واستهل المتحدث باسم وزرة الخارجية، إسماعيل بقائي، مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع بتقديم التهاني بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار ويوم الطالب في الجمهورية الإسلامية الايرانية (13 آبان)، التي تُجسّد في ذاكرة الشعب الإيراني نموذجا للنضال من أجل العزّة والهوية الوطنية.
وأضاف: “الوضع في منطقتنا والعالم يتّسم بالديناميكية والسرعة، ولا تزال منطقتنا تواجه مشكلتي الاحتلال والإبادة الجماعية المستمرة. فمنذ الإعلان عن اتفاق السلام الشكلي، نستخدم تعبير انتهاك وقف إطلاق النار، لكن الحقيقة هي أننا مازلنا نواجه إبادة جماعية ومحاولات ممنهجة لإبادة سكان قطاع غزة.”
وأشار بقائي إلى أنه “منذ بدء الحديث عن وقف إطلاق النار، استُشهد أكثر من 200 شخص وجرح نحو 600 آخرين. وتحمل الدول الضامنة مسؤولية ثقيلة، وفي الوقت نفسه، فإن تقاعس الأمم المتحدة عن أداء دورها يرسّخ مناخ الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الكيان الصهيوني.”
وتابع: “أمس كان اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ، وفي هذا السياق، فإن الانتباه يتّجه إلى الجرائم المرتكبة في فلسطين المحتلة، حيث قُتل خلال هذه الفترة 270 صحفيا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النزاعات. هذا القتل الجماعي يُظهر بوضوح أن ما يجري في غزة ليس حربا، بل إبادة جماعية.”
وأشار بقائي إلى أن وزارة الخارجية ستصدر قريبا تقريرا حول انتهاكات حقوق الإنسان في بريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما سيُنشر هذا العام أيضا، تنفيذا لقانون أقرّه مجلس الشورى الإسلامي يُلزم الوزارة بنشر مثل هذا التقرير سنويا.
لم تُنقل أي رسالة الى إيران خلال زيارة مساعد وزير الخارجية إلى عُمان
وردا على سؤال لوكالة إرنا حول التقارير المتضاربة في الأيام الأخيرة بشأن مساعٍ لإحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة -إذ نفت بعض المصادر هذه الأخبار بينما أكدت المتحدثة باسم الحكومة وجودها أمس- طلب المراسل من المتحدث توضيح الموقف بدقة لضمان الشفافية.
فأجاب بقائي: “بالنسبة للمواضيع المتعلقة بالمفاوضات، يجب القول أن بعض التصريحات الصادرة في هذا الصدد لم تكن دقيقة. السؤال الجوهري هو: هل تم خلال زيارة مساعد وزير الخارجية تخت روانجي إلى سلطنة عُمان نقل رسالة رسمية من الجانب الأمريكي عبر الوساطة العُمانية إلى إيران؟ الجواب هو لا، لم تُنقل أي رسالة رسمية بهذا الخصوص.”
وأكد: “مع ذلك، ووفقا لما هو متعارف عليه، لا يزال هناك وسطاء مختلفون يبذلون جهودا لتقريب وجهات النظر، ويتم تبادل بعض الرسائل. لكن هذا الأمر لا يعني إطلاقا بدء عملية تفاوض بين إيران والولايات المتحدة.”
لم يتعلم بعض الساسة الأمريكان من التجارب المريرة التي الحقوها بالعالم
و حول الادعاءات الواردة في وثائق الاتهام المقدمة من «جيفري إبستين» ضد إيران، قال بقائي: إن رسائل البريد الإلكتروني المنسوبة إليه، والتي تشدّد على اتخاذ إجراءات عسكرية أو ممارسة الضغوط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا تمثّل من حيث الجوهر أمرا جديدا، إذ إن السياسات المعادية لإيران متجذّرة في نظام صنع القرار الأمريكي منذ زمن بعيد.
وتابع: لكن الملاحظة الأساسية في هذه الرسائل هي أن شخصا لديه سجل واضح في الفساد، والاتجار بالبشر، والاتجار بالنساء والأطفال- وهي اتهامات أثبتتها السلطات الأمريكية نفسها، وليست مجرد ادعاءات- كان له دور وعلاقات في هذه القضايا.
وأضاف: هذا الشخص، الذي كانت له صلات واسعة مع شخصيات نافذة ومسؤولين رسميين في الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، يكتسب أهميته من كونه مثالا يوضّح أن أشخاصا يحملون سجلا إجراميا كهذا يُصنّفون أنفسهم ضمن صفوف أعداء الشعب الإيراني.”
وتابع المتحدث باسم الخارجية : “ثمة نقطة أخرى جديرة بالملاحظة بشأن العداء لإيران (ايرانفوبيا). ففي إحدى الفعاليات التي عُقدت مؤخرا في منطقتنا، أدلى مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية باعتراف صريح، مفاده أن الولايات المتحدة اتبعت على مدار عقود سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ”
وأكمل بقائي مبينا أن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، “قال إن هذه السياسة، وفقا لاعترافه، أدت إلى انتشار العنف، وفقدان أرواح بريئة، وأضرار لا يمكن تعويضها في دول مختلفة، وانتهى بها المطاف إلى تعميق العداءات، وتوسيع الفجوات، وتصاعد الإرهاب على المستوى الدولي. ويجب وضع هذه العوامل معا في الاعتبار.”
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أنه “من المؤسف أن بعض الساسة الأمريكان يبدو أنهم لم يتعلموا من هذه التجارب المريرة التي ألحقوها بالعالم كله. نأمل أن تخضع القضايا المطروحة في منطقتنا ومنها الجرائم والمجازر والكوارث الإنسانية؛ للمساءلة على الصعيد الدولي.”
و أوضح أنه يجب أن يُدرك الرأي العام في أمريكا والغرب حقيقة أن بعضا من ساساتهم، بالسياسات التي انتهجوها تجاه منطقة غرب آسيا لم يحققوا شيئا سوى نتائج كارثية تتمثّل في نشر العنف، والإرهاب، وتقويض الأنظمة الشرعية في دول المنطقة.
وأضاف: “يمكن رؤية أمثلة واضحة على ذلك في التطورات الأخيرة في سورية، والأزمة المستمرة في السودان التي سبق أن أدت إلى انفصال جزءٍ كبير من أراضيه، وكذلك الوضع الفوضوي في ليبيا، حيث أدت جميع هذه التدخلات إلى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار.”
و تابع بالقول ، “من الواضح أن جوهر الاتهام المطروح اليوم هو: لماذا يجري تسريب هذه المعلومات؟ فبدلا من التركيز على جوهر الجريمة ذاتها في النظام القضائي للكيان الصهيوني، يتم التركيز على تسريب المعلومات. يبدو أن حالة الإفلات من العقاب التي تسود على المستوى الدولي فيما يتعلق بالمجازر والتعذيب والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، تستمر بنفس الشكل داخل الكيان الصهيوني ذاته.”
لا اتهام موجَّه ضد طهران في قضية المياه الإيرانية المستوردة إلى سلطنة عُمان
وردا على سؤال حول ما إذا كان موضوع الاتهام الباطل بشأن استيراد “مياه ملوثة” من إيران قد طُرح خلال زيارة تخت روانجي إلى سلطنة عُمان، صرح بقائي قائلا:”لقد تمّت مناقشة قضية المياه المستوردة خلال اللقاءات الأخيرة. كنا قد أوضحنا سابقا أن هذا الاتهام خاطئ، وهو ناتج عن خطأ تم ارتكابه ظلما فيما يخص المياه الإيرانية المستوردة. وقد أعلن الجانب العُماني أنه سيصدر قريبا بيانا رسميا في هذا الشأن يوضّح حقيقة الأمر ويؤكد صراحة أنه لا يوجد أي اتهام موجّه ضد البضائع الإيرانية المستوردة.”
لا يحق لأي دولة أن تنتهك سيادة دولة أخرى بحجة مكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود
وبخصوص موقف إيران من التهديدات الأمريكية ضد دول أمريكا الجنوبية، قال إسماعيل بقائي: لقد أعلنّا مرارا موقفنا الرسمي والمتمثل بالادانة بشدة للتحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، ونعتبرها انتهاكا للسلام والأمن الدوليين.”
وأضاف: “الادعاء الذي يُقدَّم حول مكافحة تهريب المخدرات قد جُرّبت مرات عديدة سابقا في نفس المنطقة. ومن منظور العرف والقانون الدولي، فإن هذا الادعاء يفتقر إلى الأساس القانوني؛ إذ لا يحق لأي دولة أن تنتهك، تحت ذريعة مكافحة الجرائم المنظمة عبر الحدود-سواء كانت تهريب مخدرات أو غيرها-سيادة دولة أخرى ووحدة أراضيها.”
وأشار بقائي إلى أن “اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات لعام 1988 تتضمّن بندا واضحا ينص على أن مكافحة الجرائم المرتبطة بالمخدرات لا تُعد مبررا لانتهاك السيادة الوطنية أو وحدة الأراضي. وبالتالي، فإن التهديدات الموجهة ضد فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى لا يمكن تبريرها قانونيا أو سياسيا، بل هي مخالفة صريحة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بحظر التهديد أو استخدام القوة.”
وتابع قائلا: “الأمر الأخطر هو أن مثل هذه الإجراءات قد ترسّخ نموذجا خطيرا على الصعيد الدولي. ففي الآونة الأخيرة، شهدنا تهديدات مماثلة ضد نيجيريا. لذا، فإن هذه الممارسات لا تُعدّ فقط مرفوضة في سياقها ضد دول مثل فنزويلا وكوبا وكولومبيا وغيرها، بل هي مقلقة أيضا لأنها قد تفتح الباب أمام تكرار سلوكيات مماثلة من قبل الولايات المتحدة أو دول أخرى في مناطق مختلفة من العالم. وهذا يشكل تهديدا جسيما للسلام والأمن الدوليين.”
نحن في حالة حرب إقليمية حقيقية مع الكيان الصهيوني
وفي إشارة إلى أن هناك اليوم إجماعا إقليميا على أن التهديد الرئيسي يأتي من الكيان الصهيوني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:” في الحقيقة، حتى استخدام تعبير «تهديد» في هذا السياق قد لا يكون دقيقا، لأننا نعيش حاليا في حالة حرب إقليمية حقيقية مع الكيان الصهيوني.” وبيّن أن مفهوم «التهديد» يُفترض أن يكون لشيء لم يقع بعد، بينما نحن نشهد منذ أكثر من عامين مجازر وحشية ضد الشعب في فلسطين المحتلة، إضافة إلى الاعتداءات على عدة دول في المنطقة، واستمرار الاحتلال في لبنان وسورية ،والاعتداءات العدوانية ضد دول أخرى مثل قطر -كلها شواهد واضحة على أننا في حالة حرب فعلية.
وأضاف: “لقد تبلور إجماع واضح بين دول المنطقة على أمرين: الأول أن العدو الحقيقي والفعّال والخطير اليوم هو الكيان الصهيوني، والثاني أن أمن دول المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا عبر التفاهم والتعاون المتبادل بينها. وفي هذا الإطار، أودّ أن أوجه انتباهكم إلى تصريحات وزير خارجية سلطنة عُمان التي صدرت قبل يوم أو يومين، والتي أراها واضحة جدا وجديرة بالتأمل.”
نأمل أن يلتزم منظمو كأس العالم 2026 بمبدأ عدم تسييس الرياضة
وردا على سؤال حول التكهنات بشأن إمكانية عرقلة مشاركة المنتخب الوطني الإيراني في كأس العالم 2026 أو في مراسم سحب القرعة، أعرب بقائي عن أمله في أن يلتزم منظمو كأس العالم 2026 بمبدأ عدم تسييس الرياضة ، مشيرا أنه وللأسف في بعض المناسبات تم انتهاك هذا المبدأ.
وأكد أن “وزارة الخارجية الإيرانية لن تدخر أي جهد في تقديم كل دعم ممكن لتسهيل مشاركة فاعلة وقوية للمنتخب الوطني الإيراني في هذه المنافسات.”
وأشار إلى أن “مراسم سحب قرعة المجموعات ستعقد على الأرجح في الـ5 من كانون الاول/ديسمبر، ووفقا للمعلومات المتاحة، فقد قدّم مسؤولو المنتخب الوطني طلبات تأشيراتهم. ونظرا للضيق الزمني، فإننا نأمل أن تحترم الدولة المضيفة التزاماتها بمنح التأشيرات دون أي تسييس للموضوع. إن التزامات الفيفا في هذا الشأن واضحة جدا، وننتظر أن تعمل الدول المضيفة وفق هذا الإطار.”
وأضاف: “سمعنا بعض التقارير حول احتمال وجود عراقيل في إصدار التأشيرات، ونأمل أن تكون غير صحيحة. الاتحاد الإيراني لكرة القدم يتابع الموضوع بتنسيق كامل مع الفيفا، ونأمل أن يتمكن ممثلو الكرة الإيرانية من المشاركة في مراسم سحب القرعة، وأن يخوض المنتخب الوطني مباريات كأس العالم 2026 (حزيران/يونيو-تموز/يوليو) بتأهب كامل وقدرة عالية.”
ندعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الامتناع عن تكرار الادعاءات غير المبنية ضد إيران
وردا على سؤال حول تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، قال بقائي:”ما قاله المدير العام هو في الواقع ما هو واضح للجميع: أن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية كان دائما سلميا، ولم يظهر فيه أي دليل أو مؤشر على انحراف نحو الأغراض العسكرية.”
وأضاف: “هذه هي الحقيقة التي يجب أن تتمسك بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار مهامها الفنية والمهنية، وتمتنع عن تبني تقارير أو ادعاءات تكرّر ما يطرحه أطراف معينة بلا أساس، والتي لا هدف لها سوى اصطناع الذرائع ضد البرنامج النووي الإيراني.”
التهديدات الأمريكية تهدف إلى إثارة الفوضى والتدخل في الشؤون الداخلية للعراق
وردا على سؤال آخر، قال المتحدث باسم الخارجية: “في كل محادثاتنا مع الدول المجاورة، بما فيها العراق، نتناول بالضرورة قضايا الأمن الإقليمي والمواضيع المرتبطة بأمن البلدين. وضمن هذا السياق، فإننا نعتبر هذه التهديدات نوعا من التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، خاصة قبيل الانتخابات، وهدفها إثارة التوتر والتأثير على العمليات الداخلية لدولة مستقلة.”
وأكد أن “مثل هذه التهديدات تتناقض جذريا مع مبدأ احترام السيادة الوطنية والاستقلال العراقي، كما تكشف عن طبيعة التدخل والعدوانية التي تتّبعها الولايات المتحدة. لكن بلا شك، لن يكون لمثل هذه الإجراءات التحريضية أي أثر على إرادة الشعب العراقي، الذي يقرّر ويتحرك وفقا لما يراه في مصلحته وأمن بلاده.”
أكبر مروّج لانتشار أسلحة الدمار الشامل هم الدول الحائزة عليها
وفي معرض رده على سؤال حول ازدواجبة المعايير الأمريكية والغربية تجاه الأنشطة النووية، قال بقائي:”هذه المواقف حقا مخزية؛ فمن ناحية، تدّعي هذه الدول القلق من انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتحاول ممارسة الضغط على برنامج نووي سلمي- مثل برنامج إيران- رغم غياب أي دليل أو مبرر يشير الى استخدامه لأغراض عسكرية.”
ومضى يقول “انه ومن ناحية أخرى، تتجاهل هذه الدول التزاماتها الدولية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) والاتفاقيات الأخرى المتعلقة بنزع السلاح أو الحد من التسلح، وتواصل تطوير ترسانتها النووية دون قيود.”
وأضاف أن “هذا السلوك مؤسف للغاية ويعكس حقيقة يعرفها الجميع ومفادها أن أكبر مروّج لانتشار أسلحة الدمار الشامل هم بالتحديد الدول التي تمتلكها، وخاصة الولايات المتحدة ودولتين أوروبيتين تم الإشارة إليهما.”
الظروف غير مهيأة لحوار ذي معنى
وردا على سؤال حول إمكانية استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، قال إسماعيل بقائي:” في أي وقت نصل فيه فعلا الى مرحلة المفاوضات، فإننا سنحدد حينها الفريق المفاوض والتفاصيل الأخرى. لكن اليوم، الأمور المتعلقة بالمفاوضات واضحة ولا حاجة لتكرارها.”
وشدّد على أن “حقوق ومصالح الشعب الإيراني يجب أن تُحترم. وعلى الطرف الآخر أن يعترف بأن للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقا لمبادئ القانون الدولي ومعاهدة عدم الانتشار، حقوقا لا يمكن التنازل عنها.”
وأضاف: “بالتأكيد، لن نتنازل أبدا في أي مفاوضات عن حقوقنا المشروعة بشكل أحادي. فإذا ما تحقّق لدى الطرف المقابل إدراك واقعي واحترام لحقوق إيران، حينها يمكن القول إن الظروف باتت مناسبة لحوار ذي معنى. لكن في الوضع الراهن، لا أعتقد أننا وصلنا إلى تلك المرحلة بعد.”
أمن حدودنا هو أمن المنطقة بأكملها
صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قائلا:”أمن حدودنا هو أمن المنطقة بأكملها. ولهذا السبب، تقوم القوات المسلحة الإيرانية برصد التحركات والتطورات بشكل دقيق على مدار الساعة، وهي على اتصال وثيق مع الدول المجاورة، وخاصة العراق. وقد أثبتنا أننا ندافع بكل قوتنا وعزيمتنا عن أنفسنا، وعن كرامتنا، واستقلالنا، ووحدة أراضي إيران.”
وأضاف: “نحن على يقين تام بأن الأمن والاحترام والاستقلال والكرامة ذات الأهمية ذاتها لجميع دول جوارنا، ولا سيما العراق، وأن هذه الدول قادرة ومؤهلة بالتأكيد على الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان. فنحن نعيش في منطقة تتطلب منا دائما الحفاظ على حالة الاستعداد، خصوصا في مواجهة كيان صهيوني شرير لا يحترم أي قاعدة قانونية.”
وزارة الخارجية تتابع قضايا جميع المواطنين الإيرانيين في العالم
وردا على سؤال حول لقاء عائلة أحد المواطنين الإيرانيين المحتجزين في تركيا مع وزير الخارجية، قال بقائي: “هذا اللقاء يأتي في إطار دعم المواطنين الإيرانيين الذين قد يواجهون مشكلة أو يُحتجزوا في أي مكان في العالم. طلبت عائلة السيد بيضايي نقل هواجسها ومخاوفها، واستفادة من الفرصة للقاء وزير الخارجية.”
وأضاف: “شأنها شأن باقي المواطنين الذين قد يواجهون مشكلات أو اتهامات في مختلف أنحاء العالم، تتم متابعتها بجدية باعتبارها من المهام الأساسية لوزارة الخارجية.”
إيران تدعم حق تقرير المصير للصحراء الغربية
أما بشأن قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالصحراء الغربية، فإن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضح تماما؛ فقد دعمنا دائما حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. وقد أشار القرار ذاته، كما ذكر، إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتمكين شعب الصحراء الغربية من حكم ذاتي. ونأمل أن يُسهم هذا القرار في تهيئة الظروف لتحقيق حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، ولا يؤدي الى مزيد من تعقيد الوضع في تلك المنطقة.”
تفتيش موقعَي بوشهر ومفاعل طهران البحثي جارٍ حاليا
وفي سياق آخر، أوضح بقائي خلال المؤتمر الصحفي أن التصريحات المتضاربة والخارجة عن صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تساعد إطلاقا في تعزيز التعاون بيننا وبين هذه المؤسسة. أما فيما يخص كيفية التعاون، فالوضع واضح تماما حيث لا تزال إيران طرفا في معاهدة عدم الانتشار، وملتزمة باتفاق الضمانات. وتابع انه وفي الوقت ذاته، يحدّد قانون مجلس الشورى الإيراني مسار التعاون؛ إذ يتم تنفيذ أي تفتيش تريده الوكالة وفق الإجراءات والضوابط القانونية، وتتولى مجلس الأمن القومي الأعلى اتخاذ القرار وإصدار التصاريح اللازمة.
وأضاف: سبق أن أشرت الأسبوع الماضي إلى أن التفتيش على بعض المنشآت النووية، مثل محطة بوشهر (لإعادة تزويدها بالوقود) ومفاعل طهران البحثي (الذي يُنتج كميات كبيرة من النظائر الطبية المستخدمة في علاج المرضى)، هو إجراء متعارف عليه وضروري. وبحسب معلوماتي، فإن عملية التفتيش على هذين الموقعين جارية حاليا على الأقل.
لبنان، كبلد مستقل يحقّ له الدفاع عن نفسه
وردا على سؤال حول التهديدات الموجّهة ضد لبنان، قال بقائي: “التهديد المتكرر للبنان ليس جديدا، بل مستمر منذ وقت طويل. ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار حتى اليوم، سجّل أكثر من خمسة آلاف انتهاك من قبل الكيان الصهيوني لشروط الهدنة.”
وأوضح أن “الكيان الصهيوني استهدف مرارا في الأيام الماضية مدنيين لبنانيين وقتل عددا منهم. كما تم قصف العديد من الأهداف المدنية التي نعتبرها مرتبطة مباشرة بعملية التنمية وبناء لبنان.”
وأضاف بقائي: “لا شكّ أن أفعال وتهديدات الكيان الصهيوني تُعدّ انتهاكا صريحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن هذا الكيان لم يحترم يوما قواعد القانون الدولي.”
وأكّد المتحدث باسم الخارجية: “لبنان، كبلد مستقل ذات سيادة، يحقّ له الدفاع عن أمنه وكرامته. ومن الطبيعي أن يمتلك مثل هذا البلد جميع الوسائل الضرورية لحماية سيادته وأمنه وعزّته.”
أي تدخل في الشؤون الداخلية للسودان سيسبب أضرارا جسيمة للمنطقة بأسرها
وفي إشارة إلى الجزر الإيرانية الثلاث، قال بقائي: وضع جزرنا واضح تماما؛ فهي جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا نقبل بأي شكل من الأشكال أي مطالبات خارجية حولها أو حول أي جزء آخر من أراضي بلادنا العزيزة.”
وأضاف: “ما يجري حاليا في السودان وبعض دول المنطقة مثيرٌ للقلق حقا. إن أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول ضار، وقد ثبت أن مثل هذه التدخلات لا تُنتج سوى القتل والفوضى. ففي مرحلة سابقة، تم تقسيم السودان تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وللأسف تبع ذلك اضطرابات داخلية مستمرة.”
وأشار بقائي إلى أن “أحداث مدينة الفاشر والمجازر الجماعية ضد المدنيين كانت مروّعة جدا. وطلبنا من جميع الأطراف المعنية دعم الحكومة المركزية والوفاء بمسؤولياتها. ونحن نؤمن أن أي تدخل في الشؤون الداخلية للسودان أو غيره من دول المنطقة سيسبّب أضرارا جسيمة ليس لتلك الدول فحسب، بل للمنطقة بأكملها.”
الشعب الإيراني يفتخر دائما بالسلام والعيش المشترك مع العالم
وردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة التي قال فيها: “لدينا ما يكفي من الأسلحة لتدمير العالم 150 مرة”، قال بقائي:”مثل هذا التصريح يكفي بحدّ ذاته ولا يحتاج إلى شرح أو توضيح. فهل يُعدّ افتخارا حقا أن تتباهى بقدرتك على تدمير كوكب الأرض -الذي لا يخص البشر فحسب، بل جميع الكائنات الحية- وتغييره رأسا على عقب؟”
وأضاف: “نحن كأمة إيرانية نفتخر دائما بالسلام والتعاون والعيش المشترك مع جميع شعوب العالم. وفي الوقت ذاته، نؤكد دوما أننا ندافع بحزم وثبات عن كرامتنا واستقلالنا ووحدة أراضينا.”
نجحنا مؤخرا في الحصول على التصاريح اللازمة لتفعيل القنصلية العامة في بون
وأشار بقائي إلى أن “السفير الإيراني قد استقرّ في سفارة النمسا، وأفادنا بأنه يجري حاليا اتخاذ الترتيبات اللازمة لتفعيل مختلف الأقسام، بما في ذلك الأقسام القنصلية وخدمات التأشيرات.”
وأضاف: “أما بالنسبة لألمانيا، فقد أدى إغلاق قنصلياتنا إلى خلق العديد من المشاكل للمواطنين الإيرانيين المقيمين هناك. لكننا عملنا جاهدين لتقليل هذه الإشكالات من خلال حلول وتدابير متنوعة. فعلى سبيل المثال، زادت السفارة الإيرانية في برلين من أنشطتها القنصلية بشكل ملحوظ.
وتابع : كما نجحنا مؤخرا في المفاوضات مع الجانب الألماني، في الحصول على التصاريح اللازمة لتفعيل القنصلية العامة في بون، وما زالت باقي القضايا قيد المتابعة والتفاوض مع الجانب الألماني.”
تصريحات الخبراء حول الملف النووي لا تعكس الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية
وردا على سؤال حول التصريحات الصادرة من بعض الخبراء والمحللين، قال بقائي: “إن حرية التعبير مكفولة، ويمكن لأصحاب الرأي والخبراء أن يعبّروا عن آرائهم حول مختلف المواضيع، بما في ذلك الملف النووي. ولكن يجب أن يكون واضحا أن هذه الآراء لا تعكس بأي حال من الأحوال الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ،فالموقف الرسمي يُعلن فقط من قِبل المتحدثين الرسميين.”
وأكد أن “موقفنا ثابت بان البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، وقد أكدت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك مرارا.”
وأضاف: “الحمد لله، نحن مجتمع منفتح، ونرحّب بالآراء المختلفة حول القضايا العامة، بما فيها السياسة الخارجية. ونحن في وزارة الخارجية نستمع بتواضع الى وجهات النظر المختلفة، ونؤمن أن الخبراء الذين يتحدثون عن الشؤون الخارجية يفعلون ذلك بنية حسنة وبصدق.”
وتابع: “في الوقت ذاته، كلما تعلق الأمر بالمواقف الرسمية للدولة، فإنها تُعلن حصرا من قبل المتحدثين الرسميين، وهي مواقف مبنية على العزّة والمصلحة والحكمة، وتُقدَّم كموقف رسمي للدولة على الصعيد الدولي.”
لبدء مفاوضات، يجب على الطرفين قبول المصالح والهواجس المشروعة لبعضهما البعض
وردا على سؤال حول تصريح وزير الخارجية بأنه “لا عجلة لدينا للتفاوض”، قال بقائي: عندما يكون الطرف المقابل طامعا ولا يرضى بأي حد أو شرط، هل تسمحون -كجزء من الشعب الإيراني -لممثليكم بالدخول في مثل هذه المفاوضات؟”
وأضاف: “لقد أكد وزيرالخارجية، وينطبق هذا أيضا كمبدأ منطقي، أنه للوصول إلى نتيجة منطقية ومعقولة في أي عملية تفاوض، يجب على الطرفين الاعتراف بالمصالح والهواجس المشروعة لبعضهما البعض. وعندما تتحقق هذه الشرطية، فبالطبع لن نتردّد في استخدام أدوات الدبلوماسية.”
تعيين مقرّر خاص لحقوق الإنسان في إيران إجراء مسيّس ولا مشروعية له
وأوضح بقائي: نحن نرى أن تعيين مقرّر خاص لحقوق الإنسان في إيران هو إجراء مسيّس بشكل قاطع، ولا يتمتّع بأي مشروعية، وهو ما تواصله منذ البداية مجموعة من الدول الغربية.”
وأضاف: “أما بالنسبة للجنة تقصي الحقائق، فالوضع واضح تماما؛ فقد أسّسها وزير خارجية ألمانيا السابق، وللأسف طرحت خلال عملها مزيجا من الادعاءات والاتهامات الباطلة ضد إيران. لكن الملاحظة المهمة هي أنه على الرغم من امتلاء تقريرها بادعاءات لا أساس لها حول حقوق الإنسان، فإن جرائم الكيان الصهيوني كانت واضحة وجلية لدرجة أن اللجنة لم تستطع تجاهلها. بل إن التقرير نصّ صراحة على أن الاعتداءات التي شنّها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي.”
نحن غير راضين عن أداء أفغانستان في قضية الحقوق المائية
وفيما يخص حق المياه الإيرانية من أفغانستان، قال بقائي:”الحقيقة أننا غير راضين عن أداء أفغانستان في قضية الحقوق المائية. ومع ذلك، اغتنمنا كل فرصة لإقناع المسؤولين الأفغان بالوفاء بالتزاماتهم، سواء وفقا لمعاهدة هيرمند التي تتضمّن التزامات واضحة، أو فيما يتعلق بنهر هرارود. وغياب اتفاق مكتوب بشأن حصص هرارود لا يعني غياب القواعد والقوانين؛ إذ إن القواعد العرفية الدولية تلزم الطرف الواقع في المنبع باحترام التزامات محددة.”
وأضاف: “علمنا مؤخرا أن بوابة سلمى قد فُتِحت لزراعة المحاصيل الخريفية، ونأمل أن يصل هذا التدفق إلى سد الصداقة. وكانت زيارة مساعد وزير الخارجية كاظم غريب آبادي إلى كابل مهمة جدا، وتناولت خلالها ثلاثة مواضيع رئيسية، كان أحدها قضية المياه. وتم الاتفاق على أن تشكّل كلا الدولتين لجانا متخصصة لمعالجة مسألة المياه خلال فترة قصيرة، وتعقد اجتماعات فنية محددة لعرض وجهات النظر بشكل شفاف. ونأمل أن تُسهم هذه الاتصالات في تأمين حقوق إيران المائية، سواء من هيرمند أو من هرارود.”
يجب إقرار المعاهدة من مجلس الشورى للانضمام لاتفاقية الجرائم السيبرانية
وعن الاتفاقية التي تم تخص مكافحة الجرائم السيبرانية، أوضح بقائي: لقد فُتِح باب التوقيع عليها مؤخرا من قبل الدول المختلفة بعد مفاوضات استمرت 3-4 سنوات في الأمم المتحدة. ووفقا للقوانين السارية وللإجراءات الواجب اتباعها عند توقيع أي وثيقة دولية، فإننا ملزمون بالحصول على موافقة مجلس الوزراء. ويُعدّ التوقيع الحالي مجرد توقيع أولي، ولا يرتب أي التزام قانوني علينا.”
وبيّن أن “الانضمام الرسمي للجمهورية الإسلامية الايرانية إلى هذه الاتفاقية يتطلب بالضرورة إقرارها من مجلس الشورى الإسلامي، ثم اجتياز المراحل التالية حتى يتم التصديق النهائي عليها كمعاهدة ملزمة. وبالتالي، لم يُسجّل حتى الآن سوى موافقة أولية على التوقيع.”
التعاون مع روسيا والصين يُتابع بجدية
وردا على سؤال حول التعاون مع روسيا والصين بعد انتهاء قرار مجلس الأمن 2231، قال بقائي: “لقد عقدنا تعاونا مع كلٍ من الصين وروسيا حتى خلال سريان قرار 2231. وانتهت البنود المتعلقة بالقيود على الأسلحة والدفاع قبل سنوات، لذا من الطبيعي أن يظل تعاوننا مع روسيا والصين قائما حاليا في إطار الاتفاقيات الثنائية المبرمة مع هذين البلدين، ويتم متابعته بجدّية.”
فنزويلا قادرة على الدفاع عن نفسها
وردا على سؤال عن التهديدات الأمريكية ضد فنزويلا، قال بقائي:”فنزويلا كدولة مستقلة ذات شعب عازم ومناضل، قادرة تماما على الدفاع عن نفسها. وإيران التي تربطها بفنزويلا علاقات جيدة، ستواصل تعاونها معها في مختلف المجالات وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وفي إطار الاتفاقيات والالتزامات المتبادلة.”
إيران لا تستجيب للإملاءات باسم المفاوضات
وحول المفاوضات الإيرانية-الأمريكية، صرح بقائي:”ما يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار دائما عند تحليل أو مناقشة هذا الموضوع هو أن إيران تعرضت لهجوم أمريكي أثناء مفاوضات دبلوماسية، وأن الهجوم الصهيوني تم بتعاون وتنسيق أمريكي وهو أمر لن ينساه الإيرانيون أبدا. لقد بيّنت الولايات المتحدة أنها غير ملتزمة بأسس المفاوضات القائمة على المصالح المشتركة.”
وأضاف: “لا يمكن الحديث عن وجود شروط كافية لمفاوضات معقولة بين طرفين إلا إذا كان كلاهما يعترف بمصالح وهواجس الطرف الآخر ويتقبلها. وللأسف، لا تزال الولايات المتحدة مصرّة على فرض مطالبها وطموحاتها بشكل أحادي، دون مراعاة لمصالح إيران أو هواجسها. وبطبيعة الحال، فإن هذا الأسلوب الذي لا يُعدّ مفاوضات بل إملاء لن يُجدي نفعا مع إيران.”
الاتهامات الأمريكية باطلة وتهدف إلى ارضاء الكيان الصهيوني
وفيما يخص التصريحات الأمريكية حول الاعتداء على المنشآت النووية الإيرانية السلمية، قال بقائي:” كلما تفاخر المسؤولون الأمريكيون بهذا الانتهاك الصارخ للقانون والاعتداء العسكري على إيران، زادوا من ثقل مسؤوليتهم وجرمهم. فهجوم على دولة ذات سيادة وانتهاك لسيادتها ليس أمرا يُفتخر به إطلاقا.”
وأضاف: “الادعاءات التي تقول إن الاعتداء على المنشآت النووية سهّل أحداثا أخرى هي ادعاءات باطلة كليا. الجميع يعلم أن هذه الذرائع تهدف فقط لإرضاء الكيان الصهيوني.”