بالتعاون مع معهد أبحاث الاتصالات؛

إطلاق مختبر الساعة الذرية والتخطيط للاتصالات الكمومية

الوفاق: أعلن نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية والاقتصاد القائم على المعرفة، حسين أفشين، عن التشغيل الوشيك لأول مختبر للساعة الذرية في البلاد، وأشار إلى أن إنشاء مختبر للاتصالات الكمومية مدرج على جدول الأعمال بالتعاون مع معهد أبحاث الاتصالات. تأتي هذه الإجراءات ضمن البرامج الشاملة لنائب رئيس الجمهورية لتطوير التقنيات الكمومية في إيران، والتي صيغت بهدف تمهيد الطريق لتقدم هذه التقنية الناشئة وتعزيز البنية التحتية العلمية والصناعية للبلاد.

تكنولوجيا الكمّ وأهميّتها

 

تكنولوجيا الكمّ، المستندة إلى مبادئ الفيزياء الكمومية، هي أحد المجالات العلمية المتقدمة التي يمكن أن تحدث تحولات عميقة في صناعات متنوعة، بما في ذلك الطب، الطاقة، الاتصالات، والأمن السيبراني. وتتطور هذه التكنولوجيا في ثلاثة مجالات رئيسية:

الحوسبة الكمومية، الاتصالات الكمومية، وأجهزة الاستشعار الكمومية. وتدعم المعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية مشاريع البحث، وتدريب الكوادر البشرية المتخصصة، وإنشاء مختبرات مرجعية بهدف إنشاء بنية تحتية وطنية متكاملة، لضمان حصول إيران على مكانة متميزة في المجال العالمي للعلوم الكمومية.

 

 

* برامج المعاونية العلمية لتطوير تكنولوجيا الكمّ

 

وضعت المعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية برنامجًا شاملًا لتطوير تكنولوجيا الكم يتضمن النقاط التالية:

 

– إنشاء مختبرات مرجعية وتعليمية: إطلاق مختبرات كمومية في الجامعات والمراكز البحثية لتعزيز البنية التحتية البحثية والصناعية.

 

– تدريب الكوادر البشرية المتخصصة: منذ أكتوبر من العام الجاري، تم تقديم 16 مقررًا دراسيًا متخصصًا في الكم في 12 جامعة، حيث يتلقى كل مقرر دراسي معتمد دعمًا ماليًا بقيمة 150 مليون تومان. المحتوى التعليمي لهذه المقررات متاح عبر الإنترنت مجانًا، والهدف هو زيادة عدد المقررات المتخصصة إلى 60 مقررًا على الأقل وتدريب كوادر بشرية مؤهلة في هذا المجال.

 

– الدعم المالي والبنيوي: منذ بداية العام الجاري، تم استثمار حوالي 3 ملايين دولار لتعزيز البنية التحتية لمختبرات الكم في الجامعات الرائدة. كما تدعم المؤسسة الوطنية للعلوم هذا المجال بشكل خاص من خلال زيادة ميزانية المشاريع المتعلقة بالكم، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي، والعلاج الجيني بمقدار الضعف إلى ثلاثة أضعاف.

 

– وضع المعايير ومنع التداخل في العمل: إنشاء معايير وطنية والتنسيق بين المؤسسات ذات الصلة لتطوير تكنولوجيا الكم بشكل منسجم.

 

 أهمية البنية التحتية للمختبرات

أكد أفشين أن تطوير البنية التحتية للمختبرات يُعد الخطوة الأولى في تقدم العلوم الناشئة، لأنها توفر القدرة على التمييز بين العلم والشبه-علم، وتخلق أساسًا لتطوير تقنيات حقيقية. فبدون بنية تحتية وسوق محلية، حتى الشركات القائمة على المعرفة الناجحة لا تستطيع تطوير تقنيات متقدمة. ولهذا السبب، قامت الدول المتقدمة بحل هذه المشكلة من خلال إنشاء مختبرات مرجعية وشراء التقنيات مباشرة من المنتجين المحليين، وإيران تسير على هذا النهج.

 

 مختبر الاتصالات الكمومية

بالتعاون مع وزارة الاتصالات والمعاهد البحثية التابعة لها، تعمل المعاونية العلمية على التخطيط لإنشاء مختبر مرجعي للاتصالات الكمومية. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل هذا المختبر خلال العام المقبل، ليكون بمثابة الأساس للنمو الأسي في مجال الاتصالات الكمومية. وسيساهم هذا المركز، من خلال توفير بيئة موحدة، في تطوير تقنيات حقيقية ومواجهة الشبه-علم.

 

 مختبر الساعة الذرّية وأجهزة الاستشعار الكمومية

يوشك أول مختبر للساعة الذرية، الذي يُعدّ جزءًا من أجهزة الاستشعار الكمومية، على التشغيل. ويُعتبر هذا المختبر خطوة مهمة في تطوير أجهزة الاستشعار الكمومية. كما يجري التخطيط لإنشاء مجموعة من المختبرات المتخصصة في هذا المجال، نظرًا للتنوع الكبير في تقنيات الاستشعار. وتستمر التعاونات مع الجامعات في البلاد لإنشاء مراكز مرجعية أخرى.

 

 الرؤية العالمية والمحلية

وأشار المعاون العلمي لرئيس الجمهورية إلى تسارع الأنشطة في مجال الكم، مؤكدًا أن على إيران أن تتحرك بوتيرة أسرع في هذا المسار لتجنب التخلف عن الاتجاه العالمي. في الدول المتقدمة، يُخصص حوالي 40 إلى 50 بالمئة من الاستثمارات للقطاعات المتعلقة بالاتصالات وأجهزة الاستشعار الكمومية، وتسير إيران في هذا الاتجاه بالتعاون مع المراكز المحلية. وتُجرى هذه الجهود بهدف تحقيق حصة كبيرة في مجال الكم وتعزيز مكانة البلاد العلمية والصناعية.

 

المصدر: الوفاق