تُعدّ سواحل مكران في جنوب سيستان وبلوشستان كنزًا مخفيًا للسياحة، إذ تمتلك إمكانيات طبيعية وثقافية وتاريخية واقتصادية فريدة، ويمكن أن تتحول إلى محور للتنمية المستدامة والسياحة البحرية في البلاد. إن الاستفادة المنهجية من هذه الإمكانيات، إلى جانب الازدهار الاقتصادي، ستؤدي إلى زيادة دور السكان المحليين في عملية التنمية وخلق فرص عمل مستدامة.
سواحل مكران، تعتبر الشريط الذهبي في جنوب شرق إيران، حيث أصبحت في السنوات الأخيرة أحد المراكز الرئيسية للاهتمام من أجل تحقيق التنمية المتوازنة والازدهار المستدام للبلاد. هذه السواحل التي تمتد من ميناء كواتر في أقصى الشرق إلى ميناء جاسك على السواحل الغربية لبحر عمان، تكتسب أهمية خاصة من حيث الموقع الجيوسياسي والوصول المباشر إلى المياه الحرة، وهي كنز فريد من الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية والثقافية والسياحية ، حيث الطبيعة البكر، والسواحل الرملية والصخرية الجذابة، والجبال المريخية، وغابات المانغروف، والبحيرات الموسمية، والغنى الثقافي والعرقي لسكان المنطقة، لديها القدرة على التحول إلى أحد الأقطاب الكبرى للسياحة في البلاد وحتى في المنطقة.
غابات المنغروف والشعاب المرجانية وموائل الأحياء المائية
وقالت رئيسة دائرة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في تشابهار: إن منطقة مكران، باحتوائها على غابات المنغروف والشعاب المرجانية وموائل الأحياء المائية القيمة، تُعد جزءاً من الثروات الطبيعية والبيئية للبلاد، وإن الحفاظ عليها يضمن استدامة التنمية. وتُعد جابهار أكبر ميناء محيطي في البلاد، وتتميز بسواحلها البكر والرملية والصخرية التي تقدم مناظر طبيعية خلابة أمام الزوار.
وأضافت خيرالنسا أميري: إن تطوير السياحة في سواحل مكران ضمن محافظة سيستان وبلوشستان يحتاج إلى رؤية شاملة وتكاملية بين المؤسسات الوطنية والمحلية.
وقالت: إن سواحل تشابهار ودشتياري وكنارك وزرآباد تتمتع بإمكانيات عالية لتنفيذ مشاريع السياحة البحرية، وإذا ما تم توفير البنية التحتية اللازمة، يمكن أن تتحول هذه المنطقة إلى أحد أهم أقطاب السياحة في جنوب البلاد.
وأوضحت اميري: إن قرية دَرَك السياحية المستهدفة في منطقة زرآباد، باعتبارها النقطة الوحيدة التي تلتقي فيها الصحراء بالصخور والبحر في إيران، تعرض مشهداً فريداً من الطبيعة البكر والجذابة في هذه المنطقة، وتجذب سنوياً العديد من السياح. وقالت أن صناعة بناء السفن التقليدية في مدينة كنارك تُعد من التراث البحري القيّم للبلاد، والتي يمكن إحياؤها من جديد من خلال التحديث والتوافق مع التقنيات العالمية الحديثة، لتسهم في خلق فرص العمل وتطوير السياحة.
وأشارت أميري إلى أهمية الحفاظ على البيئة في خطة تنمية مكران، قائلة: إن وجود بيئة طبيعية بكر وموائل قيّمة على السواحل الجنوبية يُعد ميزة يجب أخذها في الاعتبار في أي خطة تنموية، لأن التنمية المستدامة غير ممكنة دون حماية البيئة.
وتابعت أميري: إن السواحل البكر في تشابهار ودشتياري وكنارك وزرآباد يمكن أن تتحول إلى واحدة من أبرز وجهات السياحة البحرية في منطقة الشرق الأوسط من خلال الإدارة الذكية والنهج البيئي.