وعُقد هذا الاجتماع التخصصي في جامعة الفرات الأوسط التقنية بمدينة الكوفة، بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومة العراقية، ورؤساء الجامعات، ومساعدو الشؤون الدولية، وأعضاء هيئة التدريس الأكاديمية.
وترأس الاجتماع وكيل الوزارة التعليم العالي العراقي لشؤون البحث العلمي، حيدر عبد ضهد، وتم الاتفاق على محاور معينة للتعاون بين كونسورتيوم الجامعات التقنية الخمس الرائدة في إيران، والتي تتولى وكالة الشؤون الدولية في جامعة أمير كبير للتكنولوجيا متابعة تنفيذها.
أما المحاور التي تناولها الاتفاق، فهي كالآتي:
إنشاء حديقة علمية وتكنولوجية مشتركة: حيث ستتعاون جامعة أمير كبير للتكنولوجيا مع جامعة التكنولوجيا في بغداد لإنشاء حديقة علمية وتكنولوجية، وسيتم الاستفادة من إمكانات الجامعات الأخرى الأعضاء في كونسورتيوم UT5 الإيراني في هذا التعاون.
التعاون البحثي والتكنولوجي المشترك: فقد أبدت جامعة أمير كبير استعدادها لتولي الدور المحوري في التعاون المشترك في مجالي إدارة الطاقة والبيئة (خاصة مسائل الغبار الدقيق)، بالاستعانة بإمكانات الجامعات الأخرى. وستكون جامعة التكنولوجيا في بغداد الجهة المحورية من الجانب العراقي، بينما تستعد جامعة أمير كبير للتعاون مع الجامعات العراقية الأخرى في مجالات بحثية إضافية.
منح دراسية من وزارة التعليم العالي العراقية: أعلنت جامعة أمير كبير استعدادها لاستقبال 5% من أفضل الطلاب العراقيين (الحاصلين على معدل 17 فما فوق) ضمن حصة سنوية من المنح الدراسية المقدمة من وزارة التعليم العالي العراقية.
المدارس الموسمية والتدريب الصيفي: بناء على سجل التعاون السابق مع جامعة التكنولوجيا الشمالية (NTU)، ستتولى جامعة أمير كبير التنسيق في مجال المدارس الموسمية والبرامج التدريبية الصيفية مع هذه الجامعة.
أحداث ثقافية ورياضية طلابية مشتركة: تشمل هذه الأنشطة أولمبيادات رياضية مشتركة، والتعاون بين الجمعيات العلمية الطلابية في الاتحادات، وبرامج ثقافية مشتركة تهدف إلى التعرّف المتبادل على البُعد الثقافي والتاريخي والأدبي والسياحي لكلا البلدين.
هذا، وشدد المسؤولون العراقيون -ومن بينهم نائب رئيس الوزراء حامد خلف ورئيس جامعة الفرات الأوسط التقنية حسن كاظم الزبيدي- في اليوم الأول من الاجتماع، على ضرورة توجيه الجامعات نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزيز الترابط بين الصناعة والحكومة والجامعات. واعتبروا أن تعديل التشريعات لدعم إنشاء حدائق علمية وتكنولوجية، وتحفيز القطاع الخاص، واعتماد النموذج الإيراني في الاعتماد على الذات، أمور ضرورية لتحقيق هذا الهدف. كما تم اقتراح تنظيم برامج تدريبية مشتركة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من البلدين.
من جهتهم، قدّم ممثلو الجامعات الإيرانية إمكاناتهم وتجاربهم في إنشاء وإدارة الحدائق العلمية والتكنولوجية، وتدريب الطلاب المتميزين على المستويين الوطني والدولي، مؤكدين أن بناء مثل هذه الهياكل يتطلب انتقالاً تدريجياً من المراحل التعليمية إلى البحثية ثم التكنولوجية. كما عُرضت نماذج ناجحة من الدعم المقدم للشركات المعرفية في إيران، ومنها تخصيص جزء من ضرائب الشركات الصناعية الكبرى لدعم الشركات الناشئة.
في الجلسة التخصصية في اليوم الثاني، عُقد حوار مباشر بين أعضاء كونسورتيوم UT5 الإيراني وممثلي الجامعات التقنية العراقية. وفي ختام هذه الجلسة، اتفق على تشكيل فريق تنفيذي مشترك مكوّن من عشرة أعضاء (خمسة من كل دولة) لمتابعة تنفيذ المشاريع. وسيتولى النائب العلمي لجامعة الفرات الأوسط التقنية، أحمد رائد، رئاسة الفريق العراقي، بينما سيُستقرّ المكتب التنفيذي المشترك للكونسورتيوم في جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا.
وأكد ممثلو الطرفين أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على إصلاح التشريعات الداعمة، وتنشيط الاستثمار الخاص، وتعزيز الربط بين الصناعة والجامعات. كما أعلن الجانب الإيراني استعداده لتنظيم برامج قصيرة الأجل، وورش تدريبية مشتركة، ونقل الخبرات في مجال بناء منظومات الابتكار.
وقد اختتم الاجتماع بكلمة لوكيل الوزارة التعليم العالي العراقي لشؤون البحث العلمي، حيدر عبد ضهد، الذي وصف التعاون العلمي بين إيران والعراق بأنه “فرصة تاريخية للتنمية العلمية والاقتصادية للبلدين”.