أخطاء تربوية تعوق نمو الأطفال

غالباً ما يتجاهل الآباء سلوك أطفالهم، معتبرين ذلك أمراً طبيعياً بالنسبة لعمرهم. وفي المقابل فإن سلوك الطفل يعتمد على رعاية والديه فتعد نوبات الغضب مرحلة طبيعية لدى جميع الأطفال وإذا لم تُعالج بشكل صحيح، فقد تؤدي إلى إصابة الطفل بالعديد من المشاكل السلوكية الخطيرة في مراحل لاحقة من الحياة.

ترغب كل أم في أن ينمو طفلها بطريقة سليمة بما يتناسب مع عمره وفي المقابل، هناك العديد من الأخطاء التربوية التي يرتكبها الآباء والتي قد تعوق نمو أطفالهم إلا أنه يجب الأنتباه إلى أن نمو الأطفال قد يختلف من عمر لآخر، وقد يشهد الأطفال نمواً سريعاً ومتزايداً و يتطلب هذا النمو تحفيزاً مناسباً من بيئتهم، فإذا حصل الأطفال على التحفيز والتغذية والرعاية الكافية، فسينموون بشكل طبيعي وفقاً لمرحلتهم العمرية، هناك العديد من الأخطاء التربية التي قد تؤثر على نمو طفلك.

 

تجاهل سلوكيات الطفل

 

غالباً ما يتجاهل الآباء سلوك أطفالهم، معتبرين ذلك أمراً طبيعياً بالنسبة لعمرهم. وفي المقابل فإن سلوك الطفل يعتمد على رعاية والديه فتعد نوبات الغضب مرحلة طبيعية لدى جميع الأطفال وإذا لم تُعالج بشكل صحيح، فقد تؤدي إلى إصابة الطفل بالعديد من المشاكل السلوكية الخطيرة في مراحل لاحقة من الحياة.

 

لذا حاولي ألا تستهيني بسلوك طفلكِ، لأن أي سلوك للطفل، إذا لم يُعالجه الوالدان بشكل صحيح، قد يؤدي إلى إصابة طفلك بالعديد من الاضطرابات السلوكية في مراحل لاحقة من حياته.

 

تصرفات مؤذية تصدر من الأمهات وتؤدي إلى تدمير شخصية الطفل.

 

المبالغة في تقدير المشاكل: قد يُغفل الآباء الذين يُقللون من شأن مشاكل أطفالهم معلومات مهمة دون قصد. على سبيل المثال، قد يُعاني الطفل من الاكتئاب أو التنمر.

 

من ناحية أخرى، عادةً ما تنبع المبالغة في تقدير المشاكل من مشاعر القلق التي تدفع الآباء إلى تقييد أطفالهم. عندما يُقلل الآباء من شأن المشاكل، فإنهم يُضعفون مشاعر أطفالهم ويُعلمونهم دون قصد تجنبها.

 

وضع توقعات غير واقعية: يُحمّل الآباء الذين يُبالغون في تقدير توقعاتهم أطفالهم عبئاً ثقيلاً. نتيجةً لذلك، يعتادون على إرضاء الآخرين، والتضحية بأنفسهم من أجل سعادة الآخرين.

 

غالباً ما يكبر الأطفال ذوو التوقعات غير الواقعية وهم تعساء لأنهم يسعون دائماً لتلبية توقعات آبائهم وقد يزيد هذا من فرص إصابة الأطفال بأعراض الاكتئاب، لذا على الآباء والأمهات إدراك حدود قدرة أطفالهم على فهم الواقع، وخاصةً ما إذا كانت توقعات آبائهم تتماشى مع اهتمامات أطفالهم، فمن المهم أن نتذكر أن كل طفل لديه إمكاناته الخاصة وبإمكانه التطور بشكل جيد دون إجبار، ولكن بدعم من إمكانياته الخاصة.

 

حماية الأطفال من الفشل والمخاطر: من المؤكد أن كل أم تأمل ألا يواجه طفلها صعوبات في التغلب على مشاكله الخاصة لكن إذا كانت هذه الحماية مفرطة، فلن يتعلم الأطفال مواجهة التحديات. فإن السماح لهم بحل المشكلات الصغيرة بأنفسهم، كإنجاز واجباتهم المدرسية، يُساعدهم على إدراك قدرتهم على تجاوز العقبات، لذا يجب تعليم الأطفال مهارات حل المشكلات حتى يتمكنوا من التغلب على العقبات التي تواجههم.

 

الأطفال المُفرطون في التدليل: الإفراط في تدليل الأطفال بشراء كل ما يرغبون فيه قد يدفعهم إلى الاعتقاد بأن الأشياء المادية تعد ضرورية لسعادتهم فقد يصبح الأطفال أقل تقديراً ويصبحون مستهلكين في وقت لاحق من حياتهم، لأنهم يشترون الأشياء بناءً على الرغبة لا الحاجة.

