في 30 أكتوبر، تحيي إيران ذكرى استشهاد فتى من قوات التعبئة الطلابية الشهيد محمد حسين فهميده، الذي أصبح رمزاً خالداً للتضحية والشجاعة، رغم أنه لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره. وُلد فهميده عام 1967 في مدينة قم المقدسة، ونشأ في أسرة متدينة، متأثراً بأجواء الثورة الإسلامية وخطب الإمام الخميني(رض)، فكان يصلّي ويقرأ القرآن رغم أنه لم يبلغ سن التكليف، وكان مولعاً بالإمام(رض).
مع اندلاع الحرب المفروضة، قرر التوجه إلى الجبهة، وبعد محاولات عديدة، وصل إلى خرمشهر، حيث أظهر شجاعة استثنائية. وفي لحظة حاسمة، رأى دبابات صداميّة تتقدم لمحاصرة المجاهدين، فربط قنابل حول جسمه، وزحف نحو دبابة، وفجّرها، مستشهداً في سبيل الله، وكاسراً الحصار.
أعلنت إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية حينها خبر استشهاده، وقال الإمام الخميني(رض): «قائدنا هو ذلك الطفل ابن الثالثة عشرة». ومنذ ذلك الحين، سُمّيت ذكرى استشهاده بيوم الناشئة والتعبئة الطلّابية، تخليداً لبطولته، وتأكيداً على أن الإيمان والوعي لا يرتبطان بالعمر، بل بالروح التي تؤمن بالقضية وتضحي من أجلها. «فهميده» اليوم هو قدوة لكل فتى يسعى لخدمة وطنه بعزم وإخلاص.