يلبّي الاحتياجات الخاصة لحقول الغاز البحرية

إنتاج توربين غازي متقدم بجهود شركة معرفية

الوفاق/ نجحت شركة إيرانية قائمة على المعرفة في تصميم وبناء توربين غازي جديد «IGT-27 F»، مما رفع القدرة الإنتاجية مع تقليل الوزن والمساحة المطلوبة في الوقت ذاته، ليوفر إمكانية الحفاظ على إنتاج المصافي وحقول النفط.

وفي مسار توطين التقنيات المتقدمة لصناعة النفط والغاز، تحول تصميم وإنتاج التوربينات الغازية عالية الكفاءة وذات المقاومة البيئية الخاصة إلى أحد التحديات الرئيسية. وقد تمكنت شركة قائمة على المعرفة، من خلال طرح التوربين الغازي الصناعي IGT 27 F، من تغطية احتياجات الحقول الغازية البحرية في ظروف مناخية قاسية في الخليج الفارسي فحسب، بل خطت خطوة كبيرة في تطوير التقنيات المحلية وتقليل الاعتماد على استيراد المعدات الحساسة.

 

ويقدم هذا التوربين أداءً مستقراً حتى في درجات الحرارة العالية، بفضل دمج الابتكار في تصميم نظام الاحتراق، وترقية الشفرات، واستخدام الطلاءات والسبائك المتقدمة المقاومة للتآكل، كما يحسن كفاءة استخدام المساحة والجدوى الاقتصادية للحقول الغازية بشكل ملحوظ من خلال تقليل مساحة التركيب ووزن الهيكل.

 

* جهود خبراء أفضل الجامعات لإنتاج التوربين

 

وقالت فریبا آذري كام، إحدى مدراء الشركة القائمة على المعرفة: يهدف عملنا الأساسي إلى امتلاك معرفة تصميم وإنتاج توربينات غازية وطنية، مستفيدين من خبرات وتجارب المهندسين الإيرانيين، وتخرَّج متخصصو شركة “توربوتك” من جامعات إيرانية مرموقة مثل جامعة شريف الصناعية، وجامعة أميركبير الصناعية، وجامعة طهران، وقد نجحوا في تحقيق خطوات كبيرة في مجال تصميم وبناء التوربينات الغازية.

 

وأضافت آذري كام بشأن منتج الشركة: صمَّمنا التوربين الغازي الصناعي IGT 27 F لتلبية الاحتياجات الخاصة لحقول الغاز البحرية، في ظروف مناخية قاسية بالخليج الفارسي. وتابعت: ركَّزنا في تصميم هذه الوحدة على عاملين أساسيين: تقليل البصمة المكانية بنسبة تصل إلى 30% لإدارة أفضل للمساحة ووزن الهياكل على المنصات الغازية، وزيادة القدرة الإنتاجية بمقدار 3 ميغاواط لتحسين الأداء في البيئات الصعبة؛ وبالنظر إلى الظروف المسببة للتآكل مع وجود الملح والرطوبة، اعتمدنا طلاءات وسبائك خاصة مقاومة للتآكل.

 

* الدور الرئيسي للتوربين

 

وأوضحت آذري كام: أن توربين IGT 27 F يؤدي دوراً حاسماً في حل مشكلة اختلال توازن الطاقة، وزيادة إنتاج المكثفات الغازية، ومنع تسرب الغاز من الخزان المشترك في حقل بارس الجنوبي، مضيفةً: نتوقع تركيب أكثر من 50 وحدة من هذا التوربين ضمن مشاريع تطوير حقل بارس الجنوبي. ويُمهد هذا المنتج – بفضل اعتماده على أحدث التقنيات العالمية والمعايير الدولية والتصميم المحلي – الطريق نحو الاكتفاء الذاتي الصناعي في مجال التوربينات الغازية، ويعزز أمن الطاقة الوطني خلال السنوات المقبلة.

 

* الحفاظ على إنتاج حقول النفط والمصافي

 

وأضافت آذري كام: بفضل توربين IGT 27 F، ارتفعت القدرة والكفاءة، وأصبح توسيع الصادرات وتعزيز المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية أمراً ممكناً، حيث يجمع هذا المنتج بين الأداء المثالي والمتانة العالية، ويساهم – عبر تقليص مساحة التركيب ووزن الهيكل، واستخدام الطلاءات والسبائك المقاومة – في استمرار إنتاج حقول النفط ومصافي بارس الجنوبي، مما يجعله عنصراً استراتيجياً في صناعة النفط والغاز الوطنية. وتابعت: يخفّض التوربين مساحة التركيب ووزن الهيكل بنسبة 30% مقارنة بالتصاميم السابقة، مما يتيح استغلالاً أفضل للمنصات البحرية. كما يدعم استمرار إنتاج مصافي بارس الجنوبي، ويضمن أمن الطاقة الوطني للسنوات المقبلة، ويفتح الطريق أمام تطوير التقنيات المحلية في قطاع النفط والغاز.

 

وقالت الخبيرة التقنية: أنتجنا حتى الآن نوعين من المحركات لشركة الغاز: الأول «آنشور» الذي يُركَّب على الساحل، والثاني «آفشور» الذي يُثبَّت في عرض البحر. وتم تركيب هذه التوربينات في محطات تجريبية وهي قيد الاختبار، وبعد التأكد من أدائها، سيتم تركيبها على عدد محدد من المنصات.

 

* توقُّعات بتوفير 100 مليون دولار

 

وقالت آذري كام: لو استوردنا هذه التوربينات من شركات أجنبية مثل سيمنس، لكانت تكلفة الوحدة الواحدة تتراوح بين 14 و15 مليون يورو. أما مع الإنتاج المحلي، فيُتوقَّع أن نحقق توفيراً في العملة الصعبة يصل إلى نحو 100 مليون دولار للبلاد. وبجانب تلبية الاحتياجات الداخلية، بات تصدير التوربين وقطع غياره ممكناً، وتجري حالياً مفاوضات للتصدير إلى أسواق مثل روسيا.

 

 

المصدر: الوفاق