الأسد يرحّب بإنضمام طهران إلى الحوار بين دمشق وأنقرة

 أجرى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، يوم أمس، زيارة الى دمشق على رأس وفد سياسي رفيع المستوى، إلتقى خلالها بالرئيس بشار الأسد ونظيره السوري فيصل المقداد، كما تفقّد المناطق المتضرّرة بالزلزال في شمال سورية، مؤكدا وقوف ايران الى جانب الشعب السوري في جميع محنه.

في السياق، بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع أمير عبداللهيان والوفد المرافق له الملفات ذات الاهتمام المشترك، والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وانضمام إيران إلى الاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة.

ورحّب الرئيس الأسد بانضمام الجانب الإيراني إلى هذه الاجتماعات، مؤكداً أنه يجب أن يكون هنالك تحضير جيد لها يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة.

*الوقوف إلى جانب الشعب السوري

بدوره جدّد امير عبداللهيان حرص إيران على الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم سورية ووحدة وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن بلاده لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية وستدعم هذه المواقف في الاجتماعات الرباعية. واعتبر الرئيس الأسد أن زيارة الوزير الإيراني والوفد المرافق له إلى المناطق المنكوبة في اللاذقية هي استمرار لما تقوم به إيران في مساعدة الشعب السوري لتجاوز آثار كارثة الزلزال، وتؤكد عمق العلاقات التي تجمع بين الشعبين والبلدين الصديقين.

كما عبّر عبداللهيان عن ارتياح بلاده لمسار التقارب بين سورية والدول العربية لأن ذلك يصبّ في مصلحة الطرفين والمنطقة برمتها.

ضرورة الرفع الفوري لعقوبات الغرب

هذا وأكد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في لقاء مع نظيره السوري فيصل المقداد، في دمشق مساء الخميس على ضرورة الرفع الفوري للعقوبات الأحادية الجانب وغير القانونية التي تفرضها الدول الغربية على سوريا، وجدد وزير الخارجية الايراني في هذا الاجتماع، التضامن والتعاطف من جانب حكومة وشعب جمهورية إيران الإسلامية مع سوريا بسبب الزلزال الرهيب الأخير الذي ضرب هذا البلد.

ووصف الموقف السياسي لسوريا في المعادلات الإقليمية والعربية بأنه نتيجة مقاومة حكومة وشعب هذا البلد ضد الإرهابيين بالوكالة.

*استمرار إعتداءات الكيان الصهيوني

وقيم أمير عبداللهيان استمرار هجمات الكيان العنصري الصهيوني على البنية التحتية لسوريا ، في وقت تسعى فيه الحكومة السورية لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لمنكوبي الزلزال الأخير ، دليلا على عدوانية الكيان ومناهضته للانسانية وأدان العدوان بأشد لهجة. من جانبه، شكر وزير خارجية سوريا، الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها وتضامنها وتعاطفها مع سوريا حكومة وشعباً في الزلزال الأخير ، وأكد قائلا: نتبع نهج التعاون الصادق والصداقة بين البلدين. نحن نقدر جهود الجهاز الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية للنهوض بالأهداف والغايات والمصالح المشتركة للبلدين في المحافل الدولية.

*احترام سيادة وسلامة أراضي سوريا

وناقش وزيرا خارجية البلدين في هذا الاجتماع العلاقات الثنائية بمختلف أبعادها لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري. وكان من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في المستقبل القريب، والنقل الإقليمي والترانزيت والخدمات الفنية والهندسية، وتعزيز التجارة بين البلدين.

كما صرح امير عبداللهيان بان الوقت قد حان لانسحاب القوات الأجنبية المتواجدة بصورة غير شرعية من أراضي سوريا، واحترام وحدة أراضي هذا البلد، وقال: ان طهران تدعو جميع الأطراف إلى احترام سيادة وسلامة أراضي سوريا وأمنها واستقرارها. واكد: إن إيران وسوريا صديقان في الأوقات الصعبة، وقال: سنبقى الصديق في الايام الصعبة لسوريا.

*مواقف سورية وإيران متطابقة

في السياق، أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، أن التنسيق بين سورية وإيران متواصل على أعلى المستويات، ومواقفهما تجاه القضايا الدولية والتطورات في المنطقة والعالم متطابقة، وأنه لا يمكن عودة الأوضاع في المنطقة إلى طبيعتها وتحقيق الاستقرار فيها دون القضاء على الإرهاب وإنهاء الاحتلال الأجنبي.

وافادت “سانا” ان المقداد قال خلال مؤتمر صحفي الخميس، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق: إلتقى الوفد الضيف برئاسة الوزير عبد اللهيان مع السيد الرئيس بشار الأسد، وكان اللقاء مليئاً بعواطف المحبة والصدق التي تعبر عن متانة العلاقات التي تربط البلدين الصديقين، مبيناً أن الحديث لم يقتصر على بحث سبل مواجهة تداعيات الزلزال، بل تناول أيضاً التطورات الإقليمية والدولية ومواقف البلدين تجاهها.

*أولى الطائرات المحملة بمساعدات إغاثية

وأوضح المقداد أن إيران كانت من الدول الأولى التي ساهمت في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، ومنها وصلت أولى الطائرات المحملة بمساعدات إغاثية إلى سورية، مشيراً إلى أن الوفد الإيراني اطلع على الأضرار التي خلفها الزلزال في مدينة جبلة، وأوضاع العائلات المتضررة المقيمة في مركز الإيواء بمدينة الأسد الرياضية في اللاذقية.

وقال المقداد: بحثت والوزير عبد اللهيان العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، وكان هناك توافق وتطابق في المواقف تجاه التطورات الأساسية في العالم اليوم، وكلانا متفائل بأن هذه التطورات يمكن أن تسهم بعودة الأوضاع في المنطقة وخارجها إلى طبيعتها، موضحاً أن الأولويات المشتركة للبلدين كانت وستبقى تتركز حول ضرورة خروج القوات الأجنبية غير الشرعية من سورية سواء كانت في الشمال الغربي أو في الشمال الشرقي، ومواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل نهائي وإنقاذ العالم من ويلاته.

*التنسيق على أعلى المستويات

ولفت المقداد إلى أنه منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران يستمر التنسيق بين البلدين على أعلى المستويات، والتعاون في المجالين السياسي والاقتصادي والتشاور حول التطورات التي تهم المنطقة والعالم، فالجميع معنيٌ بمواجهة التحديات سواء كانت الوجود الأجنبي أو التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، والمعايير المزدوجة التي يتم التعامل بها مع كل دولها، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار فيها مع استمرار الاحتلال الأجنبي، ولا يمكن بناء عالم جديد متعدد الأقطاب دون تنسيق هذه المواقف ودون أن نكسب إلى جانبنا دولاً أخرى تتفهمنا وتعمل معنا بعيداً عن لغة الهيمنة والاستعمار والتسلط والمعايير المزدوجة.

وأشار المقداد إلى الدور المهم والإيجابي لإيران منذ بداية الأزمة في سورية، والذي يعبر عن إيمان حقيقي بالشرعية الدولية، وضرورة إنهاء مشكلات المنطقة التي بدأها الإرهابيون وداعموهم من الدول الغربية، معرباً عن الترحيب بانضمام طهران إلى الاجتماعات الرباعية التي ستعقد قريباً في موسكو، وتتركز على بحث إنهاء كل أشكال الاحتلال بأقصى سرعة لأنه جلب للمنطقة وشعوبها الإرهاب والدمار.

 

المصدر: الوفاق/وكالات