بالتزامن حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ريكاردو بيريس من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا أن الوضع “مروع للغاية” وأن الأطفال هم الأكثر تضررا من نقص المساعدات.
في حين شهدت الضفة الغربية الأربعاء سلسلة اقتحامات وعمليات دهم واعتقالات نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني في مدن وبلدات عدة.
*استرجاع جثامين شهداء غزة
في التفاصيل، كشفت عملية تبادل جثامين الشهداء الفلسطينيين وجثث الأسرى الصهاينة عن ممارساتٍ وحشية ارتكبها الاحتلال الصهيوني، تمثّلت في تعذيبٍ وحشي وتنفيذ إعداماتٍ ميدانية بحقّ الشهداء الفلسطينيين، إضافةً إلى التنكيل بجثامينهم قبل احتجازها.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنّ جثامين الشهداء التي أعادها الاحتلال ظهرت عليها آثار تعذيب واضحة، مشيراً إلى أنّ الفحوص الرسمية التي أُجريت على الجثامين أكدت ارتكاب الاحتلال انتهاكات بشعة في حقّهم.
وأوضح المكتب في بيانٍ أنّ الفحوص الطبية أثبتت أنّ عدداً من الشهداء أُعدموا شنقاً أو بإطلاق النار من مسافةٍ قريبة، مؤكداً أنّ الاحتلال مارس أساليب وحشية ضدّ المعتقلين قبل إعدامهم.
كما دعا المكتب دول العالم إلى منع قادة الاحتلال من دخول أراضيها ومحاسبتهم في المحاكم الوطنية.
*الاحتلال يرفض تقديم قوائم رسمية بأسماء الشهداء
هذا وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إنّه جرى تسلّم 165 جثماناً لشهداء تعرّضوا للتعذيب والإعدام الميداني، مضيفاً أنّه “تمّ الأربعاء تجهيز ودفن جثامين 54 شهيداً لم يُتعرّف على هوياتهم، لأن الاحتلال رفض تقديم قوائم رسمية بأسماء الشهداء.”.
ويأتي ذلك، في سياق العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والذي لم يتوقف رغم إعلان وقف إطلاق النار.
كما أشار مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إلى أن 10 من جثامين الأسرى الفلسطينيين التي كانت محتجزة لدى الاحتلال الصهيوني دُفنت الأربعاء في مقبرة جماعية بدير البلح، مع تأكيد تعرّض عدد كبير منهم لتعذيب وانتهاكات بشعة.
وقال إن الجثامين استوفت المدة المحددة (نحو 5 أيام)، وتم توثيقها وتصويرها مع متعلقاتها قبل دفنها في قبور مرقمة، بعد تعذّر التعرف إليها بسبب طمس الملامح من التعذيب.
وكان من المنتظر أن تسلّم قوات الاحتلال في وقت لاحق الأربعاء دفعة سابعة من جثامين الأسرى الفلسطينيين تضم 30 جثمانا عبر معبر كيسوفيم.
ومنذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الحرب على غزة في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري سلّمت قوات الاحتلال الصهيوني 165 جثمانا لشهداء فلسطينيين استشهدوا في الأسر.
*استدعاء عائلات المفقودين للتعرف على الجثامين
وتصل الجثامين الفلسطينية من الجانب الصهيوني مجهولة الهوية، وتبذل السلطات في غزة جهودا مضنية للتعرف إليها بوسائل محدودة وإمكانيات بدائية.
وتشمل الإجراءات استدعاء عائلات المفقودين لمحاولة التعرف على الجثامين من علامات ظاهرية مثل الملابس أو ملامح الجسد كالطول والبنية والإصابات.
كما أطلقت وزارة الصحة رابطا إلكترونيا يضم صورا منتقاة للجثامين “تراعي كرامة المتوفى ولا تمس خصوصيته”، بهدف إتاحة الفرصة لذوي المفقودين للتعرف إليهم من بُعد.
وقال رئيس إدارة جثامين الشهداء في وزارة الصحة أحمد ضهير إن دائرة الطب الشرعي بغزة لا تمتلك أي أجهزة لإجراء فحوصات الحمض النووي للجثامين، أو مختبرات متخصصة.
*أطفال غزة بحاجة ماسة لعلاج كامل
من جهة اخرى قال المتحدث باسم الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ريكاردو بيريس في تصريحات الأربعاء إن القطاع يعاني من غياب شبه تام لمواد الإغاثة الأساسية المنقذة للحياة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأطفال بحاجة ماسة لعلاج كامل من سوء التغذية للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف أن كثيرا من المعدات الطبية، بما في ذلك الحاضنات وأجهزة الرعاية الحرجة، لا يسمح بدخولها إلى غزة، ما يفاقم الأزمة الصحية ويعرض حياة المواليد والمرضى للخطر.
ودعت اليونيسف إلى السماح بتدفق كامل وغير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدة أن استمرار القيود الحالية قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات وفيات الأطفال.
*اقتحامات واعتداءات واسعة بالضفة
في غضون ذلك شددت قوات الاحتلال الصهيوني، الأربعاء، إجراءاتها العسكرية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، ومنعت المواطنين من التحرك بحرية داخل الحي، في وقتٍ اقتحم فيه مستوطنون ما يُسمّى قبر شمعون الصديق لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية.
وأفادت مصادر محلية بأنّ قوات الاحتلال نصبت نقاط تفتيش جديدة في أنحاء الحي، الذي يشهد انتشاراً كثيفاً للآليات العسكرية والحواجز الحديدية، كما منعت الوصول إلى شوارع محددة، ما أدّى إلى تعطيل الحياة اليومية للسكان.
بموازاة ذلك أفادت وسائل إعلام بأن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت بلدة طمون جنوب شرقي مدينة طوباس (شمال الضفة الغربية) من جهة حاجز الحمرا العسكري.
وفي خربة يانون جنوبي مدينة نابلس منعت قوات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين من دخول أراضيهم لقطف الزيتون.
كذلك، أكدت مصادر محلية أن قوة خاصة تابعة للاحتلال الصهيوني اقتحمت حي أم الشرايط في مدينة البيرة، وحاصرت بناية سكنية داخل الحي.
ونفذت قوات الاحتلال الصهيوني حملة اعتقالات واسعة في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية طالت 16 مواطنا، بينهم طفل، إضافة إلى الاعتداء والتنكيل بالمواطنين وفرض قيود مشددة على الحركة في أنحاء متفرقة من المحافظة.
*نتنياهو يقيل رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني
من جانب آخر أقال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي من منصبه، بعد معارضته للهجوم على قطر وكذلك المرحلة الثانية من الحرب في قطاع غزة.
يُذكر أنّه بعد إقالة هنغبي، لم يتبق في مناصبهم سوى اثنين من كبار المسؤولين الذين شغلوا مناصبهم في 7 تشرين/أكتوبر، وهما رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.