موناسادات خواسته
أُعلن عن إنطلاق الدورة السابعة لمهرجان الموسيقى والأناشيد تحت عنوان «آواي عشق»، والذي يُقام هذا العام برؤية جديدة تركز على الطابع الشعبي والسرد الفني. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في جامعة الثورة الإسلامية، بحضور رئيس منظمة تعبئة الفنانين آرش زينال خيري، وأمين المهرجان للموسيقى رضا مهدوي، وأمين المهرجان للشعر مصطفى محدثي خراساني. وقد تقرر أن يُقام المهرجان سنوياً بدلاً من كل عامين، بهدف تعزيز الحراك الثقافي المستمر، مع التركيز على المحافظات كمصدر أساسي للإبداع الفني. كما أُعلن أن المهرجان سيُسلّط الضوء على موضوعات مثل الحرب الصهيونية المفروضة، وذكرى مرور 1500 عام على ولادة النبي محمد(ص)، ضمن سبعة محاور رئيسية. وبمناسبة هذا الحدث، نقدّم نبذة قصيرة عن المؤتمر الصحفي، ويليه نص الحوار الذي أجريناه مع الأستاذ رضا مهدوي، أمين مهرجان الموسيقى والأناشيد لتعبئة الفنانين.
تأكيد على الطابع الشعبي للموسيقى

عُقد المؤتمر الصحفي وإزاحة الستار عن ملصق مهرجانات الشعر والموسيقى والمسرح للتعبئة يوم الأحد 9 نوفمبر في جامعة الثورة الإسلامية وأكّد رضا مهدوي، أمين الدورة السابعة لمهرجان الموسيقى والأناشيد التابع لتعبئة الفنانين تحت عنوان «آواي عشق» أي «نداء العشق»، على الطابع الشعبي لهذا الحدث، مشيراً إلى أن إعادة روح السرد والارتباط بالجمهور إلى ساحة الموسيقى الثورية كانت من أولويات هذه الدورة، مع الحرص على تسريع وتيرة الاختيار والتحكيم.
وبيّن أن أكثر من 8 آلاف شخص شاركوا في الدورة السابقة، رغم أنها استمرت يومين فقط، مقارنة بـ1250 مشاركاً فقط في مهرجان فجر الدولي للموسيقى في إحدى دوراته، رغم امتداده الزمني وتعدد قاعاته.
وختم مهدوي بالقول إن هذا الإقبال الواسع يعكس الارتباط العميق بين الناس والموسيقى الثورية، معرباً عن أمله في أن تستمر هذه الحركة الشعبية بقوة أكبر بدعم من منظمة تعبئة الفنانين.
من جهته أعلن زينال خيري أن مهرجان الموسيقى، الذي كان يُنظّم كل عامين، سيُقام سنوياً بدعم من اللواء غلامرضا سليماني، رئيس منظمة التعبئة ، كما هو الحال مع مهرجاني الفيلم والمسرح منذ عامين. وأكد أن المجال الثقافي لا يحتمل التوقف، وأن أي انقطاع يؤدي إلى ركود في الحركة الثقافية، لذا تسعى المنظمة إلى استمرارية المهرجانات بشكل منسجم.
وأشار إلى أن الأولوية في إقامة المهرجانات تُمنح للمحافظات، حيث يجب أن تنطلق الحركة الثقافية من قلب المدن والأقاليم، ثم تتبلور على المستوى الوطني، سواء في المدن الحدودية أو العاصمة أو مناطق مختارة.
من جانبه، أوضح محدثي خراساني أن مهرجان شعر التعبئة انطلق منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية، ويستمر بقوة حتى يومنا هذا، مؤكداً أن التعبئة تمثل أوسع طيف اجتماعي، تضم مختلف الأذواق والشرائح، والشعر ليس استثناءً من هذا التنوع. وفيما يلي نص الحوار مع الأستاذ “رضا مهدوي” أمين مهرجان الموسيقى والنشيد لتعبئة الفنانين:
تأثير الأناشيد والموسيقى في الإنسان

في البداية، سألنا الأستاذ “رضا مهدوي” عن رأيه حول تأثير الأناشيد والموسيقى، فأجاب قائلاً: النشيد في المقام الأول، والموسيقى الحماسية في المرتبة التالية، يعززان التركيز وحس الإيثار وحب الوطن لدى الإنسان. فبدون النشيد والموسيقى، قد تصبح الحياة صعبة، ومن الناحية النفسية والروحية، يصعب الحفاظ على التوازن والصحة في نمط الحياة. بشكل عام، فإن اللحن، والترنيم، والنشيد، والإيقاع، والوزن، والتناغم، تساهم في تحقيق التوازن السلوكي لدى الإنسان.
وأكد مهدوي أن النشيد، رغم بساطته الظاهرية، يحمل تعقيداً فنياً خاصاً، ولا يمكن لأي ملحن أو موسيقي أن يبدعه. واستشهد بأعمال خالدة مثل أناشيد الأستاذ حميد شاهنغيان وأنشودة «ننك به نيرنك تو أمريكا» أي «العار عليكِ يا أمريكا» لأسفنديار قرهباغي، التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الشعب.
رؤية مهرجان هذا العام وموعده
أما عن رؤية مهرجان هذا العام وموعده وميزته عن الدورات السابقة قال مهدوي: تُختتم المرحلة المحلية في شهر نوفمبر الحالي، وتبدأ المرحلة الوطنية الأولى في شهر ديسمبر المقبل، حيث تقوم لجنة الاختيار بمراجعة الأعمال المنتخبة من المحافظات تمهيداً للتحكيم والوصول إلى المرحلة النهائية في الحفل الختامي للمهرجان.
التوجه الأساسي للمهرجان الوطني هذا العام هو إحياء الأناشيد والموسيقى الحماسية والوطنية التي ظهرت في بدايات الثورة الإسلامية وخلال سنوات الحرب المفروضة الثماني، وخاصة ما أُنتج في عقد الثمانينات، لأن الأسس الفنية اليوم باتت مضطربة، وتُطلق تسمية «نشيد» على أنواع موسيقية لا تنتمي لهذا الفن.
من ميزات هذه الدورة التركيز على موضوع الحرب الصهيونية المفروضة ذات الـ12 يوماً بأسلوب سردي، وكذلك الاحتفاء بمرور 1500 عام على ولادة النبي الأعظم(ص). وقد أعلنّا في الدعوة سبعة محاور رئيسية تتيح إنتاج الأعمال وتنفيذها لجميع الفئات العمرية والاتجاهات الموسيقية.
المهرجان يركّز هذا العام على السرد في الأعمال المشاركة، بحيث لا تقتصر المشاركات على أداء مقطوعات موسيقية، بل تسرد قصة أو تجربة معيشة، مثل أن يعرض عازف من خراسان قصة «الحرب الصهيونية المفروضة» من خلال آلة الدوتار بأسلوب نقال أو عرض موسيقي مسرحي، ما يضفي تنوعاً وجاذبية على المهرجان.
غزة والحرب الصهيونية المفروضة في الأعمال المشاركة
وفيما يتعلق بالأعمال المشاركة بالمهرجان وموضوعها وهل تتطرق الى غزة، قال الأستاذ مهدوي: نعم، هذا الموضوع يُعد من المحاور الأساسية، ويُتناول ضمن أقسام: الأكابيلا (أداء بدون آلات)، النشيد الجماعي، الأنشودة المنفردة (أوركسترالية، بوب، مزيجة، كلاسيكية، تقليدية ومحلية)، والسرد الموسيقي على المسرح باستخدام الآلات.
شروط بقاء النشيد والموسيقى في الذاكرة
وحول الميزات التي يجب أن تتوفر في النشيد أو الموسيقى ليكون لها أثر دائم، قال أستاذ السنطور الإيراني: يجب أن يكون مؤلفو الكلمات والموسيقى مؤمنين وملتزمين بالقضية المطروحة، وأن يمتلكوا الموهبة والمعرفة والخبرة اللازمة لإنتاج مثل هذه الأعمال. كما ينبغي أن يتمتع المنشد أو المجموعة الصوتية بصوت مناسب وعذب، وأن يُقدَّم العمل ضمن قالب وشكل صحيح للنشيد كما هو.
تقديم نماذج وأسس في مختلف أنواع الموسيقى
وأخيراً قال الأستاذ مهدوي: نسعى في هذا المهرجان، كما في السابق، إلى تقديم نماذج وأسس في مختلف أنواع الموسيقى، خاصة النشيد الجماعي، بمشاركة المجلس الأعلى للسياسات الثقافية ولجنة تحكيم مرموقة، جميعهم يعملون بلا توقف في الجمعية المركزية لموسيقى التعبئة من أجل رفع جودة الفرق على مستوى البلاد.
والجدير بالذكر أن تعبئة الفنانين هي المؤسس والمبادر لهذه المهرجانات، التي نشهد منها اليوم العديد على مدار العام. وبفضل النجاح الكبير للدورة السادسة التي أُقيمت في محافظة همدان، وجّه رئيس منظمة تعبئة الفنانين هذا العام بأن يُقام المهرجان سنوياً بدلاً من كل سنتين.