ورغم أننا لانزال في الجولة الثامنة فقط من عمر المسابقة، إلا أن أخطاء الحكام تسببت في التأثير على بعض الفرق المتنافسة على اللقب هذا الموسم، مثلما حدث مع إنتر ثم يوفنتوس.
وكان ميلان هو المستفيد الأبرز من فرق المقدمة والمنافسة على اللقب، بجانب نابولي أيضا الذي استفاد نوعا ما من القرارات سواء كانت له أو ضد الأندية المتنافسة معه.
في الجولة السابعة من عمر المسابقة، وخلال مواجهة جمعت ميلان على أرضه ضد فيورنتينا، حصد الروسونيري النقاط الثلاث بفضل خطأ تحكيمي واضح استفاد منه الفريق.
فقبل نهاية المباراة بدقائق فقط، سقط سانتياجو خيمينيز، مهاجم ميلان، داخل منطقة جزاء فيورنتينا وأوضح أنه تعرض لضربة في الوجه حيث سقط وهو يمسك بوجهه ويتألم بشدة، حتى نجح في إجبار الحكم على إيقاف المباراة ومن ثم احتساب ركلة جزاء فاز ميلان بها بنتيجة 2-1، وسط غضب كبير من الضيوف.
الخبير التحكيمي لوكا ماريلي، اتفق مع اعتراضات فيورنتينا، بأن حادثة ركلة جزاء ميلان كانت “خارج بروتوكول” تقنية الفيديو، لأنها لم تكن “خطأً واضحًا”.
وقال ماريلي في تصريحاته عن الواقعة “لم يكن هناك حتى شد حقيقي للقميص، بل كان الأمر ببساطة يد باريزي على رقبة خيمينيز. برأيي، إذا احتُسبت ركلة الجزاء في الملعب، فقد تشعر بالظلم، لكن عليك في النهاية تقبّلها”.
وأضاف “مع ذلك، إذا رأى الحكم ذلك، ولم يحتسب ركلة جزاء، فلا يوجد ببساطة السبب الكافي لمراجعة اللقطة في الملعب. برأيي، كان قرار حكم الفيديو المساعد هذا خارجًا عن البروتوكول”.
وأثبتت هذه اللحظة، أنها حاسمة ليس فقط للمباراة، بل أيضًا بجدول ترتيب الدوري الإيطالي، حيث وضع الفوز بنتيجة 2-1، الروسونيري، في صدارة الترتيب.
ركلة نابولي
أما نابولي فكان أيضا مستفيدا من عشوائية التحكيم واختلاف أحكامه، بعدما نجح في إسقاط منافس مباشر (إنتر) بنتيجة 3-1 في المباراة الأخيرة التي جمعتهما بالجولة الثامنة.
فبينما كان إنتر هو الأكثر سيطرة على مجريات اللقاء، احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء مثيرة للجدل ومشكوك في صحتها لصالح نابولي، أخذ بها الباراتينوبي زمام المبادرة وفتحت اللقاء على مصراعيه.
هدف جعل إنتر يفتح خطوطه لمهاجمة نابولي بحثا عن التعادل وصعب مأمورية الفريق تماما في ملعب صعب مثل دييجو مارادونا، ليتأثر النيراتزوري بقرار الحكم المثير للجدل.
وأصر لوكا ماريلي خبير التحكيم بشبكة دازن، على أن ركلة الجزاء لم تكن صحيحة وكان على حكم اللقاء إلغاءها.
كما اعترفت لجنة الحكام الإيطالية وتوصلت إلى أنه ما كان يجب احتساب ركلة جزاء لنابولي، وأنها غير صحيحة.
إنتر يتضرر
حالة إنتر أمام نابولي لم تكن الوحيدة له هذا الموسم، بل إن النيراتزوري خسر 3 نقاط مهمة أمام منافس مباشر، عندما سقط أمام يوفنتوس بنتيجة 4-3 في مباراة مثيرة بمعقل اليوفي.
المباراة كانت تتجه إلى التعادل 3-3، قبل أن يسجل يوفنتوس هدفا قاتلا بالدقيقة 90+1، خطف به الفوز والنقاط الثلاث، لكن لقطة الهدف بدأت أيضا بلقطة تحكيمية مثيرة للجدل بعدما احتك كيفرين تورام لاعب يوفنتوس بأنجي بوني مهاجم إنتر خارج المنطقة من الخلف بالقدم وباليد في الوجه أيضا، وقطعت الكرة من بوني ووصلت إلى أدزيتش الذي سجل الهدف.
واللافت أن لقطة تورام وبوني كانت أقوى من التي حصل بها ميلان على ركلة جزاء فاز بسببها على فيورنتينا.
وبدأت المقارنات تشتعل في الفترة الماضية بشأن هذه اللقطات المتشابهة نوعا ما.
يوفنتوس يعاني أيضا
يوفنتوس رغم استفادته في الفوز على إنتر، إلا أنه عانى بشدة من القرارات التحكيمية وذلك بمواجهة لاتسيو التي خسرها اليوفي 1-0.
أثناء تقدم لاتسيو بهدفه الوحيد، سنحت الفرصة لليوفي لتسجيل التعادل حال احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لصالح فرانسيسكو كونسيساو الذي تأثر بعد دهس قدمه من قبل خيلا مدافع النسور داخل المنطقة.
لكن حكم الساحة والمساعد أشارا باستكمال اللعب دون مخالفة حتى أن تقنية الفيديو لم تتدخل لتطلب من الحكم القدوم للشاشة لمراجعة الحالة بنفسه.
واعترف ماريلي أيضا بأن يوفنتوس كان يستحق ركلة جزاء وأن الحكم أخطأ في ذلك.
وتأثر يوفنتوس بشدة حتى أن النادي قرر طرد مدربه إيجور تودور بعد الخسارة من لاتسيو، بينما تراجع ترتيب الفريق للمركز الثامن بجدول الترتيب.
اختلاف القرارات
كان واضحا جدا أن الحكام لا يتعاملون بالمثل في مختلف القضايا بمباريات فرق إيطاليا الكبرى، فالبعض يذهب للشاشة لمراجعة حالات أقل، ويقرر الاستماع لحكام الفيديو داخل المستطيل الأخضر في بعض الحالات ولا يذهبون لمراجعة الحالة بأنفسهم.
ففي لقطة ركلة جزاء كونسيساو المستحقة، وركلة جزاء نابولي المثيرة للجدل قرر الحكم الإنصات لحكام الفيديو دون مراجعة الحالة.
وفي حالات أخرى مثل حالة ركلة جزاء خيمينيز أمام فيورنتينا، عاد فيها الحكم للتقنية وشاهد الحالة بنفسه، وفي حالات أخرى لا يذهب الحكم للمراجعة رغم أهميتها وتأثيرها على سير اللقاء، لتختلف المعايير وتتأثر الكرة الإيطالية في النهاية بعشوائية الحكام في قراراتهم.