بزشكيان زار منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، حيث اطلع على معرض أحدث منجزات العلماء في مجالات الصحة والعلاج وإنتاج الأدوية الإشعاعية، ثم عقد اجتماعاً ودّياً مع كبار مديري هذه الصناعة.
وفي هذا اللقاء، أحيا بزشكيان ذكرى شهداء الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، ولا سيما شهداء القطاع النووي، واعتبر جهود العلماء النوويين جهاداً علمياً وخدمةً مخلصةً للشعب، قائلاً: “العمل الذي يقوم به أحباؤنا في هذا القطاع في مجال إنتاج الأدوية الإشعاعية وتطوير التقنيات العلاجية الحديثة، حاجةٌ ضرورية ينبغي متابعتها بسرعةٍ وقوةٍ أكبر.”
وأشار الرئيس الإيراني إلى المكانة المميزة لإيران في إنتاج الأدوية الإشعاعية ودور هذه التقنية في خلق الثروة الوطنية والمنافسة في السوق العالمية، مؤكداً أن الاستفادة من التقنيات الحديثة والدخول الجاد في ساحة المنافسة الدولية أمرٌ حيوي لبلادنا. وأضاف أن القوى الاستكبارية تسعى إلى حرمان الشعوب المستقلة، ومنها إيران، من الوصول إلى التقنيات المتقدمة وإبقائها رهينة الصناعات التجميعية التابعة، لتحتكر هي الإنتاج وتصنع الدواء وتبيعه بأسعار باهظة للشعوب الأخرى.
وشدّد بزشكيان على ضرورة وضع خطة استراتيجية للاستحواذ على حصة من السوق العالمية للأدوية الإشعاعية، موضحاً أن الأنشطة الحالية قيّمة جداً، لكن يجب إلى جانب تلبية الاحتياجات المحلية، التخطيط للتنمية والتصدير من خلال تسويق احترافي، مؤكداً أن جودة المنتجات الإيرانية وفاعليتها وسعرها المناسب ستجعلها متفوقة في المنافسة الدولية.
وتابع قائلاً إن العداوات وعمليات اغتيال العلماء الإيرانيين نابعة من قلق القوى الكبرى من استقلال إيران العلمي والتكنولوجي، مشيراً إلى أن “إيران أعلنت مراراً أن إنتاج السلاح النووي ليس ضمن برامجها، وهم يعلمون ذلك جيداً، لكنهم يتذرعون بهذه الأكاذيب لمنع تقدّم البلاد.” وأضاف: “شبابنا ونخبنا قادرون على حلّ مشكلات البلاد وتلبية احتياجاتها، ولن يجلسوا مكتوفي الأيدي حتى تصبح إيران محتاجة لصناعاتهم ومنتجاتهم. لقد ربطوا قدراتهم بحاجات الوطن، ويسيرون بقوة في هذا الطريق.”
كما أشار بزشكيان إلى الاستخدامات الواسعة للتقنية النووية في مجالات الصحة والصناعة والزراعة والبيئة، مؤكداً أن كل ما شاهده من إنجازات يهدف إلى تحسين صحة المواطنين وخدمة المجتمع. وأوضح أنه جرى تقصير في عرض هذه المنجزات والتصدي للحملات الدعائية الكاذبة للأعداء، داعياً إلى إنشاء آلية فعالة للتعريف بهذه المنتجات وتسويقها.
وانتقد رئيس الجمهورية إهدار الموارد الوطنية، ولا سيما الوقود الأحفوري، قائلاً: “نحرق يومياً ملايين براميل النفط والغاز عالية القيمة، مما يسبب تلوثاً بيئياً ويُفوّت علينا فرصة الاستفادة من الطاقات العلمية لخلق قيمة مضافة. معالجة هذا التحدي تقع على عاتق علمائنا ونخبنا، وهذه القدرات بالذات هي ما يُقلق الأعداء ويدفعهم إلى استهداف علمائنا بالاغتيال، لأنهم قادرون على منافستهم في الأسواق وبناء الاستقلال الصناعي للبلاد.”
وأكد بزشكيان على دور الجامعات من الجيل الرابع في حلّ المشكلات الكبرى للبلاد، موضحاً أن “الميزة الأبرز لجامعات الجيل الرابع في العالم هي اعتمادها على تلبية الاحتياجات، وتعدد التخصصات، وحلّ المشكلات الواقعية”، مضيفاً أن “على علمائنا النوويين توسيع قدراتهم في مجالات المياه والزراعة والبيئة.”
وأشار إلى أهمية الاستخدام الأمثل لموارد البلاد، مؤكداً: “نحن من نقرر ماذا ننتج من مواردنا وكيف ننتج وبأي جودة وأين نوزّع. ونخبنا العلمية قادرة على مساعدتنا في هذا المسار.”
وأعرب بزشكيان عن أسفه من أن الدعاية الموجّهة ضد النشاطات النووية السلمية جعلت الرأي العام يربط مصطلح “نووي” بصناعة القنبلة الذرية، موضحاً أن “الصناعة النووية منظومة علمية وصناعية ضخمة، وما يُعرف بالسلاح النووي ليس سوى جزء صغير منها، في حين أن بقية هذه الصناعة تسهم في تلبية احتياجات البشرية الأساسية.” وأضاف: “هدفنا من تطوير هذه الصناعة هو تلبية حاجات الشعب ورفع مستوى رفاهه، لا تصنيع السلاح.”
وختم رئيس الجمهورية بالتأكيد على أن الحكومة مصمّمة على دعم كامل لتطوير الصناعة النووية السلمية، قائلاً: “ستدعم الحكومة بكل طاقتها تقدّم هذه القدرات وتعزيزها. وبجهود علمائنا وتخطيطٍ مدروس، يمكننا أن نحصل على نصيب أكبر من السوق العالمية. نحن نقدر علماءنا، وسنواصل العمل يداً بيد من أجل عزّة إيران، لأن مستقبل البلاد مرهون بالتقدّم على حافة المعرفة والتوجه نحو التقنيات الحديثة.”