وقد قام حسين أفشين، الیوم الإثنين في الفعالية الثانية لتكريم الشركات المتفوقة في صادرات النانو، بشرح المكانة الحالية لتكنولوجيا النانو في البلاد، وأضاف: تصل في تاريخ الأمم لحظات تعجز فيها الكلمات عن الوصف، ولا يبقى سوى رؤية المسار والفخر به. اليوم نقف في إحدى تلك اللحظات. وتابع: في زمن يحارب فيه البعض بالضجيج، صمد شعبنا منذ سنوات بالعقل والصبر والمعرفة؛ بصمت، وبدون ادعاء، وفي النهاية، منتصر.
وأشار أفشين إلى الإحصائيات المقدمة، قائلاً: 1735 منتج نانو، 400 شركة ناشطة، سوق بقيمة 972 ألف مليار ريال، 63 دولة مستهدفة، و183 مليون دولار صادرات. بالنسبة لنا، هذه ليست مجرد أرقام. وراء كل منتج، هناك ليالٍ سهر؛ وراء كل شركة، عائلة صامدة من أجل حُلم؛ وراء كل عقد تصدير، شاب دافع عن شعار “صُنع في إيران” بلغة العلم.
وشدد أفشين على أهمية البدء من نقطة الصفر، وأضاف: لقد بدأنا من الذرة؛ من أصغر وحدة في العالم. لأنه في أحلك الأيام، ربما أخذ منّا العالم الكثير؛ لكن ذرة الإيمان بقيت في القلوب. وصرح: قالوا لنا “لا تستطيعون” فصنعنا، وقالوا “ليس لديكم سوق” ففتحنا. اليوم، بالأيدي التي كانت تلامس التراب يوماً ما، نصنع ذرة النانو ونعرضها للعالم. وتابع: أنتم أيها المصدرون والمنتجون، أثبتم بجهودكم التي لا تعرف الكلل، وعبر تجاوز عقبات التقييس والمنافسة العالمية والقيود الاقتصادية، أن المنتج النانوي الإيراني قادر على التألق على المستوى الدولي؛ وهذا ليس مجرد تصدير لسلعة؛ بل هو تصدير لهوية الشعب الإيراني وعلمه وقدرته.
واعتبر النجاحات الأخيرة نتاج تضافر العناصر الثلاثة: المعرفة، والابتكار والمثابرة. وصرح: لقد وصلنا إلى قناعة بأن النانو ليس مجرد تكنولوجيا تقليدية؛ بل هو لغة المستقبل المشتركة، وهي اللغة التي يمكنها إحداث تحول جذري في الصناعة والزراعة والصحة والبيئة والطاقة، وفتح آفاق جديدة لنمو الاقتصاد المعرفي القائم على المعرفة.
القيمة المعنوية للصادرات
وفي جزء آخر من خطابه، أشار المساعد العلمي لرئيس الجمهورية إلى القيمة المعنوية للصادرات، وقال: 183 مليون دولار صادرات؟ هذا ليس مجرد رقم؛ بل هو 183 مليون دولار من العزة وإثبات لقدرة الشعب الإيراني.
وخاطب أفشين المصدّرين قائلاً: أنتم لستم مجرد بائعين لمنتج؛ أنتم رافعو العلم. علمٌ لم يرتفع بفعل هبوب الرياح، بل بقي مرفوعاً بإرادتكم. واعتبر العلم والتكنولوجيا حصن البلاد اليوم، وخلص إلى القول: المستقبل لا تصنعه القوة العسكرية وحدها؛ المستقبل تصنعه القناعة والتكنولوجيا. وأنتم، كُتّاب هذا المستقبل.
وفي الختام، أشار المساعد العلمي لرئيس الجمهورية إلى أنه ربما يكون المستقبل صعباً؛ لكنه بلا شك سيكون من نصيب الرجال والنساء الذين بدأوا من “الذرة” ووصلوا إلى “العالم”.