وجرى خلال الزيارة ايضا تدشين مشاريع من مثل استثمار ألفي هتكار من اراضي سد غاران، وتدشين مشروع امدادات المياه لمدينة دهكلان والدفيئة الزراعية “بوجانه طراوت طبيعت” البالغة مساحتها خمسة هكتارات.
وأوضح رئيس الجمهورية لدى لقائه مع المثقفين والنشطاء الاجتماعيين والثقافيين في المحافظة: كردستان تستحق أن تكون نموذجاً للتنمية والتآلف في البلاد، مُشيداً بوجود أكثر من 500 منظمة شعبية في المحافظة، مُعتبراً أن ذلك يمثل قدرة هائلة في المحافظة، وقال: في كردستان يوجد نحو 500 منظمة غير حكومية نشطة، وبمثل هذه القدرة، لم يعد ينبغي ألاّ تواجه المحافظة أيّ مشكلة. يمكن للمنظمات غير الحكومية، حسب نوع نشاطها والفئة المستهدفة، أن تكون أرضية لحل قضايا المجتمع، والحكومة يجب أن تكون داعمة لهذا المسار.
وأشار الدكتور بزشكيان الى ان البلاد بحاجة إلى التآلف والتعاون الجماعي، وقال: المثقفون والفنانون والعلماء والسياسيون والأدباء في هذه المحافظة يمكنهم أن يكونوا القوة الدافعة للتغيير. اليوم يقع عبء ثقيل على عاتقنا جميعاً، وحل المشكلات لن يتم إلاّ عندما يدخل أهل العلم والفكر إلى الميدان ويشاركون في صنع القرارات.
*الحكومة ملزمة بتسهيل طريق مسار التقدّم
وأردف موضحاً: يجب أن نعتمد على أنفسنا ونؤمن بقدراتنا الداخلية، الحكومة ملزمة بتسهيل طريق مسار التقدّم، وإزالة العوائق، والسماح للشعب بإظهار قدراته. وبقدر الإمكان، ستقف الحكومة إلى جانب الشعب حتى يصل الإبداع والإرادة الجماعية إلى نتيجة. وأضاف: الأمل والسند الحقيقي في إدارة البلاد هم العلماء والسياسيون والجامعيون والنخب والمبدعون وهذه المنظمات الشعبية التي لها جذور في المجتمع. وقال: أكبر رأسمال لكل أمة هو شعب يرى نفسه مسؤولاً ويفكر في تحسين أوضاع محيطه.
وتابع الرئيس بزشكيان: الحكومة التي تعتمد على الشعب لا تخفي الخطأ، بل تسعى لإصلاحه. الازدهار يأتي من الحوار والمشاركة، لا من الأوامر والتعاميم. البلاد تبقى آمنة ومزدهرة عندما يكون الشعب شريكاً في صنع القرار، ويحس بأن رأيه وصوته مؤثران.
*الأهداف الخبيثة للصهيونية العالمية
وفي كلمة له أمام حشد من علماء الدين بمحافظة كردستان، اعتبر رئيس الجمهورية ان الفرقة والخلافات بين المسلمين، مطلب يتابعه اعداء الاسلام، واكّد انه يمكن الوقوف بوجه مؤامرات امريكا والصهيونية العالمية، فقط في ظل الوحدة والايمان والعودة الى الاخوة الاسلامية.
واضاف مُؤكّدا انه يجب التحرك على قاعدة المعتقدات والتعاليم الالهية قبل الادلاء بأيّ كلام واتّخاذ ايّ قرار.
واعتبر الاخوة والتعاضد بين جميع اهل الايمان بانهما رسالة مشتركة لجميع الانبياء الالهيين، وتابع انه ان كان المسلمون متحدين حول الاعتصام بحبل الله المتين، لما كان الكيان الصهيوني يجرؤ اليوم ابدا على قصف اهالي غزة المظلومين.
واكد ان الكيان الصهيوني تشكّل منذ البداية على العدوان، لكنه استطاع على خلفية الفرقة بين المسلمين، إلتقاط الانفاس واثارة مشاكل للعالم الاسلامي.
واكد الرئيس بزشكيان ان هذه الفرقة هي مطلب “اسرائيل” وامريكا والصهيونية العالمية لكي تنشغل الامة الاسلامية بالخلافات، ويتمكنون هم من شنّ ايّ عدوان يريدونه. وان سادت الوحدة والانسجام بيننا، فان اي قوّة لن تجرؤ على الطمع بالبلدان الاسلامية. ان الخلافات الداخلية هي السبب في الكثير من مصائب الامة الاسلامية، ويمكن الخروج من هذه المعمعة فقط بالعودة الى الايمان والاخوة والاعتصام بالحبل الالهي المتين.
