مشهد المقدسة؛ نموذج للتعاون السياحي والثقافي الإقليمي

وزير التراث الثقافي: يمكن لسفرائنا في الدول الصديقة والمجاورة أن يساعدوا في جذب السياح

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي على المكانة الخاصة لمدينة مشهد المقدسة بوصفها قطباً للزيارة ومركزاً علمياً واقتصادياً في شرق البلاد، وقال: إذا تم إدارة إمكانيات مشهد المقدسة في إطار الدبلوماسية بشكل صحيح، فإن هذه المدينة ستصبح نموذجاً للتعاون في شرق إيران وستكون رمزاً للارتباط بين إيران والدول الاخرى.

 

 

ووصف محمد باقر قالیباف، في اجتماع الدبلوماسية الإقليمية في مدينة مشهد المقدسة، مدينة مشهد بأنها قلب إيران النابض وبوابة الشرق ومحور ربط الشعوب، وقال: وجودنا في مشهد المقدسة هو استمرار لفكرة بدأت من شيراز وهدفها إخراج السياسة الخارجية من احتكار العاصمة وجعلها في يد الشعب.

 

 

وأكد قاليباف: الحكم الناجح هو الحكم الذي يحول موارد البلاد إلى قيمة؛ وهو نهج يعرف بإسم «الحكم المنتج» وله أربع ميزات رئيسية: الذكاء، الشفافية، إشراك الشعب والكفاءة. وأوضح: الذكاء يعني أن القرار والعملية التنفيذية تستند إلى البيانات والتكنولوجيا والعلم، والشفافية تعني كسب ثقة الجمهور، وإشراك الشعب يعني تحول الناس من متفرجين على السياسة إلى ناشطين في التغيير، والكفاءة تعني أن نتائج السياسة تؤدي إلى تحسين حياة الناس.

 

 

وشدد رئيس مجلس الشورى الاسلامي على أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في إطار الحكم المنتج، وقال: الدبلوماسية الإقليمية هي دخول المحافظات بشكل هادف ومنسق إلى مجال التفاعل الخارجي في السياسة الوطنية، وكل محافظة من خلال المعرفة الميدانية والاتصال الوثيق بالحقائق الحدودية قادرة على وضع قطع اللغز الخاصة بالمصالح الوطنية في مكانها الصحيح.

 

 

وأشار قاليباف إلى الإمكانيات الخاصة التي تتمتع بها مدينة مشهد المقدسة في مجال السياحة والزيارة، وقال: يسافر إلى مدينة مشهد المقدسة سنوياً أكثر من 30 مليون زائر داخلي وثلاثة ملايين زائر أجنبي. هذا العدد الكبير من الموارد البشرية يُعد ثروة ثقافية لا مثيل لها، وإذا تم إدارتها بشكل صحيح، سيصبح اقتصاد الزيارة والسياحة نشطاً. وأضاف: يمكن للزوار غير الإيرانيين بعد أداء الزيارة أن يسافروا عبر المسارات المصممة إلى محافظات أخرى في البلاد، وهذا يشكل سلسلة الترابط في السياحة الثقافية. وبسبب المكانة الدينية لمدينة مشهد المقدسة، فهي تملك فرصة خاصة للتفاعل بين الشعوب المسلمة.

 

 

كما أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي على ضرورة نقل إدارة الشؤون الحكومية إلى المحافظين، والقطاع الخاص، والشعب، وقال: نريد أن يشعر كل إيراني، سواء داخل البلاد أو خارجها، بأنه شريك في مكانة وقوة إيران الوطنية.

 

ووصف مستقبل إيران في أفق عام 2035 بأنه «صورة واقعية للصمود والتقدم والمكانة الوطنية»، وأكد أن هذا الهدف ليس مجرد شعار دعائي، بل هو رؤية عملية وقابلة للتحقق.

 

 

السفراء.. عنصر مساعداً لجذب السياح

 

 

من جانبه، قال وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية: يمكن لسفرائنا في الدول الصديقة والمجاورة أن يساعدوا في جذب السياح إلى إيران.

وأشار سيد رضا صالحي أميري في اجتماع الدبلوماسية الإقليمية في مدينة مشهد المقدسة: السياح في خمسة مجالات مهمة في آسيا الوسطى والقوقاز، تركيا، باكستان، وفي منطقة الخليج الفارسي، من العراق إلى السعودية، مهتمون بزيارة إيران، ونتوقع من الصين والهند وروسيا، التي تعتبر أهدافنا الرئيسية في الظروف الحالية، أن يساعدونا في جذب السياح.

وقال صالحي أميري: مَنحَ البرلمان في البرنامج السابع خمسة حوافز سياحية، وتم إعداد اللائحة التنفيذية لهذه الحوافز، وهذه الحوافز غير مسبوقة ويمكن أن تؤدي إلى تحول في قطاع السياحة. وأضاف: في بداية هذا العام، يمكن لجميع المستثمرين في جميع أنحاء إيران بناء مجمعات متعددة الاستخدامات، ويمكنهم بناء فنادق في المجمعات السكنية والطوابق العليا.

وقال صالحي أميري: سيكون استيراد 200 صنف من السلع الأساسية التي تحتاجها الفنادق معفياً من الرسوم الجمركية والضرائب، وإن تغيير النهج شرط أساسي لوضع السياحة على مسارها الصحيح، ويشمل هذا التغيير تعديل القوانين في مجال السياحة أيضاً.

وأوضح صالحي اميري: إن الدول المجاورة التي لديها 62 مليون سائح و70 مليار دولار من الإيرادات، خططت لاستقبال 90 مليون سائح و100 مليار دولار بحلول عام 2028.

وتابع: للارتقاء في مجال السياحة، نحن بحاجة إلى تغيير النظرة في الحوكمة وجميع السلطات.
وأضاف صالحي أميري: حالياً، يتم وضع السياسات والتخطيط لاستقطاب 15 مليون سائح سنوياً حتى عام 2028، لذلك يجب تقدير ما هي البنية التحتية المطلوبة لهذا العدد من السياح مثل المراكز السياحية…

افتتح يوم 22 اكتوبر ثاني جلسة للدبلوماسية الإقليمية، من خلال عقد مائدتين مستديرتين متخصصتين بعنوان «التعاون الاقتصادي، الإقليمي، التجاري، الاستثماري والمناطق الحرة» و«ربط الاقتصاد الوطني والإقليمي عبر التقنيات الحديثة والمعرفية»، وذلك بحضور ۱۲ سفيرًا لإيران في الدول المجاورة، ومسؤولي غرف التجارة الوطنية والإقليمية، ومحافظي خراسان الرضوية، وخراسان الجنوبية والشمالية، بالإضافة إلى نواب وزير الخارجية، في مدينة مشهد المقدسة.

 

 

ويهدف هذا الاجتماع الذي استمر يومين إلى التعريف بإمكانات محافظات شمال شرق البلاد، ودراسة تأمين السلع الأساسية واحتياجات هذه المحافظات من الدول المجاورة، بالإضافة إلى بحث تطوير الحلول التجارية والاقتصادية في الظروف الراهنة، لا سيما الاستفادة من إمكانيات الدول المجاورة، وإيجاد سبل لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجيران.

 

المصدر: الوفاق