مبينة أنها صادرت وسائل النقل التي كانت تُستخدم في إجلاء النازحين، وأعادت بعض الفارين إلى داخل المدينة “منهم مصابون بالرصاص وآخرون يعانون سوء التغذية”. كما طالبت الشبكة بإطلاق سراح المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة والسماح للمنظمات الإنسانية بدفن الجثث المنتشرة في الشوارع.
والسبت، كشفت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق، أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في المدينة، معتبرة ما جرى “تطهيرًا عرقيًا ممنهجًا”، وشبّهت ما حدث في الفاشر بمجازر مدينة الجنينة عام 2023 التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف شخص. وأضافت إسحاق، أن عناصر الدعم السريع “يوثقون جرائمهم بالصوت والصورة باعتبارها رمزًا للانتصار”، مؤكدة أن النساء والأطفال في الفاشر “يتعرضون للعنف الجنسي والتعذيب والقتل من دون تمييز”.
وبحسب الأمم المتحدة، يفر آلاف المدنيين من الفاشر سيرًا على الأقدام نحو بلدة طويلة على بعد 60 كيلومترًا، وسُمّي بـ”طريق الموت”، حيث يواجه الناجون العطش والجوع والانتهاكات المتكررة أثناء محاولتهم الهرب. ووصل اليوم الأحد مئات السودانيين إلى بلدة “قولو” غرب الفاشر وسط ظروف إنسانية معقدة، وانعدام للغذاء والكساء، في حين تقول مصادر، إن موجات النزوح إلى خارج الفاشر لم تتوقف منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وتأتي هذه التطورات وسط إدانات دولية متزايدة ودعوات لوقف إطلاق النار، بينما يواصل المدنيون دفع ثمن حرب مدمرة اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.