*مراعاة العدالة والإنصاف والتقوى في الإدارة
وأكد الدكتور بزشكيان لدى لقائه جمعا من النشطاء السياسيين في المحافظة، على ضرورة مراعاة العدالة والإنصاف والتقوى في الإدارة، وقال: يجب على المسؤولين الحذر من هوى النفس. لا يجوز لأحد استخدام المنصب والسلطة لفرض القوة أو إضاعة حقوق الآخرين. يجب مراعاة العدالة والإنصاف تجاه الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وتكون خدمة الشعب محور جميع الإجراءات؛ الإدارة الصحيحة تعني خدمة الشعب، ومراعاة العدالة، والابتعاد عن الأهواء الشخصية.
ولفت الى أهمية الوحدة بين الأعراق المختلفة في البلاد، قائلاً: بمساعدة إخواننا الأكراد، والسنة، والبلوش، والعرب، وغيرهم من الأعراق، سيصبح الإصلاح ممكناً. هذا الإجراء يتطلب عزماً وإرادة ودعماً من جميع السلطات، ويظهر أن التغيير يتحقّق فقط بالتعاون والعدالة والجهد الجماعي.
الدكتور بزشكيان اختتم كلامه بالتأكيد على ضرورة استمرار الجهد لإصلاح الأمور وخدمة الشعب بصدق، وقال: نحن في طريق خدمتكم أيها الأعزاء، سنقوم بكل ما بوسعنا للإصلاح وتحسين الأوضاع. بالطبع هذا الطريق ليس سهلاً، لكن بالتعاون والجهد ومراعاة الحق والإنصاف، يمكن الوصول إلى النتائج المرجوة.
*الأبطال الحقيقيون للبلاد
كما أوضح الرئيس بزشكيان في اجتماع تطوير العدالة التعليمية في كردستان، أن الأشخاص الذين، رغم حاجتهم المالية، يساعدون في بناء مستقبل أبناء هذا الوطن، هم الأبطال الحقيقيون للبلاد.
وأشار إلى دور الخيرين والشعب في تطوير العدالة التعليمية، وقال: أشكر جميع الذين يخطون بحب وتضحية في طريق تعليم أبناء هذا البلد. أولئك الذين يتخلون عن مصالحهم من أجل الحب والإنسانية والشعب، هم أبطال هذا الوطن الحقيقيون. وتابع: ثقافة التضحية شيء يتجاوز التقييم المادي، وهو أعلى من العقل والاعتقاد والإيمان. يجب على الإعلام تصوير هذه النماذج القيمة حتى يرى الناس أن في هذا البلد أناساً، رغم حاجتهم المالية، يتخلون عن ممتلكاتهم ليؤدوا عملاً باقياً لتعليم ومستقبل أبناء هذا الوطن.
*الثروة الحقيقية للبلاد قدرات شعبها
كما اكد رئيس الجمهورية خلال لقائه المستثمرين ورجال الاعمال بالمحافظة، ان محافظة كردستان وفي ظل قدراتها وطاقاتها الهائلة يمكن ان تشكل القوة الدافعة لتطور البلاد، وقال: إن الثروة الحقيقية للبلاد ليست رساميلها المادية بل قدرات شعبها في الانتاج والحداثة. وشدّد على ضرورة اعتماد اربعة مبادئ هي العدالة والمشاركة الشعبية والتعاون بين المؤسسات واستخدام التكنولوجيا المناسبة في النظام الاداري مؤكد ان العدالة تشكل القاعدة الاساسية في اي نظام اداري. واشار الى المشاركة الجماهيرية، وقال: ان مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات هو الشرط لنجاح السياسات. ان واجب الحكومة معالجة مشاكل المجتمع من خلال التعاون مع المنتجين والصناعيين ورجال الاعمال. موضحا: ان اتخاذ القرارات من دون الحوار مع الشعب، لا نتيجة مؤثرة لها.
واكد رئيس الجمهورية في جانب اخر على اهمية التواصل المؤثر للحكومة مع خالقي فرص العمل ورجال الاعمال، وقال: ان الحكومة ومن اجل تعزيز التواصل مع المستثمرين والصناعيين، تقيم جلسات منتظمة شهريا مع غرف التجارة وخالقي فرص العمل والمدراء الصناعيين.
واضاف انه سيتم ايضا متابعة عقد جلسات شهرية مع العاملين في قطاعات البتروكيماويات والتجارة والجمارك والبنوك لكي تتحصل نتائج واجراءات محددة. وقال: ان الحكومة جاهزة لتذليل اي عقبة تعترض طريق الانتاج والاستثمارات.