ومع تفاقم هذه المعاناة، تواصل قوات الاحتلال منع إدخال مواد الإيواء من خيام وبيوت متنقلة، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد أفاد الدفاع المدني بتلقي نداءات استغاثة أطلقتها الأسر النازحة بعد أن تضررت خيامها وغمرتها مياه الأمطار، مؤكدا وقوع حالات غرق للخيام في كل مناطق القطاع، خصوصا في مدينة غزة والمنطقة الوسطى.
في الأثناء يواصل جيش العدو الصهيوني خروقاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث فجر قوات الاحتلال عدة مبان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي الضفة المحتلة، شن جيش الاحتلال الصهيوني السبت حملة اقتحامات في مناطق متفرقة اعتقل خلالها 15 فلسطينيا، عقب دهم منازل وتفتيشها وتحطيم محتويات بعضها.
سياسيا، نقلت صحيفة أمريكية عن مصدرين مطلعين قولهما إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يخطط لعقد لقاء مع القيادي في حركة حماس خليل الحية قريبا.
*غرق عشرات الخيام في مواصي خان يونس
في التفاصيل، أكّد جهاز الدفاع المدني في غزة، السبت، غرق عشرات الخيام التي تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، نتيجة الأمطار الغزيرة التي رافقت المنخفض الجوي الأخير.
ومع زخات المطر الأولى في قطاع غزة، تحولت خيام آلاف النازحين بفعل الحرب في القطاع إلى بركٍ من المياه والطين، الأمر الذي كشف المعاناة التي ستلحق بأهل غزة مع حلول الشتاء.
المديرية العامة للدفاع المدني في غزة أكدت أنها “تتلقى نداءات استغاثة من الأسر النازحة في مخيمات ومراكز الإيواء المنتشرة في مناطق عديدة في القطاع بعد تضرر خيامهم وغمرها بمياه الأمطار”.
وأوضحت المديرية العامة أن حالات غرق الخيام تركزت في مناطق النفق والدرج واليرموك والزيتون ومخيم الشاطئ في مدينة غزة .
وفي وسط القطاع، غمرت مياه الأمطار خيام النازحين في منطقة البركة والبصة بدير البلح، وفي محيط البنك الإسلامي على شارع صلاح الدين غربي مخيم البريج، وكذلك بعض مخيمات النازحين المقامة في محيط منطقة سوق النصيرات.
*مناشدات للمجتمع الدولي الإنساني
في السياق، ناشدت المديرية المجتمع الدولي الإنساني لا سيما الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى “الاهتمام بمعاناة نحو نصف مليون أسرة نزحت” بسبب العدوان “الصهيوني” والتي تقيم اليوم في مخيمات ومراكز إيواء “حيث تعاني ظروفًا إنسانية صعبة جدًا”، مطالبةً “بالإسراع في إدخال البيوت والكرفانات والخيام لهذه الأسر للمساعدة في الحد من معاناتهم في بداية موسم الشتاء”.
كشفت الأمطار التي هطلت مع أول منخفض جوي ماطر على الأراضي الفلسطينية، عورة الخيام المهترئة، وأغرقت ساكنيها من النازحين في مواصي خان يونس غرب المحافظة، جنوب قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وبات النازحون ليلتهم فيما يشبه العراء تحت تأثير البرد القارس بعد أن غرقت خيامهم وابتلت أغطيتهم وملابسهم ومقتنياتهم كافة، في مشهد يجسّد معاناتهم على مدار 3 فصول منذ بدء الحرب، بعد أن أجبروا قسرا على ترك منازلهم والنزوح إلى منطقة المواصي.
*حماس تدعو إلى التحرك العاجل
يأتي ذلك في وقت دعت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الضامنين لاتفاق وقف الحرب، والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرك العاجل لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة.
كما شددت على أن الوضع المأساوي في غزة يؤكد الحاجة الملحة والعاجلة للإغاثة والإيواء وسط استمرار مماطلات الاحتلال في السماح بدخول المساعدات والخيام والبيوت المتنقلة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي -في بيان- إنه مع دخول فصل الشتاء بقوة تتزايد معاناة المواطنين وتتفاقم المأساة الإنسانية لقرابة مليون ونصف إنسان من سكان غزة في الخيام.
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قد قال في وقت سابق إن آلاف الخيام التي تؤوي نازحين في القطاع غمرتها مياه الأمطار، وإن الوضع في القطاع كارثي.
وكشف أن القطاع يحتاج 450 ألف خيمة إن لم يكن أكثر لإيواء النازحين.
*العدو يواصل خروقاته
في سياق آخر، واصل جيش العدو الصهيوني خروقاته لوقف إطلاق النار في اليوم 35 من بدايته في قطاع غزة، حيث فجر العدو الصهيوني عدة مبان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
بالتزامن مع إطلاق النار، قصفت مدفعية الاحتلال شرق مدينة غزة، كما أطلقت الزوارق الحربية الصهيونية نيرانها بشكل كثيف شمال غرب رفح.
ومنذ وقف إطلاق النار، سجلت وزارة الصحة في غزة استشهاد 261 فلسطينيًا و 642 مصابًا في القطاع ، فيما جرى انتشال 533 جثمانًا لشهداء فلسطينيين.
وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني إلى 69187 شهيدًا و170703 إصابات منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
*الاحتلال يوسع حملة الدهم في الضفة
في غضون ذلك شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر السبت، حملة دهم واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات واعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت ما لا يقل عن 15 فلسطينياً خلال الحملة، شملت مدن نابلس وقلقيلية ورام الله، واستهدفت منازل عدد من الشبان والأسرى المحررين.
كما فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة في الخليل جنوب الضفة، تمهيدا لاحتفالات المستوطنين بما يسمى “عيد سبت سارة”، مما أدى إلى شل حركة نحو أربعة آلاف فلسطيني.
ونصب المستوطنون خياما في طرقات البلدة القديمة وساحة الحرم الإبراهيمي استعدادا لمبيت آلاف المستوطنين، فيما أغلقت قوات الاحتلال مداخل المنازل القريبة من الحرم وضيقت على تحركات السكان.
كما أغلقت الحرم الإبراهيمي بالكامل أمام المسلمين خلال الاحتفال وسط مخاوف فلسطينية من تكرار اعتداءات المستوطنين التي رافقت هذا الحدث في الأعوام الماضية مع تزايد تدفقهم منذ الصباح.