الثالث عشر من آبان يمثل يومًا مصيريًا ومجيدًا في مسيرة الثورة الإسلامية، حين أقدم الطلبة السائرون على نهج الإمام الخميني على الاستيلاء واحتلال مقر السفارة الأمريكية في طهران، في ما وصفه الإمام الراحل بـ«ثورة أعظم من الثورة الأولى».
وأضاف البيان أن هذه الحادثة التاريخية كشفت عن «الوجه الحقيقي للاستكبار العالمي» وأظهرت حجم التدخلات العدائية في الشؤون الداخلية لإيران، لتغدو رمزًا للبصيرة الثورية وشجاعة الشباب المؤمن وتجسيدًا لإرادة الأمة في مواجهة الهيمنة الأجنبية.
وفي ما يلي نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»
إن الثالث عشر من شهر آبان، يذكّر بأحد المنعطفات المصيرية والمشرّفة في التاريخ السياسي المعاصر؛ اليوم الذي أقدم فيه الطلبة السائرون على نهج الإمام، بخطوة ثورية وشجاعة، على الاستيلاء واحتلال وكر التجسس التابع للولايات المتحدة الأمريكية، ذلك الحدث الذي وصفه الإمام الراحل بأنه «ثورة أكبر من الثورة الأولى».
إن هذا الحدث العظيم، إلى جانب كشفه عن الطبيعة الخبيثة للاستكبار العالمي وعن أبعاد تدخلاته العدائية الواسعة في الشؤون الداخلية لبلادنا، يُعدّ نقطة تحوّل في التاريخ السياسي المعاصر لإيران، وأسهم في ترسيخ الاستقلال السياسي وعزّة الشعب الإيراني.
إن الاستيلاء على وكر التجسس هو رمزٌ للبصيرة الثورية، وشجاعة الشباب المؤمن، وتجسيدٌ لإرادة الأمة في مواجهة نزعة الهيمنة لدى القوى العالمية، وقد مهد الطريق لعزّة واقتدار واستقلال إيران الإسلامية. إن حبّ الاستقلال، والرغبة في العزّة، والثبات في مواجهة الاستكبار العالمي، هي سمات لا يمكن إنكارها لدى الشعب الإيراني، والتي بدأت بفضل التوجيهات السديدة للإمام الخميني (قدّس سره)، وتستمر في ظل القيادة الحكيمة لسماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظلّه العالي) إلى أبد الدهر.
ويذكّر الثالث عشر من آبان بهذه الحقيقة الساطعة، وهي أن الشعب الإيراني، مستندًا إلى إيمانه وبصيرته وقيادته الإلهية، لن يسمح أبدًا بأن يُمسّ استقلاله أو عزّته أو كرامته الوطنية، وسيواصل، محافظًا على وحدته ويقظته واستعداده الشامل، الصمود في وجه مؤامرات الأعداء، رافعًا راية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخفّاقة.
واليوم، وفي ظل هذا الإرث الثمين، فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتمدةً على الله المتعال، وتحت التدابير الحكيمة للقائد العام للقوات المسلحة، تقف بانسجامٍ فريدٍ وروحٍ جهاديةٍ عاليةٍ في الخطوط الأمامية للدفاع عن المبادئ السامية للثورة الإسلامية.
وإذ يهنّئ جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشعب الإيراني العزيز بمناسبة يوم الله الثالث عشر من آبان، ويجدّد العهد مع مبادئ الإمامين الراحلين للثورة، فإنه يعلن تمسّكه بعهده الراسخ في صيانة وحدة الأراضي الإيرانية، وحماية الأمن الوطني، والدفاع عن نظام الجمهورية الإسلامية المقدّس حتى آخر قطرة دم، مؤكّدًا للشعب الإيراني الأبي أنه ثابتٌ وجاهزٌ في مواجهة تهديدات الأعداء.