخول القطاع الخاص رسمياً إلى سباق الفضاء الإيراني.
وأكد أن منظومة “الشهيد سليماني” تُعدّ أكبر مشروع فضائي إيراني جارٍ حالياً، وتشمل نحو 20 قمراً صناعياً صغيراً للاتصالات المدارية المنخفضة، وتهدف إلى توفير بنية تحتية وطنية لخدمات الإنترنت للأشياء (IoT) ونقل البيانات في الحالات الطارئة والمجالات البيئية والصناعية.
وأوضح سالاريه أن إيران تعمل أيضاً على مشروع للانضمام إلى برنامج استكشاف القمر الصيني “تشينغ 8”، حيث ستشارك بإرسال منظومة فضائية إيرانية الصنع إلى مدار القمر بالتعاون مع الصين، واصفاً هذه الشراكة بأنها قفزة نوعية في التعاون الفضائي الدولي لإيران.
وفي ما يخصّ الأقمار الصناعية الاستشعارية، قال إن الدقّة التصويرية في الأقمار الإيرانية وصلت إلى أقل من 5 أمتار، وإنّ القمر “بارس 2” يوفّر دقة تصل إلى 4 أمتار، بينما القمر قيد التطوير “بارس 3” يستهدف دقة تصل إلى متر واحد، مع السعي مستقبلاً للوصول إلى نصف متر.
وأضاف أن القطاع الخاص الإيراني وشركات المعرفة أصبحت جزءاً أساسياً من المنظومة الفضائية الوطنية، خصوصاً في تحليل الصور الفضائية ومعالجة البيانات، وأنه من المتوقع خلال عام إلى عامين أن تُلبّى معظم احتياجات السوق المحلي من الصور عالية الدقة عبر الأقمار الإيرانية حصراً.
وختم سالاريه بالقول إنّ الصناعة الفضائية الإيرانية تجاوزت مرحلة “الإمكان” إلى مرحلة “التحقق”، مؤكداً أنّ الأعوام المقبلة ستشهد ازدهاراً واسعاً في عمليات الإطلاق التجاري، وأنّ كل عملية إطلاق جديدة تقرّب إيران خطوة من تحقيق استقلالها الكامل في الفضاء.