تُعدّ سمنان الممثل الوحيد لإيران في «الاتحاد الدولي للمدن السياحية على امتداد طريق الحرير»، وتسعى من خلال تنظيم المؤتمرات الدولية واستقطاب أكثر من ثلاثة آلاف طالب أجنبي إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية.
تُعدّ الدبلوماسية الثقافية من أهم أدوات السياسة الخارجية في العالم المعاصر، حيث تركز على التبادل الثقافي، والتفاهم المتبادل بين الشعوب، وبناء الثقة بين المجتمعات، بدلاً من التركيز على القوة العسكرية أو الاقتصادية. وفي عالم تتسع فيه الاتصالات يوماً بعد يوم وتتجاوز فيه الحدود الثقافية، أصبحت القوة الناعمة للدول أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتؤدي الدبلوماسية الثقافية دوراً أساسياً في تعزيز هذه القوة الناعمة.
وقد نظّمت سمنان، أول حدث دولي لمدن طريق الحرير في قاعة المؤتمرات بجامعة سمنان، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية وتهيئة الأرضية للتحول الاقتصادي وتعزيز التبادلات السياحية والعلمية والتجارية.
جذب المستثمرين لتطوير البنية التحتية
وأشار معاون التنسيق للشؤون العمرانية بمحافظة سمنان في هذا الحفل إلى أهمية الطرق في التنمية الاقتصادية والثقافية للمحافظة، قائلا: تمتلك محافظة سمنان إمكانيات وهبها الله لها كثيرة، والتي يمكن أن تحقق تقدماً ملحوظاً في مجالات السياحة والطاقة والاستثمار من خلال التخطيط المناسب، ودعم الحكومة، ومشاركة المستثمرين المحليين.
وأضاف فرج الله إيليات، مشيراً إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعريف إمكانيات السياحة في محافظة سمنان وتحويلها من معبر إلى مقصد سياحي: الطرق تُعد من أهم البنى التحتية للتنمية الاقتصادية والثقافية، وطريق الحرير التاريخي كان دائماً يوفر أرضية للتبادلات الاقتصادية والسياسية بين الشعوب.
وأكد على أهمية تشكيل أمانة لعقد المؤتمرات الوطنية والدولية والتعاون لجذب الاستثمارات، وقال: يجب تفعيل الأمانة وفريق عمل متخصص لجذب السياح والضيوف المحليين والأجانب، حتى يتم تنظيم البرامج المتعلقة بتعريف سمنان كممثل لإيران على طريق الحرير.
فرصة ثمينة للتحول الاقتصادي وتعزيز العلاقات الدولية
وقال رئيس جامعة سمنان في هذا المؤتمر: اختيار سمنان كممثل وحيد لإيران في «الاتحاد الدولي لمدن السياحة على طول طريق الحرير» هو فرصة ثمينة للتحول الاقتصادي وتعزيز العلاقات على المستوى العالمي، وإقامة أول مؤتمر دولي للسياحة في سمنان تحت عنوان الفرص والآفاق لطريق الحرير، خطوة قيمة في طريق تقديم إمكانيات محافظة سمنان وتبادل التعاون والأفكار بين المجتمع العلمي والحكومة ونشطاء صناعة السياحة.
وأضاف سيف الله سعد الدين: تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية مع الدول الواقعة على طريق الحرير من مزايا اختيار سمنان كممثل وحيد لإيران في «الاتحاد الدولي لمدن السياحة على طول طريق الحرير»، ونظراً لأن السياحة تعتبر أحد محاور التنمية في سمنان حسب وثيقة تقدم المحافظة، فإن هذا الاختيار يُعد فرصة مهمة.
جذب الطلاب الأجانب الى سمنان تجلٍ للدبلوماسية الثقافية
وقال سعد الدين: إن السياحة في البرنامج السابع للتنمية لها فصل مستقل، وإن الحضور الفعّال لسمنان في الساحة الدولية وتعريف العالم بالإمكانات السياحية في هذه المنطقة من مزايا كون سمنان عاصمة طريق الحرير، كما أن جامعة سمنان من خلال الاستفادة من القدرات العلمية والبحثية تعمل للاستفادة من مزايا سمنان ممثلة لإيران في المدن الواقعة على طريق الحرير.
وأضاف: إن جامعة سمنان، بوجود كلية مستقلة للسياحة وامتلاكها أعضاء هيئة تدريس متخصصين في المجالات المتعلقة بالسياحة، تسعى لتطوير هذه الصناعة، كما أن دراسة ثلاثة آلاف طالب من مختلف دول العالم في هذه الجامعة هو تجلٍ للدبلوماسية الثقافية.
الدور التاريخي والحضاري لـ«طريق الحرير»
أُقيم أول مؤتمر دولي للسياحة في سمنان، «الفرص والآفاق لطريق الحرير»، في جامعة سمنان بحضور علي أصغر شالبافيان رئيس مركز الاستثمار والشؤون الاقتصادية في وزارة التراث الثقافي، ومدير عام مكتب التسويق وتطوير السياحة الخارجية في وزارة التراث الثقافي، ورئيس مركز الدراسات الإقليمية لحماية التراث الثقافي غير المادي في غرب ووسط آسيا التابع لليونسكو، ونائب التنسيق للشؤون العمرانية في المحافظة.
يُعتبر «طريق الحرير» واحداً من أهم الطرق التاريخية في العالم، حيث كان يُستخدم كوسيلة للتواصل بين الدول، وكان له طابع قائم على التجارة الدولية. واليوم، استعاد هذا الطريق التاريخي أهميته، ويعتقد الخبراء أن طريق الحرير يلعب دوراً مهماً في مستقبل الاقتصاد.
يضم «الاتحاد الدولي لمدن السياحة على امتداد طريق الحرير» أربعين عضواً، حيث أن نصف أعضاء هذا الاتحاد هم من مدن الصين، والنصف الآخر من مدن دول أخرى تقع على طريق الحرير، ومن بينها مدينة سمنان التي تعد الممثل الوحيد لإيران في هذا الاتحاد.

وبحسب التقارير، يوجد تسع وثلاثون مدينة إيرانية على طريق الحرير، وتتميز سمنان بأنها تحتل أطول مسافة من الطريق، والتي تبلغ حوالي ستمائة كيلومتر. كما أن تعدد الآثار التاريخية المسجلة وطنياً، إلى جانب الآثار التراثية الفريدة والعريقة في هذه المحافظة والتي يُؤمل كثيراً في تسجيلها عالمياً، يُعد من أهم المعايير لاختيار هذه المدينة للانضمام إلى الاتحاد الدولي لمدن السياحة على امتداد طريق الحرير.
 
								 
								 
								 
								 
								