إسلامي قال في إن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، نتيجة طبيعتها والضغوط القصوى بعد انتصار الثورة الإسلامية، شهدت العديد من الصعوبات والتحديات، لكن الهيكلية التي بُنيت بتوجيهات دقيقة من قائد الثورة حفظه الله، جعلت المنظمة رائدة في مجالات المعرفة المتقدمة، وركزت على الابتكار وتحويل الأفكار إلى منتجات تخدم المجتمع.”
وأضاف أن المنظمة وضعت آليات لتسريع مراحل البحث العلمي والتطبيق الصناعي والتجاري للتقنيات النووية، بما يتيح للمواطنين الاقتراب من الطاقة والتكنولوجيا النووية. وأشار إلى أنه تم إعداد خطة طريق طويلة المدى لصناعة الطاقة النووية حتى عام 2041 بمشاركة جميع الخبراء وأصحاب المصلحة.
إنتاج 20 ألف ميغاوات كهرباء نووية
أوضح إسلامي أن هدف المنظمة هو إنتاج 20 ألف ميغاوات من الكهرباء النووية، وهو الهدف الذي شدد عليه قائد الثورة منذ عام 2007. وأضاف: “لقد أعددنا الآليات المالية والاقتصادية لتنفيذ هذه المشاريع، بحيث تكون ذات جدوى استثمارية واضحة.”
إنشاء ثمانية محطات نووية بالتعاون مع روسيا
وأشار رئيس المنظمة إلى أن المرحلة الأولى من محطة بوشهر النووية دخلت الخدمة في 2013، وأن الاتفاق الجديد مع روسيا يشمل بناء أربعة محطات في بوشهر وأربع محطات أخرى في مواقع أخرى يحددها لاحقاً. وأضاف أن بناء المحطات في مختلف أنحاء البلاد سيضمن توفير طاقة نظيفة ومستدامة.
وأشار إلى أن مشروع دارخوين بدأ قبل الثورة، وأعيد تنفيذه محلياً مؤخراً، كما بدأ مشروع محطة شمال البلاد في محافظة غلستان بعد اختيار الأرض المناسبة، مؤكداً أن هذه المشاريع ستتيح الوصول إلى 20 ألف ميغاوات كهرباء نووية. ولفت إلى أن بناء الوحدتين الثانية والثالثة في محطة بوشهر استمر حتى خلال الحرب المفروضة على إيران.
خدمات المياه ومحطات التحلية
أكد إسلامي أن مشاريع محطات الطاقة النووية ستشمل إنشاء محطات تحلية لتوفير المياه الصالحة للشرب لسكان المناطق المحيطة، مشيراً إلى أن محطة بوشهر للتحلية ستدخل الخدمة العام المقبل بطاقة 70 ألف متر مكعب.
الاهتمام بتكنولوجيا الكم والاندماج النووي
وأشار إسلامي إلى أهمية تطوير مشاريع نووية في مجالات الصحة، الأمن الغذائي، الصناعة والبيئة، ولفت إلى الفرص الكبيرة في مجالات الكم والليزر والاندماج النووي، مؤكداً أنها تكنولوجيا فائقة الأهمية لتعزيز مكانة إيران العلمية وحمايتها من التدخلات الغربية المستقبلية.
وأضاف: “نعمل بتوفيق من الله ودعم الحكومة على تعزيز هذه المجالات، وتخطيط برامج تعليمية لتأهيل الأساتذة وجذب الطلاب في تخصصات الكم والاندماج لضمان نموها بما يتوافق مع احتياجات البلاد الحالية والمستقبلية.”
توسيع الاستفادة من الطاقة النووية في جميع القطاعات
أكد إسلامي أن جميع القطاعات في إيران ستستفيد من التكنولوجيا النووية، ولفت إلى أن الرئيس بزشكيان شدد على أهمية التآزر واستغلال كافة الفرص في الصناعة النووية. وأوضح أن تطوير الطاقة النووية في الصحة والأمن الغذائي سيساهم مباشرة في تحسين حياة المواطنين، وأن الطاقة النووية تمثل طاقة حياة ودافعاً للتقدم العلمي.
وختم رئيس المنظمة مؤكداً: “نفخر بكوننا خداماً في هذا الميدان، وسنعمل على توسيع هذا الإنجاز يوماً بعد يوم.”
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية بزشكيان زار منظمة الطاقة الذرية في 2 نوفمبر 2025 والتقى كبار مديري الصناعة النووية، حيث قدّم محمد إسلامي ومحمدرضا كاردان، رئيس مركز السلامة النووية، تقريراً حول آخر وضع الصناعة النووية في البلاد، كما تم عرض مستوى إنتاج الكهرباء النووية في الوحدة الأولى لمحطة بوشهر ووضع بناء الوحدتين الثانية والثالثة للرئيس.