في الأثناء، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن قوات الاحتلال تمنع إدخال إمدادات حيوية لتوفير المأوى والتدفئة في قطاع غزة رغم اشتداد الحاجة إليها. كما تحدّث مسؤولون محليون ودوليون عن استمرار المعاناة في قطاعات ومرافق أساسية بسبب عدم دخول المواد اللازمة منذ وقف إطلاق النار.
بالتزامن، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر السبت، 3 فلسطينيين من محافظة طولكرم، في وقتٍ تتصاعد فيه الاعتداءات الصهيونية ضد المواطنين في الضفة الغربية.
*قصف صهيوني على جنوب القطاع
في التفاصيل، أصيب طفل بجروح خطرة بنيران الاحتلال الصهيوني شمال غربي رفح جنوبي قطاع غزة، كما أصيب فلسطينيان في قصف الاحتلال مركبة مدنية في بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي القطاع أيضا.
وكانت وسائل إعلام قالت في وقت سابق، إن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية جنوب شرقي خان يونس، كما قصف بالمدفعية المناطق الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
واستشهد شقيقين فلسطينيين في قصف مدفعي استهدفهما جيش الاحتلال شرق مدينة دير البلح بذريعة تجاوزهما ما يسمى الخط الأصفر، وهو الحد الفاصل الذي حددته قوات الاحتلال بين مناطق تمركز قواتها في الشرق والمناطق التي يفترض أنها “آمنة” في الغرب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي ذلك رغم ما نقلته هيئة البث الصهيونية عن مصادر من أن واشنطن تمنع حكومة الاحتلال من اتخاذ خطواتٍ ردا على عدم إعادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جثث كامل الأسرى بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، وفق تعبيرها.
وكانت حركة حماس قد طالبت بإدخال معدات ثقيلة عبر المعابر للمشاركة في عمليات البحث عن جثث الأسرى الصهاينة، الأمر الذي رفضته حكومة الاحتلال الصهيوني.
وأكدت حماس أنها نفذت المرحلة الأولى من الاتفاق بتسليم الأسرى الصهاينة الأحياء وبعض الجثامين، مؤكدة العمل على استكمال تسليم ما بقي منها.
*إطلاق نار كثيف من آليات صهيونية
وفي وسط القطاع، أُصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال شرق مخيم البريج، تزامناً مع إطلاق نارٍ كثيف من الآليات الصهيونية المتمركزة في المنطقة ذاتها.
كما دمّرت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين شرقي حي الشجاعية في مدينة غزة، شمال القطاع، فجر السبت.
وفي شمال القطاع أيضاً، أفاد مصادر محلية بأنّ طواقم الإسعاف والدفاع المدني بدأت بانتشال عدد كبير من جثامين الشهداء، بعد قيام قوات الاحتلال بتجريف جزء كبير من مقبرة بيت لاهيا.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 صيادين بعد تدمير معداتهم أثناء عملهم قبالة ساحل مدينة غزة، في وقتٍ أطلقت فيه الزوارق الحربية الصهيونية نيرانها صباح السبت باتجاه بحر غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ48 الماضية 19 شهيداً، بينهم 4 شهداء نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال و15 تم انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافةً إلى 7 إصابات.
وأشارت الوزارة إلى أنّ حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة ارتفعت إلى 68,519 شهيداً و170,382 جريحاً منذ بدء العدوان.
وفي السياق الإنساني، أكدت وكالة “الأونروا” أنّ الحاجة إلى المأوى والدفء تتزايد مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرةً إلى أنّ لديها المواد الإغاثية اللازمة في الأردن ومصر، لكن قوات الاحتلال تمنع إدخالها إلى القطاع.
*الاحتلال يمنع إمدادات حيوية لغزة
من جهتها قالت الأونروا السبت إن الاحتلال الصهيوني يمنعها من استئناف عملها في غزة رغم قرار محكمة العدل الدولية الصادر يوم الأربعاء الماضي، والذي أكد أنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل الأونروا في دعم سكان غزة.
من جهة أخرى، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في مدينة غزة الدكتور محمد أبو عفش إن الخدمات الصحية الأولية لا تزال متعثرة بسبب استمرار شح الإمكانيات.
وأضاف أبو عفش “كنا نأمل إدخال ما يلزم القطاع الصحي لكن المعاناة لا تزال مستمرة”.
وأشار إلى أن العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية ضرورة ملحة لسكان القطاع، كما دعا إلى وضع سياسات واضحة لإنعاش سكان غزة -خصوصا الأطفال- بعد عامين من حرب الإبادة الصهيونية.
وفي غضون ذلك، ناشدت بلدية غزة المنظمات الدولية والإنسانية التحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الضرورية لتخفيف الكارثة الإنسانية في مدينة غزة، إذ لا تزال قوات الاحتلال تغلق المعابر الحيوية نحو شمال القطاع.
من جانب آخر، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة تعاني وضعا حرجا للغاية في غزة.
*العدو يواصل اعتداءاته في الضفة الغربية
في غضون ذلك شنّ الاحتلال الصهيوني، عدّة اعتداءات على مناطق مختلفة في الضفة الغربية، التي شهدت اشتباكات بين الاحتلال والشبان الفلسطينيين.
وشنّت قوات الاحتلال السبت حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، في حين نصبت حواجز ومنعت المزارعين من الوصول لحقول الزيتون في نابلس.
كما هاجم مستوطنون، قرية المغير شمال شرق رام الله، حيث أضرموا النار في عدة مركبات.
ووفقًا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذ المستوطنون 7154 اعتداءً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 34 فلسطينياً في الضفة الغربية.
وفي نابلس شمالي الضفة، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك، واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني قرية عزموط، شرق مدينة نابلس.
وفي رام الله، وقعت اشتباكات في بلدة نعلين حيث أطلق الاحتلال الصهيوني الرصاص الحي بشكل مكثّف، وتصدى الشبان الفلسطينيون لهجوم المستوطنين على مرج سيع، بين بلدتي المغير وأبو فلاح.
واندلعت مواجهات في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي قبيل انسحابها.