إحتفت مؤسسات ثقافية وأكاديمية في طهران يوم الأحد 9 نوفمبر، بإرث الشاعر والمفكر الباكستاني محمد إقبال لاهوري، من خلال ندوة أكاديمية وأمسية شعرية، جسّدتا عمق العلاقة الروحية والفكرية بين إيران وإقبال، الذي رأى فيها «أرض الشعر والحلم»، واعتبر بقاءها التاريخي من تجليات العناية الإلهية.
الندوة التي نظّمتها كلية اللغات بجامعة طهران بعنوان «إقبال وإيران»، شهدت حضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية، بينهم نائب السفارة الباكستانية، وأساتذة من جامعة البنجاب. وأشار رئيس الكلية جانالله كريمي إلى أن إقبال تجاوز حدود الجغرافيا واللغة، وصاغ جسراً فكرياً بين الشرق والغرب، مستلهماً من التراث الإسلامي والأدب الفارسي. كما تناول الباحث زاهد منير عامر نظرة إقبال للإنسانية، ورفضه التمييز العرقي، مؤكداً أن إقبال اعتبر استمرار إيران في التاريخ نعمة إلهية، لما تحمله من إرث ثقافي وفني فريد.
أما الأمسية الشعرية التي أُقيمت في “حوزه هنري”، فجمعت شعراء من إيران، باكستان، أفغانستان وطاجيكستان، بحضور السفير الباكستاني محمد مدثر تيبو، الذي وصف إيران بأنها بيته الثاني، وأعلن أن عام 2027 سيكون عام إقبال، داعياً إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
من جهته شدد زاهد منير عامر، الباحث في فكر إقبال، على أن الأخير اعتبر بقاء إيران واستمرارها التاريخي من تجليات العناية الإلهية، مؤكداً أن إقبال لم يرَ في إيران مجرد وطن، بل مركزاً حضارياً وروحياً.
وشدد ميلاد عرفانبور، مدير مركز الإبداع الأدبي، على أن فكر إقبال يتجاوز الشعر، ويشكل دعوة للحوار الحضاري في العالم الإسلامي. كما ألقى عدد من الشعراء قصائد بلغات متعددة، عبّرت عن وحدة الشعوب الإسلامية في ظل فكر إقبال.
الفعالية اختُتمت بإزاحة الستار عن لوحة كرسي دراسات باكستان واللغة الأردية بجامعة طهران، في خطوة تعكس اهتمام إيران بتعميق الروابط الثقافية مع باكستان. وقد أكد المشاركون أن إقبال لاهوري لا يزال حياً في وجدان الأمة، وأن رسالته في الحرية والكرامة والعدالة تظل حاجة ملحّة في زمن التحديات.
