في الأثناء أكّدت المقاومة الفلسطينية، الأحد، أنّ الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع المقاومين في رفح، الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته، قائلةً إنه “لا يوجد في قاموس القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو”.
من جهتها ذكرت وزارة الصحة، أن نسبة النقص في مخزون الدواء في القطاع بلغت 56%، في حين قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن نحو 350 ألف مصاب بمرض مزمن في خطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية، وإن أكثر من 22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج، لكن الاحتلال يمنعهم من السفر.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة جنوب طوباس شمالي الضفة، وأصيب 14 شخصا في اعتداءات مستوطنين في جنوب مدينة نابلس.
*تسليم جثة الأسير الصهيوني” هدار جولدن”
في التفاصيل، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أنها، في إطار صفقة “طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى، ستُسلم جثة الضابط الصهيوني “هدار جولدن” التي تم العثور عليها ظهر السبت داخل أحد الأنفاق في مخيم “يبنا” بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأعلنت القسام، عن استخراج جثة الضابط الصهيوني” هدار غولدن” من أحد أنفاق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد مضي أكثر من 11 عاماً على أسره إبان حرب عام 2014.
وكان غولدن يشغل رتبة ملازم وقائد سرية في لواء “غفعاتي”، أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال الصهيوني. أُسر في الأول من أغسطس/آب عام 2014 خلال عملية “العصف المأكول”، ليصبح بذلك أحد أكثر الأسرى الصهاينة بقاءً في قبضة المقاومة، حيث ظل محتجزاً لأكثر من 11 عاماً.
*عملية أسره
وقعت عملية أسره قبيل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، حيث تمكنت المقاومة من أسره وسحبه إلى أحد الأنفاق في منطقة رفح.
وقد رد جيش الاحتلال الصهيوني حينها للمرة الأولى بتطبيق بروتوكول “هانيبال”، الذي يجيز استخدام القوة المفرطة لإحباط عمليات الأسر، ما أدى إلى قصف مكثف للمنطقة نتج عنه مقتل” غولدن”، واستشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين.
يحمل” هدار غولدن” رمزية عسكرية وسياسية بالغة لدى الاحتلال الصهيوني، إذ عجز جيش الاحتلال والاستخبارات عن التوصل إليه أو استعادته طوال أكثر من عقد. كما أن له صلة قرابة بوزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، ما أضفى بعداً سياسياً إضافياً على قضيته، وتم اعتبار استعادته أولوية وطنية للكيان المجرم، خاصة أنه الأسير الصهيوني الوحيد المتبقي من حرب 2014.
*القسام: لا استسلام
وفي سياق آخر، أكدت كتائب القسام أن الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة عن الاشتباكات التي وقعت في رفح، إذ يخوض عناصر القسام مواجهات دفاعية داخل مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال.
وشددت الكتائب على أنه “لا يوجد في قاموسها مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو”، في إشارة إلى استمرار المقاومة ورفض الرضوخ للضغوط العسكرية.
ودعت كتائب القسام الوسطاء الدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل على إيجاد حلول تضمن استمرار وقف إطلاق النار، مطالبة بمنع الاحتلال من استغلال ذرائع واهية لخرق التهدئة واستهداف المدنيين الأبرياء في غزة.
وأوضحت الكتائب أن عملية استخراج جثث الجنود جرت خلال المرحلة السابقة في ظروف معقدة وصعبة للغاية، مشددة على التزامها الكامل ببنود الاتفاق رغم تلك الصعوبات.
وأضاف البيان أنه “ما زال استخراج بقية الجثث يتطلب توفير فرق عمل ومعدات فنية إضافية”، ما يستدعي مساعدة الجهات الوسيطة لضمان تنفيذ بنود الصفقة بشكل كامل.
*جيش الاحتلال يواصل خرق الاتفاق
في غضون ذلك واصل جيش الاحتلال الصهيوني خرق اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام صباح الأحد عن استشهاد مواطن جراء استهداف مسيَّرة معادية عدداً من الفلسطينيين في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وسبق ذلك، استشهاد مواطن برصاص الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط القطاع. وقد واصلت قوات الاحتلال نسف المبانٍ السكنية في رفح وخَلفَ ما يسمى الخط الاصفر .
وزارة الصحة في غزة اشارت الى أن اعتداءات الاحتلال أسفرت خلال 72 ساعة عن استشهاد 10 فلسطينيين و اصابة 6 آخرين، ليصل الرقم الاجمالي الى 241 شهيداً و614 جريحاً منذ التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار في الحادي عشر من الشهر الماضي.
*استشهاد شاب في طوباس بالضفة
إلى ذلك استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الصهيوني الحي، خلال اقتحامها مخيم الفارعة، جنوب طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأنّ حالة المصاب عبد الرحمن أحمد عباس دراوشة (26 عاماً) وُصفت بالحرجة، قبل أن تعلن لاحقاً عن استشهاده.
وشنّت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت عدة بلدات وقرى في مدن الضفة الغربية، إذ اقتحمت قريتي رنتيس وعابود وبلدة المزرعة الغربية شمال غرب رام الله.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، حي جبل الطويل في البيرة، وداهمت عدداً من المنازل، واستولت على تسجيلات كاميرات، من دون أن يبلّغ عن اعتقالات.
وفي قلقيلية أيضاً، داهمت قوات الاحتلال بلدة كفر قدوم، واقتحمت منازل عدد من الأسرى المحرّرين والمبعدين ضمن صفقة “طوفان الأحرار” الأخيرة.
*قوات الاحتلال تخلي بالقوة منازل بالقدس
بموازاة ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح الأحد، حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وشرعت بتنفيذ قرارات إخلاء قسرية بحق منازل تعود لعائلتي الشويكي وعودة، لصالح جمعيات استيطانية.
وقالت محافظة القدس في بيان إن قوات الاحتلال أغلقت الطريق المؤدي إلى الحي من جهة شارع البستان، وانتشرت بكثافة في المنطقة، تمهيدا لتنفيذ قرار الإخلاء.
كما أُحضرت قوات العدو شاحنات إلى المكان لإفراغ محتويات المنازل وتسليمها للمستوطنين بعد إخراج سكانها بالقوة.
وأكدت محافظة القدس أن هذه القرارات تشكل جزءا من سياسة ممنهجة للتهجير القسري “تسعى من خلالها الجمعيات الاستيطانية، بدعم حكومي، للسيطرة على منازل المقدسيين وتوسيع البؤر الاستيطانية بمحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى”.