أقيم حفل تكريمي للأستاذ فرشجيان بطهران

الأستاذ فرشجيان.. الفن الذي يُجسّد الفكر والسلوك

اختُتم الحفل بافتتاح معرض خاص لتصاميم الأستاذ فرشجيان في مجال الضريح، ليبقى فنه شاهداً على روحانية تتجاوز الزمان والمكان.

في حفل تكريمي أقيم يوم الإثنين 26 أكتوبر، احتفى عدد من أساتذة الثقافة والفن الإيرانيين بالأستاذ الراحل محمود فرشجيان، متناولين شخصيته الفنية، وأعماله، ومنهجه الأخلاقي والروحي. نُظم الحفل بمبادرة من أكاديمية الفن ومركز البحوث الثقافية والفنية الإسلامية، في طهران، بحضور شخصيات بارزة مثل مجيد شاه‌حسيني، محمدعلي رجبي، سيدحسن شهرستاني، سيدعبدالمجيد كياني، وعباس بهزادي.

 

 جوهر الفن في الصمت والسلوك

 

افتتح مجيد شاه‌حسيني، رئيس الأكاديمية، بكلمة وصف فيها الأستاذ الراحل فرشجيان بأنه فنان صامت متأمل، تتجلى رؤاه في أعماله لا في أقواله. وأكد أن جوهر الفن في أعماله يفوق الكلام، وأنها تنقل المتلقي من الواقع إلى الحقيقة. كما أشار إلى ارتباطه الروحي العميق بأهل البيت(ع)، وتجلي ذلك في أعماله المنتشرة في الأضرحة المقدسة، معتبراً أن حب أهل البيت(ع) هو أسمى أشكال العشق، وقد تجسّد في شخصية فرشجيان.

 

الفن كمسار للتربية والبصيرة

 

محمدعلي رجبي، عضو الأكاديمية، وصف الأستاذ فرشجيان بأنه فنان شامل في فنون الرسم الإيراني، يجمع بين العلم والإلهام، ويُحيي ما كان خفياً في التراث الفني. وأضاف أن الاستاذ فرشجيان كان يعلّم أن التصميم لا يُفرض، بل يُكتشف، وأن بصيرته الفنية جعلت أعماله تنطق بالروح، مؤكداً أن فنه يتجاوز المحلية ليصبح جزءاً من الفن الإنساني.

 

الحب جوهر كل الفنون

 

أما سيدحسن شهرستاني، فأكد أن جوهر الفن هو الحب، وأن أعمال فرشجيان تنبع من هذا الجوهر، متأثرة بالأدب الكلاسيكي الإيراني، مثل «الشاهنامة» و«خسرو وشيرين». وأشار إلى أن لوحته «عصر عاشوراء» جعلته محبوباً عالمياً، لما فيها من رمزية وتأثير روحي، خاصة بعد إشادة قائد الثورة بها.

 

الفن الحقيقي يُكتسب بالسلوك

 

شدد سيد عبد المجيد كياني على أن الفن الحقيقي لا يُعلَّم بل يُكتسب بالسلوك الداخلي، وأن الاستاذ فرشجيان جسّد هذا النموذج المثالي في التربية الفنية، حيث كانت أعماله تنبض بالهارموني الروحي، مشبهاً لوحاته بالموسيقى التي تربط خيوط الروح.

 

الضريح كفضاء روحي

 

وفي ختام الحفل، تحدث عباس بهزادي عن دور الاستاذ الراحل فرشجيان في تصميم ضريح السيد عبدالعظيم الحسني(ع)، مؤكداً أن الضريح بالنسبة له لم يكن مجرد بناء، بل فضاءً للتواصل الروحي. وقال: إن تصميمه استغرق أربع سنوات، وكان يرى في الضريح نقطة اتصال بين الإنسان والله، وقد نال شرف تصميم ثلاثة أضرحة مقدسة.

 

واختُتم الحفل بافتتاح معرض خاص لتصاميم الأستاذ فرشجيان في مجال الضريح، ليبقى فنه شاهداً على روحانية تتجاوز الزمان والمكان.

 

 

المصدر: الوفاق + وكالات