في خطوة ثقافية لافتة، تستضيف مدينة شيراز الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان فجر السينمائي الدولي، حيث ينتقل هذا الحدث الثقافي الدولي من العاصمة طهران إلى مدينة الشعراء، في تلاقٍ فريد بين الفن السابع والكلمة الخالدة.
هذا الانتقال، الذي يُعد من أبرز التحولات في المشهد الثقافي الإيراني، يعكس رغبة القائمين على المهرجان في إعادة إحياء روح السينما الشعرية، التي لطالما كانت من سمات السينما الإيرانية الأصيلة. ويُنتظر أن يكون هذا التلاقي بين الشعر والسينما في شيراز، مدينة حافظ وسعدي، فرصة لإعادة تعريف العلاقة بين الصورة والكلمة.
من طهران إلى شيراز.. تجربة جديدة للمهرجان
بعد ست دورات مستقلة، يختار مهرجان فجر السينمائي الدولي أن يهاجر إلى شيراز، في تجربة قد تكون مؤقتة أو بداية لتحول دائم. هذه الخطوة تفتح الباب أمام جمهور جديد، وتمنح المهرجان فرصة للتفاعل مع بيئة ثقافية مختلفة، حيث يُتوقع أن يستقطب الحدث جمهوراً شغوفاً بالفن والسينما، إلى جانب ضيوف دوليين سيجدون أنفسهم في حضن التاريخ الإيراني، على مقربة من تخت جمشيد ومراقد الشعراء الكبار.
شيراز.. مدينة تستحق المهرجان
الرهان على شيراز لا يقتصر على بعدها التاريخي والثقافي، بل يمتد إلى قدرتها على استضافة حدث بهذا الحجم. فكما نجحت أصفهان في احتضان مهرجان أفلام الأطفال والناشئة، تأمل شيراز أن تُثبت جدارتها من خلال توفير بيئة ملائمة، ومشاركة شعبية تعكس حب المدينة للفن.
المنظمون يأملون أن يُسهم هذا التغيير في تعزيز حضور المهرجان دولياً، خاصة مع مشاركة سينمائيين من دول متعددة، ووجود أربعة مخرجين إيرانيين في ترشيحات الأوسكار لعام 2026، ما يعكس البعد الدولي للسينما الإيرانية، تماماً كما هو حال الشعر الفارسي.
موعد الإنطلاق
تنطلق فعاليات مهرجان فجر السينمائي الدولي في شيراز يوم 26 نوفمبر وتستمر حتى 3 ديسمبر، وسط آمال كبيرة بأن يُحقق المهرجان نجاحاً يليق بتاريخ المدينة، ويُرسّخ مكانتها كمركز ثقافي وسينمائي جديد في إيران.