إزاحة الستار عن تقاريظ جديدة لقائد الثورة

«أوز» عاصمة الكتاب الإيراني.. أسبوع ثقافي يكرّس القراءة والهوية

الوفاق: صالحي: إن ما يجعل المدن الكبيرة والخالدة بارزة في التاريخ هو حضور الشعوب المحبّة للثقافة والقراءة، الذين يصنعون هوية واعتبار تلك المدينة.

افتتحت مدينة «أوز» بمحافظة فارس الدورة الثالثة والثلاثين لأسبوع الكتاب الإيراني بعد تتويجها بلقب «عاصمة الكتاب»، لتتحول إلى مركز وطني للفعاليات الثقافية التي تحتفي بالقراءة وتبرز دور الكتاب في صناعة هوية المدن الخالدة.

 

 

أُقيمت مراسم الإفتتاح يوم الجمعة 14 نوفمبر، وحضر هذه المراسم محسن جوادي، معاون وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الشؤون الثقافية، وإبراهيم حيدري، المدير العام لبيت الكتاب والأدب الإيراني وأمين أسبوع الكتاب، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين والإقليميين في مدينة أوز.

 

وبناءً على ذلك، ستستمر برامج أسبوع الكتاب من 15 حتى 21 نوفمبر في جميع أنحاء البلاد، مع تركيز خاص على مدينة أوز باعتبارها عاصمة الكتاب الإيراني.

 

 أوز تفوز بلقب «عاصمة الكتاب الإيراني»

 

شهدت مدينة أوز بمحافظة فارس حدثاً ثقافياً بارزاً، حيث نالت لقب «عاصمة الكتاب الإيراني» للعام الحالي، بعد منافسة مع عدد من المدن الأخرى بفضل أدائها المتميز وبرامجها المنظمة في نشر ثقافة القراءة. ويُمنح هذا اللقب سنوياً من قبل بيت الكتاب والأدب الإيراني بهدف تكريم المدن النشطة في مجال الكتاب، ويمهّد لإقامة برامج وطنية تتمحور حول الكتاب في المدينة المختارة.

 

جاء اختيار أوز نتيجة جهود واسعة بذلتها المؤسسات الشعبية والمكتبات والمشاركة الفاعلة من المواطنين في تعزيز الثقافة المكتوبة. وخلال مراسم الافتتاح، تم إزاحة الستار عن سبعة عناوين جديدة، فيما أكد إمام جمعة أوز الشيخ محمد زمان زماني أن الثورة الإسلامية قامت على الكتاب والقلم، مشيراً إلى أن الثورة الإيرانية كانت وما زالت ثورة ثقافية.

 

وأضاف: أنه رغم تأثير الفضاء الافتراضي في إبعاد الناس عن الكتاب، فإن جهوداً كبيرة بُذلت لجذب الشباب والناشئة نحو القراءة.

 

المراسم شهدت أيضاً زيارة معاون الوزير الثقافي محسن جوادي إلى قرية فیشور، المعروفة بـ«قرية محبة الكتاب»، وإلى مكتبة «أنديشه» التي تُعد من أقدم المكتبات العامة في جنوب فارس. هذه المكتبة لعبت دوراً محورياً في نشر الثقافة المكتوبة، وأُعيد بناؤها عام 1999 م، لتواكب احتياجات القرّاء، وتبقى حتى اليوم مركزاً مؤثراً في الحركة الثقافية للمدينة.تقع أوز على بُعد 340 كيلومتراً جنوب شيراز، ويُتوقع أن يسهم اختيارها عاصمةً للكتاب في تعزيز البنى التحتية الثقافية بالمناطق الأقل استفادة، وترسيخ مكانتها كنموذج ناجح في نشر ثقافة القراءة على مستوى إيران.

 

صالحي: القرّاء يصنعون هوية المدن الخالدة

 

أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي في رسالة إلى أهل مدينة أوز المحبّين للكتاب: إن ما يجعل المدن الكبيرة والخالدة بارزة في التاريخ هو حضور الشعوب المحبّة للثقافة والقراءة، الذين يصنعون هوية واعتبار تلك المدينة.

 

في مراسم افتتاح أسبوع الكتاب الإيراني في مدينة أوز، قُرئت رسالة وزير الثقافة إلى أهالي هذه المدينة من قبل محسن جوادي، معاون الوزير للشؤون الثقافية.صالحي في رسالته، معبّراً عن تقديره لأهالي أوز المحبّين للكتاب، وصف الكتاب بأنه انعكاس للفكر والمعرفة وسمو الإنسان. وأشار أيضاً إلى اختيار مدينة أوز عاصمةً للكتاب الإيراني في الدورة التاسعة للمهرجان، وأعرب عن أمله في أن يؤدّي تنفيذ البرامج الإبداعية والمشاركة الفاعلة في مجال نشر ثقافة القراءة إلى رسم أفق مشرق في مسار النمو الاجتماعي وارتقاء الثقافة الأصيلة الإيرانية الإسلامية.

 

وجاء في قسم من رسالة وزير الثقافة: «إن التقدّم الثقافي للمدن مدين بلا شك لجهود مواطنيها الأدباء والمخلصين الذين خطوا دائماً خطوات في سبيل الارتقاء بهذه المدينة، وللمسؤولين المجتهدين الذين يعتبرون الخدمة شرفاً عظيماً والمسؤولية واجباً مهماً على أنفسهم.».

