توتر عسكري ودبلوماسي متزايد تشهده منطقة الكاريبي يرافقه استياء وردود سياسية متصاعدة إزاء عمليات واشنطن العسكرية في المنطقة والتي أسفرت خلال شهرين تقريباً عن مقتل 76 شخصاً على الأقل في نحو 20 غارة جوية على سفن اشتبهت الولايات المتحدة في أنها تحمل مخدرات.
وزارة الحرب الأميركية البنتاغون أعلنت عن دخول حاملة الطائرات ‘يو إس إس جيرالد فورد’ نطاق عملياتها في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي قائلة إن الهدف من المهمة هو حماية الأمن الإقليمي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات. وتنضم أكبر حاملة طائرات في العالم إلى ثماني سفن حربية أميركية وغواصة نووية وطائرات ‘إف-35’ المتمركزة بالفعل في البحر الكاريبي.
فنزويلا في المقابل أعلنت تنفيذ انتشار عسكري ضخم في أنحاء البلاد رداً على ما وصفتها بالتهديدات الإمبريالية الأميركية وأجرت تدريبات عسكرية تشمل القوات البرية والبحرية والجوية والنهرية والصاروخية.
وقال وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو:”نقدم استجابة فعالة لجميع التهديدات لحماية حدود فنزويلا وسيادة شعبنا. القوات الأمريكية تعمل كمرتزقة للقتل في منطقة البحر الكاريبي”.
كولومبيا من جانبها قررت تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية والاتفاقيات بين قوات أمنها والوكالات الأميركية حتی توقف إدارة ترامب ضرباتها بمنطقة البحر الكاريبي. ووصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ضربات واشنطن للزوارق والتي أصابت مواطنين من فنزويلا والإكوادور وكولومبيا وترينيداد وتوباغو بأنها إعدامات خارج نطاق القانون معتبراً أن مكافحة المخدرات يجب أن تكون خاضعة لاحترام حقوق الإنسان لشعوب الكاريبي ومطالباً بفتح تحقيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب هذه الضربات.
فرنسا انتقدت الضربات الأمريكية في منطقة الكاريبي محذرة من خطر تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع في جنوب أونتاريو إن عمليات واشنطن العسكرية تشكل انتهاكا للقانون الدولي مشيراً الی تواجد وتأثر أكثر من مليون مواطن فرنسي في تلك المنطقة.
وكشفت مصادر لشبكة سي ان ان الأمريكية أن الحليف الآخر بريطانيا أوقفت التعاون الاستخباراتي مع واشنطن بشأن السفن في منطقة البحر الكاريبي لأنها لا ترغب في التواطؤ في الهجمات العسكرية التي تعتقد أنها تنتهك القانون الدولي.
وفيما انتقدت روسيا الضربات الأمريكية معتبرة أنها غير مقبولة وغير قانونية أوضحت كندا لواشنطن أنها لا تريد استخدام معلوماتها الاستخباراتية للمساعدة في استهداف القوارب بضربات قاتلة.