معرباً عن تقديره لجهود جميع العلماء والباحثين والأساتذة

عارف: تطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي إلزاماً وليس خياراً

الوفاق/ قال النائب الأول لرئيس الجمهورية: إن الأكاديميات بذلت جهوداً في صياغة برنامجي التنمية السادس والسابع، ويجب أن يُصاغ برنامج التنمية الثامن أيضاً على أساس التفكير العلمي للأكاديميات؛ مضيفاً: إن الحكومة الرابعة عشرة بحاجة إلى التشاور والتفاكر وتلقي الإرشادات من أساتذة الأكاديميات البارزين في البلاد.

وأعرب الدكتور محمد رضا عارف، في الجمعية العمومية لأكاديمية العلوم، عن تقديره لجهود جميع العلماء والباحثين والأساتذة في البلاد على مدى أكثر من أربعة عقود مضت، وقال: إن نظام التعليم العالي والقطاع العلمي في البلاد كان من القطاعات التي نجحت دائماً منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية وفي مؤشرات العلم.

 

وأشار عارف إلى مشكلات نظام التعليم العالي في بدايات انتصار الثورة الإسلامية، منها قلة عدد الطلاب والأساتذة لتلبية احتياجات البلاد، وقال: إننا اليوم، بفضل الإجراءات المتخذة، أصبحنا دولة مدعية في العلم والتكنولوجيا، وكان أحد نتائج ذلك صياغة وثيقة الرؤية العشرينية، وتوصلنا إلى أنه لإطالة الاستراتيجيات وتوجيه البلاد العلمي، يجب صياغة وثيقة وبرنامج لعشرين عاماً إلى جانب الوثائق القانونية وبرامج التنمية الخمسية؛ مضيفاً: إن سماحة قائد الثورة الاسلامية دائماً يؤكد على تطوير التكنولوجيات، وهو أمر قطعي موجه إلى الجامعات، أو يجب على الجامعات التدخل في هذا المجال بشكل غير مباشر أيضاً.

 

 

* حرب الـ12 يوماً، معركة علم وتكنولوجيا

 

وأشار الدكتور عارف إلى الحرب 12 يوماً، وقال: كان استراتيجية الحكومة الرابعة عشرة مبنية على عدم نقل شعور الحرب إلى المجتمع، وقد حصلنا على ردّ إيجابي من هذه الاستراتيجية الصحيحة، فكان المجتمع في هدوء؛ لكن الحكومة كانت في حالة حرب. وأضاف: الشعب أيضاً خلق في جبهة الشعب ملحمة خالدة، مشيراً إلى انخفاض ونمو سلبي في مبيعات المتاجر في جميع أنحاء البلاد في اليوم الثاني من الحرب، وكذلك بيع السلع بأسعار الشراء أو مجاناً في البلاد. وتابع: لم يُشعر بنقص في السلع على رفوف المتاجر خلال فترة الحرب الـ12 يوماً المفروضة، موضحاً: أننا في فترة وقف إطلاق النار نواجه عدواً لا يلتزم بأي معيار، وقال: عرض التفاوض كان من الجانب الأمريكي، وكنّا في خضم مفاوضات كانت تعتبر من وجهة نظرهم مساراً أصولياً ومنطقياً؛ لكننا واجهنا هجوماً من أمريكا التي تدّعي الحرية وحقوق الإنسان، فأمريكا تستخدم هذه الادعاءات منذ عقود كسلاح ضدّ المنافسين والدول الأخرى.

 

 

* تعويض التأخر التكنولوجي بدعم الجامعات

 

وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية: إننا نؤمن بأن جميع حالات عدم التوازن والمشكلات الاقتصادية قابلة للحل بدعم وفن استخدام العلماء والنخب. وأضاف: إن قناعتنا العلمية بعد التقييمات من اليوم التالي للحرب الـ12 يوماً هي أن إجابة حل المشكلات واضحة وموجودة في الجامعات، حيث يجب على الأساتذة حل المشكلة، ويجب أن نتوجه إلى الجامعات من أجل السيادة الوطنية، والردّ على المطالب، وتوفير معيشة الشعب ورغباته.

 

وأكد الدكتور عارف أن الإجراءات العلمية التي بدأها الباحثون والنخب في البلاد يجب أن تكون منهجية، وقال: وثيقة الرؤية العشرينية ميثاق وطني، واستراتيجية التعليم العالي والقطاع العلمي والتكنولوجي للحكومة الرابعة عشرة هي الاستثمار، وتخصيص الميزانية للجامعات، ودعم صناديق الابتكار، حتى يتم تعويض تأخرات وثيقة الرؤية خلال السنوات الثلاث المقبلة، خاصة في مجال التكنولوجيات المتقدمة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا، بل أداة يجب أن تُوضع في خدمة التكنولوجيات، واليوم أصبح تطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي إلزاماً وليس خياراً في البلاد. وتابع: تجربة العقود الأربعة الماضية أظهرت أنه كلما اتخذنا قراراً جاداً كما في تكنولوجيا النانو، وصلنا إلى أهدافنا، واليوم لدينا مرتبة أحادية الرقم في تكنولوجيا النانو عالمياً، وقد أكد سماحة قائد الثورة الاسلامية في مجال الذكاء الاصطناعي أيضاً أننا يجب أن نكون ضمن أفضل 10 دول في العالم، وهذا هدف رفيع وقابل للتحقيق.

 

 

* الأكاديميات محور التوجيه العلمي والتكنولوجي

 

وقال الدكتور عارف: إننا نعتبر الأكاديميات مؤسسة يجب أن تتحمل مسؤولية التوجيه والقيادة العلمية والتكنولوجية ورسم المستقبل العلمي للبلاد. وأضاف: يجب إعداد أولوية حل مشكلات البلاد من أصغرها إلى أكثرها تقدماً في القطاعات السياسية والاجتماعية داخل الأكاديميات، وهذه الأكاديميات هي التي يجب أن تقود الميدان. وتابع: إذا تمت إدارة أساتذة الأكاديميات البارزين بشكل جيد وأعطوا المجال، سننجح في حل مشكلات البلاد. وعدّ عارف توجيه العلم نحو برامج التنمية ووضعها في موقع غرفة الفكر مطلباً آخر للحكومة من الأكاديميات، حيث قال: إن الأكاديميات هي أعلى غرفة فكر للحكومة والسلطة.

 

 

* صياغة برنامج التنمية الثامن على أساس التفكير العلمي للأكاديميات

 

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أهمية دخول الأكاديميات في تحقيق أهداف وثيقة الرؤية العشرينية، وقال: في بعض القطاعات ابتعدنا حتى عن مؤشرات بداية عقد الثمانينيات، ويجب على الأكاديميات أن تعتبر نفسها صاحبة الرؤية والبرامج طويلة الأمد، لأن توقع النظام أعلى من الوصول إلى المركز الأول في المنطقة، وهو الوصول إلى المرجعية العلمية والتأثير على المستوى العالمي.

 

وطلب الدكتور عارف من أكاديمية العلوم وضع تنفيذ بيان الخطوة الثانية للثورة في جدول الأعمال، وقال: يجب على الأكاديميات أن تبدأ من اليوم في تشغيل مفتاح برامج التنمية المقبلة للبلاد، وإعداد استراتيجيات برنامج التنمية الثامن في أسرع وقت ممكن.

 

 

* التركيز على التكنولوجيات الناشئة

 

وعدّ النائب الأول لرئيس الجمهورية رفع المستوى العلمي والتكنولوجي للبلاد واجباً ذاتياً للأكاديميات، وقال: إن الأكاديميات يجب أن تقود وتتولى القيادة الروحية للأقسام الثلاثة: الحكومة، والجامعة، والصناعة. وأضاف: اليوم العلاقة بين الصناعة والجامعة جيدة ومناسبة، مؤكداً على ضرورة ريادة اللغة الفارسية والهوية الثقافية للبلاد في إنتاج العلم على المستوى العالمي، مشيراً إلى أنه في توجيهات سماحة قائد الثورة الثورية أُعلن مراراً أن اللغة الفارسية يجب أن تصبح لغة العلم في العالم، وهذا الهدف لا يتحقق بمذكرات إدارية.

 

كما عدّ الدكتور عارف ترقية الأخلاقيات العلمية ومسؤولية النخب الاجتماعية وحوكمة العلم والتكنولوجيا من التوقعات الأخرى للحكومة من الأكاديميات، وقال: سماحة قائد الثورة الاسلامية يؤكد دائماً بصراحة على أهمية ودور التكنولوجيات، فإذا توفرت حوكمة علمية وتكنولوجية في جميع المستويات، ستُحل العديد من المشكلات والتحديات، وهذا يتطلب هياكل حديثة.

 

 

* الإصلاحات الهيكلية بدأت من وزارة الجهاد الزراعي

 

وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية: يجب أن نبدأ الإصلاح الهيكلي من الداخل، فالحكومة والبرلمان لديهما هيكل تقليدي وكلاسيكي، قمنا بإصلاحه ظاهرياً فقط، وكلما طُرح موضوع الإصلاح الهيكلي، يحسب الأفراد موقعهم، وفي بداية الأمر يقبلون بهذا الإصلاح؛ لكنهم يعارضون عندما يحين دورهم. وأضاف: الحكومة الرابعة عشرة بدأت الإصلاحات الهيكلية من وزارة الجهاد الزراعي، فالجراحة تحتاج إلى صبر وجلد، ويجب إجراؤها.

 

وأكد الدكتور عارف على أن الحكومة الرابعة عشرة خادمة للشعب، وترى حلول مشكلات البلاد في المجامع العلمية وعلى رأسها الأكاديميات، شدد على صياغة وثيقة الابتكار الوطنية.

 

وزار النائب الأول لرئيس الجمهورية، قبل الاجتماع، الأقسام المجددة والمرممة في أكاديمية العلوم.

 

 

المصدر: الوفاق