منذ عام 2001 لم يفارق الحزن ذاكرة هذه الأم، وهي عمة الشهيد زكريا الزبيدي، وداود، ونعيم، وغيرهم من أبناء العائلة الذين توزّعوا بين الأسر والشهادة. ورغم ما ذاقته من مآسٍ، لم تنحنِ يومًا، لكنها تعترف أن الخوف تسلل إلى قلبها هذه المرة بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين. تقول بثباتٍ يختلط بالألم: “كل شيء بإرادة الله، ومشيئته أقوى من قراراتهم.”
في ملامحها صلابة من تعلّم الصبر في وجه الفقد، وفي نظرتها يقين بأن ما تسلبه السياسة يعيده الإيمان بالله. فبدلًا من أن تسعى حكومة الاحتلال إلى سنّ قوانين تحمي الأسرى وتضمن حقوقهم، تمضي في تشريعات تشرعن قتلهم. قانون الإعدام الذي أعاد الكنيست إحياءه اليوم ليس سوى امتداد لانتهاكات متواصلة ضد الأسرى وعائلاتهم، ومحاولة لإضفاء غطاء قانوني على جرائم الاحتلال بحقهم.
في هذا المنزل الذي حفظ صور الشهداء والأسرى غيبًا، لا تزال أمّ الشهيد نضال والأسيرين إسماعيل وطارق تنتظر الحرية والعدالة التي لم تتحقق بعد.