واشنطن بوست: الكارثة الإنسانية في الفاشر تتخذ منحىً مرعبًا

انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها تجاهل المجتمع الدولي لمأساة الحرب في السودان، محذرة من أن الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر بإقليم دارفور تتخذ منحًى مرعبًا، وسط صمت عالمي مخزٍ.

وقالت الصحيفة إن العالم يعرف منذ أكثر من عام بحصار الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في غرب دارفور، دون أن يتحرك لوقف معاناة نحو 250 ألف مدني يعانون الجوع والمرض، مشيرة إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة ترافقت مع مجازر مروعة وعمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين، من بينهم مئات المرضى والكوادر الطبية في مستشفى المدينة.

 

 

وأضافت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية وشهادات الناجين كشفت عن مشاهد صادمة لجثث مكدسة في الشوارع ودماء غطّت الأحياء السكنية، فيما يقتحم المسلحون المنازل ويطلقون النار على النساء والأطفال. وأكدت واشنطن بوست أن العبء الأخلاقي لهذه المأساة ثقيل، داعية الإدارة الأمريكية إلى تحرك عاجل، خاصة أن للسودان موقعًا استراتيجيًا مؤثرًا في أمن البحر الأحمر وتدفق الطاقة والتجارة الدولية.

 

 

وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب استدعت ممثلين عن طرفي النزاع في واشنطن للبحث في هدنة إنسانية، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق، داعية واشنطن إلى ممارسة ضغط أكبر عبر الإمارات وتركيا، ومشيدة بدعوة السيناتور جيمس ريش لتصنيف قوات الدعم السريع “منظمة إرهابية أجنبية”.

 

 

وفي مقال تحليلي منفصل، قال الكاتب إيشان ثارور إن حرب السودان “تأخذ منحًى أكثر رعبًا” في وقت “يغض فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرف عنها”، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تخلت عن مسؤوليتها تجاه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما تتشابك أدوار قوى إقليمية ودولية بينها مصر، الإمارات، إيران، تركيا وروسيا في تغذية الصراع.

 

 

وختم الكاتب بالتأكيد أن “البيت الأبيض منشغل بالصفقات السريعة وصور التوقيع، بينما تحصد الحرب في السودان أكثر من 150 ألف قتيل وتشرد ملايين المدنيين وسط تجاهل دولي مريب.”

 

المصدر: العالم