على يد باحثون إيرانيون وبطريقة مبتكرة؛

علاج تقرحات القرنية الشديدة باستخدام الخلايا الجذعية

الوفاق/ طوّر باحثون من جامعة طهران، بالتعاون مع جامعة الشهيد بهشتي للعلوم الطبية وكلية الطب البيطري بجامعة آزاد الإسلامية في كرج، طريقة جديدة لعلاج تقرحات القرنية الشديدة الناتجة عن الحروق القلوية. وتعتمد هذه الطريقة على مزيج من الخلايا الجذعية الليمبية، الغشاء الأمنيوسي البقري، ولسان الملتحمة، ويمكن أن تُحدث تحولًا في علاج إصابات العين والوقاية من العمى.

أجريت هذه الدراسة على 25 أرنبًا لتقييم تأثير الطرق المختلفة على ترميم تقرحات القرنية. وشملت المجموعات الخمس: مجموعة الضابطة “بدون علاج”، الغشاء الأمنيوسي البقري بمفرده، لسان الملتحمة بمفرده، مزيج الغشاء الأمنيوسي مع نسيج الليمبوس المقطع، ومزيج لسان الملتحمة مع نسيج الليمبوس المقطع. وأظهرت النتائج أن المجموعة الرابعة “الغشاء الأمنيوسي مع نسيج الليمبوس” حققت الأداء الأفضل، مع تقليل كبير في مناطق عيوب الظهارة، وانخفاض فقدان الخلايا القرنية، واستقرار عالٍ في الترميم. كما حسّن هذا الأسلوب تكوّن الأوعية الدموية وإعادة الظهارة.

 

 

 أهمية القرنية وتحديات العلاج

 

القرنية، وهي الطبقة الشفافة الخالية من الأوعية في العين، تلعب دورًا رئيسيًا في الحماية وانكسار الضوء لتحقيق الرؤية. ويمكن أن تؤدي تقرحات القرنية الناتجة عن الصدمات أو العدوى أو الحروق الكيميائية إلى العمى. وتُشفى التقرحات البسيطة باستخدام المضادات الحيوية الموضعية خلال أسبوع، لكن التقرحات العميقة تتطلب علاجات أكثر تعقيدًا. غالبًا ما تكون الأساليب التقليدية مكلفة ومحدودة وتعتمد على معدات متقدمة أو مهارة المستخدم. كما تُسبب الخصائص التشريحية، مثل الجفن الثالث في الحيوانات، تحديات إضافية. وتتغلب هذه الطريقة الجديدة، التي تستخدم مواد بيولوجية بسيطة وفعّالة من حيث التكلفة، على هذه القيود.

 

يكمن الابتكار الرئيسي في هذا البحث في الاستخدام المباشر لنسيج الليمبوس المقطع “مصدر الخلايا الجذعية للقرنية”. وتقع منطقة الليمبوس بين القرنية والصلبة وهي المسؤولة عن تجديد سطح القرنية. في هذه الطريقة، يتم وضع قطع صغيرة من نسيج الليمبوس على تقرح القرنية، وتُغطى إما بالغشاء الأمنيوسي البقري أو لسان الملتحمة. وتعمل هذه الأغطية كضمادة وسقالة لنمو الخلايا. ولا تتطلب هذه الطريقة زراعة خلايا أو معدات متقدمة، ويمكن تنفيذها بسهولة في العيادات البيطرية.

 

 

 المزايا والتطبيقات

 

هذه الطريقة البسيطة والفعّالة من حيث التكلفة والعملية تُسرّع ترميم الظهارة، وتحسّن جودة النسيج، وتحمي القرنية. وعلى عكس الأساليب التقليدية التي قد تعيق الرؤية، توفر هذه التقنية دعمًا هيكليًا أفضل وتُعد مناسبة للتقرحات العميقة. كما أنها قابلة للتطبيق في البيئات البيطرية ذات الموارد المحدودة.

 

وأكد رئيس فريق البحث أن هذه الطريقة تُعد خطوة واعدة لعلاج تقرحات القرنية لدى البشر؛ لكنها تتطلب دراسات أوسع ومتابعة طويلة الأمد للتجارب السريرية البشرية. ويمكن أن يؤدي هذا البحث إلى تطوير علاجات شاملة ومتاحة لإصابات العين، ويمهد الطريق لتقدمات في طب العيون.

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة