باداب سورت هو اسم لينبوع متدرج يقع على ارتفاع 1841 مترًا فوق سطح البحر في محافظة مازندران، وتُعد من الآثار الفريدة في إيران ونظيراتها قليلة جدًا في العالم. ينبوع باداب سورت ينبوعُ يعود لآلاف السنين ويتكون من طبقات عديدة، حيث يتميز كل جزء منها بلون ورائحة مختلفة؛ وهي تحفة فنية تشكلت على مدى سنوات طويلة وبمساهمة العناصر الطبيعية مثل الرياح والماء.
مياه ينبوع باداب سورت مالحة وذات درجة حرارة معتدلة، ويُذكر لها العديد من الخصائص العلاجية بسبب وجود الأملاح وأكسيد الحديد. ويعتبر الكثيرون هذا المعلم أجمل ينبوع في العالم، ويشار إليها كثاني ينبوع ماء مالحة في العالم بعد ينبوع باموكالي في تركيا.
في عام 2006م، بدأت الجهود لتسجيل هذا المعلم بالتعاون مع مسؤولي قرية أروست، بما في ذلك المجلس البلدي، والبلدية، وكذلك الجمعية التعاونية في القرية. وأخيراً، في عام 2008م، تم تسجيل اسمه كأثر وطني. وفي 2014م، تمت المصادقة على الحماية والمنظر لهذا الأثر بتوقيع نائب رئيس التراث الثقافي في منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في البلاد، وأصبح باداب سورت أول تراث طبيعي في إيران له منطقة محمية.
معالم باداب سورت
– السلالم الملونة: عند بداية ينبوع باداب سورت، نواجه سلماً ملوناً يثير دهشة كل من يراه. ولكن كيف تشكلت هذه السلالم؟ ببساطة، يمكن القول إن المياه المعدنية تسلك طريقاً طويلاً، وتشق طريقها من أعماق الصخور الصلبة إلى سطح الأرض. يتدخل الرياح، فتحرك المياه هنا وهناك. وفي الوقت نفسه، تقوم الشمس الحارقة بتبخير المياه، وتبقى المعادن كآثار للمياه. تترسب هذه المعادن على سطح الأرض، وتتراكم طبقة فوق طبقة. ومع مرور الوقت، تتشكل سلالم مذهلة، والتي تُعرف باسم باداب سورت.
تتحرك المياه المعدنية على المدرجات التي تكونت، وتترك ألوانًا جميلة جدًا من الذهبي والبرتقالي والأحمر والبني حسب المواد المكونة لها، ليكتمل إبداع الخلق. ترسيب الحديد يخلق اللون الأحمر، وترسيب النحاس يخلق اللون الأخضر، والكبريت يخلق اللون الأصفر، والجير والملح يخلقان اللون الأبيض. البكتيريا الموجودة في الماء، وضوء الشمس، ودرجة حرارة الجو تسبب أيضًا تغير لون مياه البرك. البرك السفلية في باداب سورت أكثر شفافية لأن الأملاح تترسب في البرك العلوية.
يبلغ منظر هذه الطبقات وموقع الينبوع على سفح الجبل والمشاهد المحيطة ذروته عند الغروب. يُقال إن تكوين سنتيمتر واحد من برك باداب سورت يستغرق بين 200 إلى 300 سنة.
– ينبوع شور وبرمودا أروست: في جزء من باداب سورت الأكثر وفرة بالمياه، تشكلت بركة بقطر حوالي ١٥ متر وعمق نسبي كبير، وتحتوي على ماء شديد الملوحة وتظهر حولها ترسبات سوداء اللون. يقال إن ماء هذا الينبوع يُستخدم لعلاج آلام الظهر والساق، والأمراض الجلدية، والروماتيزم، والصداع النصفي، ولهذا السبب يسبح الكثيرون فيها للاستفادة من فوائدها. لا تتجمد هذه البحيرة في فصل الشتاء بسبب احتوائها على الأملاح والمعادن والملح بكثرة، ولا يمكن لأي كائن حي العيش فيها.
في جزء من قاع هذه البحيرة توجد حفرة عميقة اشتهرت باسم برمودا أروست، ولهذا السبب يعرف البعض هذه العين أيضاً باسم برمودا أروست.
– إكسير الحياة: في شمال غرب برمودا أروست باداب سورت، توجد عيون تُعرف باسم إكسير الحياة، وتتميز بماء برتقالي وحامض الطعم. ماء هذه العيون يشبه المشروبات الغازية ويفور من أعماق الأرض. وقد أعلن البعض أن عدد هذه العيون يصل إلى ١١ عيناً.
