خلال المؤتمر الدولي للدراسات الايرانية تحت شعار «التواصل وحل المشكلات» ؛

وزير التراث الثقافي: الكثير من الغزاة هاجموا إيران، لكنهم ركعوا أمام ثقافتنا وروح التجديد هي منبع هويتنا

قال وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الإيراني لقد هاجم العديد من الغزاة إيران عبر التاريخ، لكنهم جميعا ركعوا وسقطوا أمام ثقافة هذه الأرض، مضيفا ان روح التجديد هي منبع الهوية الايرانية.

قال وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الإيراني لقد هاجم العديد من الغزاة إيران عبر التاريخ، لكنهم جميعا ركعوا وسقطوا أمام ثقافة هذه الأرض، مضيفا ان روح التجديد هي منبع الهوية الايرانية.

 

 

اشار رضا صالحي أميري، في كلمته خلال المؤتمر الدولي  المؤتمر للدراسات الايرانية، الذي انطلق يوم السبت 15 نوفمبر تحت شعار «التواصل وحل المشكلات» في منظمة الثقافة والاتصالات الإسلامية، الى أن «اللغة الفارسية تحتل مكانةً فريدة؛ فهي ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل رمزا داخليا لهوية الإيرانيين، تلك اللغة التي وحّدت عبر آلاف السنين الروايات، والأساطير، والحكمة، والشعر، والقيم، والتجارب التاريخية للشعب الإيراني».

 

وأضاف صالحي اميري: لقد كانت إيران على مر التاريخ، وخصوصا على امتداد طريق الحرير، مركزا للتواصل بين الثقافات؛ إذ استفادت من ثقافات متعددة، وأثّرت فيها بدورها، وهذه التبادلات الثقافية جعلت الهوية الإيرانية ديناميكية ومنتجة وعالمية.

 

 

وتابع قائلا: ضمن هذا التيار الحضاري العظيم، شكّل عظماء إيران ومفكروها من الفردوسي إلى سعدي، ومن حافظ إلى خيام، وابن سينا، وأبو الريحان البيروني، والرازي  أعمدة راسخة لاستمرارية الهوية الثقافية الإيرانية.

 

 

وأردف:في هذا السياق، فإن التصديق على ميثاق كوروش عالميا لدى منظمة اليونسكو، الذي حظي مؤخرا بموافقة دولية إجماعية، يثبت مجددا أن إرث العدالة، والتسامح، واحترام التنوّع، وحماية الكرامة الإنسانية، يكمن في جذور الثقافة الإيرانية، ولا يزال يشكل مصدر إلهام للعالم اليوم.

 

 

الهوية الإيرانية؛ استمرارية إبداعية عبر التاريخ

 

 

واكمل: ان سرّ بقاء إيران لا يكمن فقط في هذا الإرث، بل في قدرتها المستمرة على الإبداع والتجديد. فقد أعادت إيران بناء ذاتها مرارا عبر التاريخ، وإن روح التجديد هذه هي القوة الداخلية التي تحفظ استمرارية هويتنا.

 

 

وشدّد صالحي أميري على أن «ايران اكثر من مجرد جغرافيا، بل أنها أرض عريقة بالتاريخ والثقافة والحضارة والفن، واللغة وذاكرة جماعية،؛ إنها أرض الأسرار والألغاز وان الاستمرارية التاريخية والقدرة الدائمة على الإبداع من جديد، هما سرّ بقاء الهوية الإيرانية».

 

 

واعتبر تاريخ إيران بأنه «نموذجٌ استثنائي للمقاومة الثقافية»، وقال: لقد غزا ايران العديد من الغزاة، لكن ما بقي هو الثقافة والحضارة الإيرانية. فاللغة الفارسية هي الرمز الداخلي للهوية الايرانية، وهي التي ربطت بين الروايات، والأساطير، والحكمة، والشعر، والذاكرة التاريخية للأمة.

 

 

التنوّع في الوحدة؛ قاعدة استراتيجية للهوية الإيرانية

 

 

ووصف الوزير إيران بـظاهرة نادرة من التنوع ضمن الانسجام، وقال:إيران اليوم تحتضن تنوعا واسعا؛ الآذريون، والأكراد، والبلوش، والتركمان، والعرب، إضافة إلى آلاف اللهجات الحية، لكنهم جميعا يعيشون تحت المظلة الثقافية الإيرانية العريضة. هذا التنوع ليس تهديدا، بل مصدر قوة واستقرار للهوية الإيرانية.

 

 

الدراسات الإيرانية مشروع أنثروبولوجي ميداني

 

 

وشدّد صالحي أميري على ضرورة اعتماد منهج ميداني في الدراسات الإيرانية، وقال: ان هذه الدراسات مشروع ميداني، أنثروبولوجي، وسردي. فالرصد الميداني، وعلم الأعراق (الإثنوغرافيا)، والمعرفة التاريخية، وتحليل الروايات، هي شروط لا غنى عنها لفهم إيران.

 

 

وأضاف: تُعدّ إيران من بين الدول القلائل التي تحتضن جميع أنواع السياحة تقريبا، كما أن صناعاتها الحرفية اليدوية، التي تم تسجيل 299 حرفة منها رسميا، تحفظ النصّ الجمالي والذاكرة التاريخية لهذه الأرض.

 

 

ثلاثة التزامات رسمية من وزارة التراث الثقافي

 

 

وشرح صالحي امیري التزامات وزارته تجاه وحدة الدراسات الايرانية على المستوى العالمي، موضحا ان الحكومة الإيرانية تعتبر نفسها شريكا وداعما للباحثين في هذا المجال. مضيفا ان من أولويات الوزارة تعزيز التعاون العلمي مع مراكز ومؤسسات الدراسات الإيرانية، والجامعات، ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وتسهيل وصول الباحثين إلى المصادر العلمية، والمحفوظات، والمتاحف.

 

 

واكمل انه سيتم تفعيل البُعد الثقافي لهذه الشراكات من خلال الدبلوماسية الثقافية، والمعارض الدولية، والمشاريع المشتركة مع الدول الأخرى لتعزيز حضور التراث الإيراني عالميا.

 

 

كما أشار إلى أن «مسارات بحثية جديدة، ورحلات تخصصية، وبُنى تحتية لدراسات ميدانية في مختلف المحافظات، سيتم تصميمها وتوفيرها ليتمكن الباحثون من اكتساب فهم أعمق وأكثر مباشرة للحقائق الثقافية الإيرانية».

 

 

وفي ختام كلمته، قدّم الوزير الشكر لجميع الجهات المشاركة في تنظيم المؤتمر، ورحّب بالباحثين في الدراسات الايرانية قائلا: إيران ليست فقط موضوعا للبحث، بل هي ميدان للتأمل، والتجربة، والمعنى.

 

 

 

 

 

 

المصدر: ارنا