 

على الجانب الآخر كسر القواعد أو التراخي فيها قد يجعل الآباء غير مُلتزمين ويُظهر ضعفاً في القيادة، وقد يؤدي هذا السلوك المُخالف إلى نمو الأطفال ليصبحوا بالغين ذوي شعور ضعيف بالهوية علاوة على ذلك، سيفقد الأطفال في النهاية ثقتهم بوالديهم لأن والديهم يكسرون هذه القواعد باستمرار.

 

صعوبات تعلم الطفل: ما هو سهل علينا ليس بالضرورة سهلاً على الطفل. لذا تذكري أن الأطفال ما زالوا في طور تعلم التغلب على الصعوبات التي يواجهونها فإن الاستخفاف بالصعوبات التي تواجه الطفل والتقليل من صعوباتها، قد يجعل الطفل يشعر بعدم التقدير وسوء الفهم.

 

على الجانب الآخر كثيراً ما يتنافس الآباء على لقب الوالد المفضل لأطفالهم، ويعد هذا هو أساس المشكلة، فعندما يتفوق أحد الوالدين باستمرار على الآخر، فإن ذلك يُلحق الضرر بنفسية الطفل ويؤثر سلباً عليه.

 

ربما تودين التعرف إلى ما هي نتائج عقاب الطفل بالحرمان من احتياجاته اليومية؟

 

اللعب بالأجهزة الإلكترونية: في الوقت الحاضر، يسمح العديد من الآباء لأطفالهم باللعب بالأجهزة الإلكترونية للحفاظ على هدوئهم. إلا أن الإفراط في استخدامها قد يُسبب آثاراً صحية سلبية، بما في ذلك السمنة والأرق.

 

لمعالجة هذه المشكلة، عليك الحد من استخدام طفلك للأجهزة الإلكترونية. كما ينصح باختيار محتوى إيجابي يناسب عمر طفلك الصغير. ولا تنسَي مراقبة طفلك دائماً عند استخدامه للأجهزة الإلكترونية.

 

تقديم الوجبات السريعة: بالنسبة لبعض الآباء، تُعدّ الوجبات السريعة خياراً سهلاً للطفل. في المقابل، فإنه من المهم تذكّر أن هذه الأطعمة لا تُوفّر عادةً قيمة غذائية كافية لتلبية احتياجات طفلك الغذائية اليومية.

 

علاوة على ذلك، قد يؤدي الإفراط في تناول الوجبات السريعة إلى إصابة الأطفال بالسمنة. ومع مرور الوقت، قد يزيد هذا من خطر إصابة الطفل بأمراض مختلفة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وحتى أمراض القلب.

 

بدلاً من ذلك، يمكنكِ إعداد وجبات منزلية أو دمج الوجبات السريعة مع خيارات صحية، مثل السلطات. مع ذلك، تذكّري الحدّ من الكمية المُستهلكة.

 

أداء الواجبات المدرسية: إذا كنتِ تُنجزين جميع واجبات طفلكِ المدرسية بانتظام، فلن يتعلم الاستقلالية. ففي النهاية، لن تكوني معه دائماً.

 

امنحي طفلك الثقة أحياناً ليفعل ما يستطيع فعله بنفسه. على سبيل المثال، ترتيب سريره أو وضع الأطباق في الحوض بعد الأكل. بهذه الطريقة، يمكنكِ توفير وقت لأنشطة أخرى، وسيتعلم طفلك الصغير الاستقلالية.

 

مدح الأطفال كثيراً: يُعدّ مدح الأطفال أمراً بالغ الأهمية لتعزيز دافعيتهم وثقتهم بأنفسهم. وفي المقابل، لا يُنصح بالإفراط في المديح، خاصةً إذا لم يكن متناسباً مع إنجازاتهم أو قدراتهم.

 

على سبيل المثال، إذا كنتِ تمدحين طفلك لأنه يلعب كرة القدم أو لعبة محددة، على الرغم من أنه لا يشعر بأنه جيد فيها بشكل خاص، فإن الحل هو أن مدحه بصدق، وفقاً لقدراته، ومن دون مبالغة.

 

التساهل أو القسوة في تأديب الأطفال: يُظهر الآباء حبهم لأطفالهم بطرق مختلفة؛ فبعضهم يُفرط في التدليل، بينما يُفرط آخرون في حمايتهم. في المقابل، فإن الإفراط في تدليل طفلك الصغير سيؤدي به إلى جعله مدللاً يفتقر إلى الاستقلالية.

 

من ناحية أخرى، إذا قمتِ بتربية طفلك بطريقة قاسية أو وقائية للغاية، فقد يصبح شخصاً هادئاً، وحتى غير قادر على التفاعل الاجتماعي واتخاذ القرارات والحل من خلال منح الأطفال حرية التصرف، ولكن لا تزال هناك حدود وعواقب ثابتة.

 

في النهاية إذا كنتِ تواجهين صعوبةً في التعامل مع طفلك الصغير أو تعليمه، فلا تترددي في استشارة طبيب نفسي متخصص في نمو الطفل وعلم النفس للحصول على توصيات بشأن أسلوب التربية المناسب.

 

 

 

المصدر: وكالات