 

عظمة إيران تُبنى بالكتاب

 

في مراسم الإفتتاح بمدينة أوز أكد مساعد وزير الثقافة في الشؤون الثقافية محسن جوادي، على أن عظمة إيران عبر التاريخ كانت دائماً من الكتاب والمعرفة. ووصف أوز بأنها رمز حب الثقافة والقراءة، مشيراً إلى أن شغف أهلها بالكتاب سيجعل اسمها خالداً في ذاكرة الثقافة الإيرانية.

 

كما أكّد جوادي على الدور البارز للخيّرين في دعم التنمية الثقافية بالمدينة، موضحاً أن جزءاً كبيراً من الأنشطة يتم عبر المؤسسات الشعبية، وهو ما يستحق التقدير. ودعا إلى إنتاج فيلم وثائقي دولي يعرّف العالم بالنموذج الثقافي لأوز باعتبارها مثالاً على حب الإيرانيين للكتاب والقراءة. كما أعرب عن أمله في استمرار ثقافة الإحسان والعطاء لتكون أوز نموذجاً يحتذى به في البلاد.

 

افتتاح الأسبوع جاء تحت شعار «لنقرأ من أجل إيران»، حيث أكد جوادي أن القراءة هي التي تحفظ لإيران خلودها ورفعتها. واستعرض التاريخ العلمي والأدبي المشرّف للبلاد، مشيراً إلى أن أبناء أوز وسائر المدن سيواصلون طريق كبار العلماء والأدباء مثل ابن سينا والفارابي والفردوسي وحافظ. وأضاف: إن المعارك كانت وسيلة للدفاع، لكن المجد الحقيقي لإيران يكمن في المعرفة والكتاب.وأكد أن لقب «عاصمة الكتاب» ليس شكلياً بل ثمرة جهد شعبي واسع، مشيراً إلى مبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي التي دعت الدول الأعضاء إلى إعداد برامج تكريم بمناسبة مرور 1500 عام على ولادة نبي الرحمة محمد(ص)، معتبراً المناسبة فرصة لوحدة العالم الإسلامي، يمكن لأوز أن تلعب فيها دوراً بنّاءً.

 

 إزاحة الستار عن تقاريظ جديدة لقائد الثورة

 

في أيام إستشهاد السيدة فاطمة الزهراء(س) وأسبوع الكتاب، ستقوم مؤسسة الثورة الإسلامية الثقافية البحثية، بهدف تقديم نماذج حقيقية وتوضيح دور النساء البطلات الإيرانيات، بنشر تقاريظ قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على ثلاثة كتب هي: «تب ناتمام» أي «الحمّى التي لم تنتهِ»، «خانوم ماه» أي «السيدة القمر»، و«هم سفر آتش وبرف» أي «رفيق النار والثلج».

 

هذا الحفل يُعقد في إطار الحفل الحادي والعشرين لتكريم أدب الجهاد والمقاومة، وذلك ضمن «حدث البطل الوطني» يوم الأربعاء 19 نوفمبر، في قاعة وحدت بطهران، وبالتزامن في 60 نقطة من البلاد.

 

«الحمّى التي لم تنتهِ»

 

يروي حياة السيدة شهلا منزوي، والدة الشهيد الجريح حسين دخانجي من مدينة قم المقدسة، التي قامت على مدى 17 عاماً برعاية ابنها الجريح بكل حب وصبر. الشهيد حسين دخانجي أُصيب في عملية بدر عام 1984 م، بشلل نصفي من الرقبة، واستشهد عام 2002 م، بسبب مضاعفات إصابته. مؤلفة الكتاب هي زهرا حسيني مهرآبادي، والناشر دار «حماسه ياران».

 

«السيدة القمر»

 

قصة حياة «خانم ناز علي‌نجاد»، عقيلة الشهيد شيرعلي سلطاني من شيراز. تُروى القصة في ثلاثة فصول منفصلة، وتتناول حياتها وخياراتها. الكاتبة ساجدة تقي‌زاده، والناشر دار «به‌نشر».

 

«رفيق النار والثلج»

 

رواية وثائقية ترويها السيدة فرحناز رسولي، عقيلة الشهيد سعيد قهاري، عن حياة هذا القائد الشهيد المليئة بالتحديات. الناشر دار «روايت فتح»، والمؤلف فرهاد خضري.

 

عرض سبعة أفلام أنيميشن مقتبسة من الكتب

 

من جهة أخرى، قام مركز التنمية الفكرية للأطفال والناشئة بنشر سبعة أفلام أنيميشن مقتبسة من الكتب الخالدة لهذا المركز بشكل خاص ومجاني لعامة الناس. هذا البرنامج السينمائي الخاص بدأ منذ أمس السبت ويستمر حتى نهاية يوم الجمعة القادم. يمكن للجمهور والمهتمين مشاهدة هذه المجموعة من الأفلام عبر البوابة السينمائية الخاصة بمركز التنمية الفكرية للأطفال والناشئة.

 

في هذا المشروع، تُعرض مجموعة من الأعمال المختارة من قسم السينما في مركز التنمية الفكرية للأطفال والناشئة، وتشمل الأنيميشنات التالية: «ماهیغیر وبهار» أي «الصياد والربيع» تأليف سيد حسن سلطاني، «سكي که مرض داشت» أي «الكلب الذي كان مريضاً»  إخراج بروين تجويد، «کشاورز وربات» أي «المزارع والروبوت»  إخراج عبد الله عليمراد، «وقتي كه بجه بودم» أي «عندما كنت طفلاً» و«قدم یازدهم» أي «الخطوة الحادية عشرة»  إخراج مريم كشكولي نيا، «نقاش وبرنده» أي «الرسام والطائر» تأليف سعيد ترخاني، «ننه كلاغه وروباهه» أي «الغراب العجوز والثعلب» إخراج محمد علي سليمان زاده.

 

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة