تكريم  الشعراء وإزاحة الستار عن كتابين شعريين بالفارسية والعربية

أصفهان تحتفي بالشعر الديني في ختام مؤتمر «نبي الرحمة» الدولي

الوفاق: أقيم المهرجان بمناسبة مرور ألف وخمسمئة عام على ميلاد النبي الأكرم(ص)، ليؤكد مكانة الشعر كجسر حضاري يربط بين الشعوب، ويبرز دور أصفهان التاريخي كمنصة للتقارب الثقافي والفني.

إختتمت مدينة أصفهان فعاليات مؤتمر «نبي الرحمة» الدولي للشعر في أجواء احتفالية جمعت نخبة من الأدباء والمفكرين من مختلف الدول الإسلامية. جاء المهرجان بمناسبة مرور ألف وخمسمئة عام على ميلاد النبي الأكرم(ص)، ليؤكد مكانة الشعر كجسر حضاري يربط بين الشعوب، ويبرز دور أصفهان التاريخي كمنصة للتقارب الثقافي والفني. وتخلل المؤتمر كلمات المشاركين وإزاحة الستار عن مجموعتين شعريتين باللغتين الفارسية والعربية، وكان الحفل الختامي رسالة أدبية عالمية تحتفي بالرحمة والإنسانية، وتواجه في الوقت نفسه تحديات الإسلاموفوبيا والهجمات الثقافية المعاصرة.

 

مهرجان نبي الرحمة يجمع شعراء العالم الإسلامي

 

اختُتم يوم الإثنين 10 نوفمبر الجاري مؤتمر «نبي الرحمة» الدولي للشعر، في جامعة آزاد الإسلامية فرع خوراسغان بمدينة أصفهان، وكان ذلك بحضور عدد من الشخصيات الثقافية البارزة، من بينهم حجة الإسلام محمدمهدي إيماني ‌بور، رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، ومهدي جمالي‌ نجاد، محافظ أصفهان، وغلامعلي حداد عادل، رئيس أكاديمية اللغة والأدب الفارسي، إلى جانب مجموعة من الشعراء من إيران والكويت وقطر والإمارات واليمن والعراق وباكستان وأفغانستان والهند.

 

يُعد المهرجان مناسبة أدبية دولية تهدف إلى نشر رسالة الرحمة والإنسانية للنبي محمد(ص) من خلال لغة الشعر والفن، وقد شارك فيه شعراء ومفكّرون من مختلف الدول، ضمن فعاليات ثقافية تعزز الحوار والتقارب بين الشعوب عبر الأدب الإسلامي، وكان الهدف من إقامة هذا المهرجان هو نشر وتعزيز المحتوى الثقافي والفني في إطار تكريم مقام النبي الأكرم(ص). وقد أُطلق هذا الحدث بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتمد في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي (OIC)، ليصبح رمزاً للتقارب بين شعراء وأدباء العالم الإسلامي.

 

 مواجهة الإسلاموفوبيا مسؤولية حضارية وثقافية

 

في حفل اختتام المهرجان، أشار حجة الإسلام محمدمهدي إيماني‌بور، إلى الهجمات الثقافية والإعلامية ضد الإسلام قائلاً: نحن نعيش في زمن تتعرض فيه العقيدة الإسلامية لأكبر حملات دعائية وثقافية، حيث أصبح تيار الإسلاموفوبيا مشروعاً منظّماً في أجندة الأعداء. وأشار إلى حادثة حرق القرآن في أمستردام قائلاً: عندما يتعرض تيار ما لهجوم بهذا الحجم، فهذا دليل على أنه يزداد قوة، لأن التيارات غير المؤثرة لا تحتاج إلى عداوة أو إثارة الخوف. واليوم يسعى الأعداء، بذريعة قضايا جيوسياسية ونووية، إلى منع تشكّل نظام جديد في المنطقة والحفاظ على هيمنتهم الفكرية والثقافية.

 

وأكد حجة الإسلام إيماني بور: في مثل هذه الظروف، فإن التعريف الصحيح بالإسلام والنبي الأكرم(ص) ليس مجرد واجب ثقافي، بل ضرورة حضارية، ويجب الاستفادة من جميع الطاقات الفنية والأدبية لتحقيق هذه الرسالة.

 

واعتبر حجة الإسلام إيماني‌بور الشعر من أكثر الأشكال الفنية تأثيراً في التعريف بشخصية وسيرة النبي الأعظم(ص)، وقال: بمناسبة مرور 1500 عام على ميلاد النبي محمد(ص)، جُمعت نحو 1500 قصيدة في مجموعتين باللغتين الفارسية والعربية، وقد أُزيح الستار عنهما في حفل الختام.

 

وختم حجة الإسلام إيماني‌بور كلمته بالقول: إن الإسلاموفوبيا والهجمات المتكررة ضد القرآن والنبي الأكرم(ص) تعكس أهمية وتأثير هذا التيار الإلهي في عالم اليوم. ومن واجبنا أن نقدّم صورة مشرقة عن نبي الرحمة على المستوى العالمي باستخدام الطاقات الثقافية والفنية والأدبية، لنكون حماة للتراث الإسلامي، وفي الوقت نفسه نقف بوجه الحرب الحضارية والثقافية التي يشنها الأعداء.

 

 الشعر الديني في إيران ذو تاريخ عالمي

 

من جهته قال علیرضا قزوة، عضو لجنة التحكيم في المهرجان والأمين العلمي لهذا المهرجان: إن الشعر الديني في إيران له تاريخ عالمي، وهذا المؤتمر يُعد جزءاً من الملف الديني للبلاد. وقد وصل إلى أمانة المؤتمر أكثر من 1500 عمل باللغتين الفارسية والعربية، وبعد عملية التحكيم تم اختيار 12 شخصاً كفائزين. الأعمال الفارسية جاءت في قالب الغزل والقصيدة، أما الأعمال العربية فكانت في معظمها على شكل قصيدة.

 

وأكد قزوة على اتساع نطاق الشعر المكتوب عن النبي الإسلام(ص)، وقال: إن حصيلة المؤتمر تضمنت ما يقارب 600 صفحة من الشعر الراقي، وكان لافتاً حضور وجوه جديدة بأعمال مبتكرة.

 

وأضاف قزوة: إن دعم المحسنين وجهود سفارة إيران في الكويت ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية كان له دور مهم في نجاح إقامة المهرجان.

 

وأشار إلى أن المحسنين يمكنهم بدلاً من الإنفاق الكبير على المراسم أن يستثمروا في مجال الثقافة والكتاب. هذا المهرجان مثال على نشاط ثقافي ناجح، ويمكن تطبيق نماذج مشابهة في مجالات أخرى مثل مناهضة الاستكبار.

 

وأضاف: نحاول أن تكون لنا برامج أيضاً في موضوعات مناهضة الاستكبار وفلسطين، وأن نضع هذا المهرجان في مسار إحداث تأثير ثقافي واجتماعي أوسع. وفي ختام هذا الحفل، أُزيح الستار عن كتابين شعريين بعنوان «نبي الرحمة» باللغتين الفارسية والعربية.

 

اتفاقية تعاون ثقافي بين أصفهان والدول الإسلامية

 

من جهة أخرى شهدت محافظة أصفهان توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، لتوسيع التعاون الثقافي والاجتماعي والاقتصادي مع الدول الإسلامية المجاورة. وأكد المحافظ مهدي جمالي نجاد أن الإرث الحضاري والمكانة العالمية لأصفهان يؤهلانها للعب دور محوري في تعزيز الدبلوماسية الثقافية الإيرانية.

 

الاتفاقية، التي وُقّعت بحضور الوفد الثقافي الكويتي برئاسة المحسن إبراهيم البغلي، تهدف إلى بناء علاقات شعبية وتفاعلات مستدامة بين الشعوب الإسلامية، وإبراز قدرات أصفهان على المستوى الدولي. كما شدد المشاركون، ومن بينهم غلامعلي حداد عادل وحجة الإسلام محمدمهدي إيماني بور، على أهمية تعزيز التعاون الثقافي المشترك.

 

الوفد الكويتي حضر أيضاً للمشاركة في الحفل الختامي لمؤتمر «نبي الرحمة» الدولي للشعر، حيث يُعد البغلي من مؤسسي جائزته.

 

المصدر: الوفاق