أسامة أحمد، شاب في الثلاثين من عمره، فُقدت آثاره قبل 15 شهرًا، وما زال مصيره مجهولًا. شقيقه يواصل بحثه بين الجثامين في المستشفيات، والمقابر الجماعية، والمناطق التي انسحب منها الاحتلال. يقول شقيقه: “كلما نُقلت جثامين جديدة نذهب لنتفقدها، لكننا لم نعثر له على أثر. بحثنا في أماكن انسحاب الاحتلال، وسألنا عن الأسرى، لكن دون جدوى. استُشهد والدانا، ووجدنا لهما الراحة، أما هو فلا نعلم إن كان حيًّا أم ميتًا، وكل ما نرجوه أن نعرف مصيره ونمنحه دفنًا يليق به.”
أما ليث، فكان من أوائل المفقودين في الحرب، وعاشت والدته لعامين على أمل عودته حيًّا، قبل أن تتلقى خبر وفاته بين عشرة جثامين أفرج عنها الاحتلال مؤخرًا. وتقول والدته بصوتٍ تختنقه الدموع: “كنت أدعو الله في كل وقت، وأتمنى أن يعود يومًا ويدق الباب… لكن الحمد لله، نحتسبه عند الله شهيدًا.”
وتُقدّر الجهات الحكومية في غزة عدد المفقودين بنحو 11 ألف شخص، موزّعين بين جثامين مدفونة تحت الركام أو أسرى في سجون الاحتلال لم يُكشف عن مصيرهم بعد. ويُعد ملف المفقودين في غزة من أصعب الملفات الإنسانية التي فُتحت بعد انتهاء العدوان، حيث يعيش الأهالي على أمل انتظارٍ مؤلم، بين رجاء العثور على أحبّتهم أحياء، أو وداعهم شهداء.