نجاح بنسبة ٨٠٪ في علاج الأمراض الدموية في إيران

* إنجازات بنك دم الحبل السرّي في رويان

 

استعرض مرتضى ضرابي، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد بمناسبة اليوم العالمي لدم الحبل السري “١٧ نوفمبر” وإحياء ذكرى المرحوم الدكتور سعيد كاظمي آشتياني – مؤسس منظمة الجهاد الجامعي ومعهد رويان – إنجازات هذا البنك على مدى عقدين من النشاط بتفصيل دقيق، وقال: يُخصص اليوم العالمي لدم الحبل السري لتسليط الضوء على القيمة العلاجية لهذه المادة الحيوية. ويُستخلص دم الحبل السري، الذي يُجمع من الحبل السري والمشيمة عقب الولادة، كمصدر وفير بالخلايا الجذعية، ويُمكنه إنقاذ أرواح ملايين المرضى حول العالم.

 

وأضاف ضرابي: تُعرف الخلية الجذعية بأنها الأساس والأم لجميع خلايا الجسم. وتتمتع هذه الخلايا بقدرة التمايز إلى أنواع الخلايا المتخصصة “مثل الخلايا الدموية أو العصبية أو العضلية” والتكاثر الواسع، مما يجعل هذه الخاصية منها أداة قوية في الطب التجديدي.

 

وأشار المدير التنفيذي لشركة تقنية الخلايا الجذعية في “رويان” إلى أن الخلايا الجذعية تنقسم إلى فئتين رئيسيتين:

 

– الخلايا الجذعية المكونة للدم (Hematopoietic Stem Cells): توجد هذه الخلايا بشكل أساسي في دم الحبل السري، والدم المحيطي “الدم المنتشر في الجسم”، ونخاع العظم. ويتمثل تطبيقها الرئيسي في علاج الأمراض الدموية، إذ يمكنها إعادة بناء نظام تكوين الدم في الجسم. فعلى سبيل المثال، في عملية زرع نخاع العظم، تحل هذه الخلايا محل الخلايا التالفة الناتجة عن السرطان أو الأمراض الوراثية.

 

– الخلايا الجذعية الميزنشيمية (Mesenchymal Stem Cells): تُستخلص هذه الخلايا من أنسجة مثل الحبل السري، ونخاع العظم، والنسيج الدهني، ولب السن. وعلى عكس النوع المكون للدم، فإنها تُستخدم بفعالية في علاج الأمراض غير الدموية مثل الشلل الدماغي “الناتج عن إصابة دماغية في مرحلة الجنين أو الرضاعة”، والتوحد “اضطراب طيف التوحد المتميز بمشكلات في التواصل والسلوك”، والأمراض العصبية “مثل التصلب المتعدد أو باركنسون”، والمشكلات العظمية “مثل إصابات المفاصل”، والأمراض القلبية الوعائية “مثل قصور القلب”، حيث تقوم هذه الخلايا بإصلاح الأنسجة التالفة من خلال إفراز عوامل النمو والمضادة للالتهاب.

 

 

* بنك دم الحبل السرّي “العام والخاص”

 

وأشار ضرابي إلى أن بنك دم الحبل السري في رويان يضم قسمين منفصلين لتلبية احتياجات المجتمع المتنوعة:

 

– البنك الخاص: في هذا القسم، تقوم العائلات بدفع رسوم سنوية لتخزين عينة دم الحبل السري لأطفالهن من أجل الاستخدام المحتمل في المستقبل “مثل علاج الأمراض العائلية”. وحتى الآن، تم تخزين حوالي ٢٥٠ ألف عينة، ويُضاف سنويًا ما بين ٢٠ إلى ٢٥ ألف عينة جديدة. يرجع هذا الإقبال الكبير إلى الوعي المتزايد لدى العائلات بفوائد طويلة الأمد، مثل الوصول السريع إلى خلايا متوافقة وراثيًا.

 

– البنك العام: تُخزن العينات هنا بشكل تبرعي ومجاني لتكون متاحة لأي مريض محتاج في البلاد أو حتى في العالم. يحتوي هذا البنك على حوالي ٥ آلاف عينة. ويُعد تطويره تحديًا، إذ يتطلب تمويلًا حكوميًا، ودعم المتبرعين، وحملات توعية عامة. ومع ذلك، يلعب هذا البنك دورًا حاسمًا في علاج المرضى ذوي الدخل المنخفض أو أولئك الذين لا يملكون عينة عائلية، ويعمل بطريقة مشابهة للبنوك العامة في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة.

 

 

* مكانة بنك رويان الوطنية والدولية

 

وقال ضرابي: على المستوى الوطني، يُعدّ بنك دم الحبل السري في رويان أكبر وأكثر المراكز مصداقية وريادة. وتمتد خدماته إلى ما هو أبعد من طهران، حيث يقوم بشبكة تضم ٤٦ مكتب تمثيل في المحافظات المختلفة بجمع العينات ومعالجتها وفحصها وتخزينها وفقًا للمعايير الدولية “مثل معايير AABB وNetCord-FACT”. ولقد سهّلت هذه الشبكة الواسعة الوصول إلى العائلات في جميع أنحاء البلاد. وأضاف: في منطقة الشرق الأوسط، تحتل إيران إلى جانب الإمارات العربية المتحدة “مع بنوك مثل Cryo-Save” والمملكة العربية السعودية “مع مراكز متقدمة في الرياض” مركزًا بين الدول الثلاث الأولى. وإن هذه المكانة هي نتيجة الاستثمار في التكنولوجيا وتدريب المتخصصين. وعلى المستوى العالمي، يُعد سوق تخزين دم الحبل السري تنافسيًا ومحدودًا بغول مثل Cord Blood Registry وViaCord، إلا أن بنك رويان قد حصل على المرتبة الثانية عالميًا بحجم تخزينه العالي.

 

تصنيف عالمي بناءً على حجم العينات:

 

– المرتبة ١:  أكثر من ٤٠٠ ألف عينة (البنوك الأمريكية الرائدة).

 

– المرتبة ٢:  ١٠٠ إلى ٤٠٠ ألف عينة (موقع رويان).

 

– المرتبة ٣:  أقل من ١٠٠ ألف عينة.

 

وقال: يتم الإشراف على هذا التصنيف من قبل منظمات دولية مثل Parent’s Guide to Cord Blood، وهو يُظهر قدرة إيران على المنافسة في الساحة العالمية.

 

 

* نجاح بنسبة ٨٠٪ في علاج الأمراض الدموية

 

وقال المدير التنفيذي لشركة تقنية الخلايا الجذعية في “رويان”: حققت العينات المخزنة نجاحًا يفوق ٨٠٪ في عمليات الزرع لعلاج الأمراض الدموية مثل الثلاسيميا “فقر الدم الوراثي الذي يتطلب نقل دم مستمر”، واللوكيميا أو سرطان الدم “الذي يدمر جهاز المناعة”، ونقص المناعة “مثل SCID الذي يترك الجسم عاجزًا أمام العدوى”، ويرجع هذا النجاح إلى درجة التطابق العالية وجودة حفظ الخلايا. أما في الأمراض غير الدموية مثل الشلل الدماغي “ذي الأعراض الحركية والمعرفية” والتوحد، فقد استُخدمت العينات حتى الآن لـ٦٠ مريضًا، وسُجلت تحسُّنات مثل زيادة القدرة الحركية، وتقليل الالتهاب الدماغي، وتحسُّن التواصل، مع أن ذلك يتطلب مزيدًا من البحوث.

 

وأشار ضرابي إلى أن رويان المركز الإيراني الوحيد الذي يقدم خدمات على مدار ٢٤ ساعة وطوال أيام الأسبوع لتخزين الدم المحيطي ونخاع العظم، وقال: في مرضى السرطان، يُستخلص عينة نخاع العظم قبل العلاج الكيميائي “الذي يدمر الخلايا السليمة أيضًا”، ويُخزن في درجة حرارة منخفضة جدًا “-١٩٦ درجة مئوية باستخدام النيتروجين السائل”، ثم يُعاد للزرع بعد العلاج.

 

 

* التجارب السريرية للشلل الدماغي والتهاب المفاصل

 

وأشار ضرابي إلى أن التجارب السريرية في رويان أُجريت وفقًا لبروتوكولات المرحلة ١ و٢ (السلامة والفعالية الأولية):

 

– الشلل الدماغي: مشروع واسع النطاق على ١٥٠ طفلًا مع حقن خلايا دم وأنسجة الحبل السري. وأظهرت النتائج تقليل التشنج العضلي، وتحسين التوازن، والتقدم المعرفي. الآن، وبترخيص من وزارة الصحة، تُقدم الخدمات العلاجية في عيادة رويان، ويمكن للأطفال الاستفادة من هذه التقنية الحديثة.

 

– التهاب المفاصل: طُور المنتج «وارتوسل» “خلايا ميزنشيمية من الحبل السري” بالتعاون مع شركة سل‌تك فارمد، وهو أول منتج مسجل من الملحقات الولادية في إيران. ولالتهاب مفصل الركبة “الشائع لدى كبار السن” والكتف، يُعاد بناء الغضروف ويُقلل الألم عبر الحقن المباشر في المفصل. وكانت التجارب على مئات المرضى ناجحة، والخدمات متاحة في عيادة رويان.

 

 

* غطاء الجروح المشتق من الغشاء الجنيني

 

وأعلن المدير التنفيذي لشركة تقنية الخلايا الجذعية أن «آمي‌كر» هو غطاء جروح حيوي مستمد من الغشاء الأمنيوسي الجنيني، يتمتع بخصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للميكروبات، ومحفزة للترميم.

 

– التطبيقات: الحروق الشديدة “منع العدوى”، وقرحة القدم السكرية “التي غالبًا ما تؤدي إلى البتر”، وجراحة القرنية “إعادة بناء نسيج العين”. وتم إنتاج أكثر من ١٥ ألف قطعة، ويتم الانتهاء من تصديرها إلى قارة كبرى “على الأرجح آسيا أو أوروبا”، مما سيولد دخلًا بالعملة الصعبة.

 

 

* خزان تخزين النيتروجين المحلي

 

وقال ضرابي: كانت خزانات النيتروجين السائل سابقًا مستوردة بنسبة ١٠٠٪، لكن رويان أنتجت النموذج السادس منها عبر الهندسة العكسية، حيث تحافظ هذه الخزانات ذات السعة العالية على درجة الحرارة الثابتة، وتضمن سلامة العينات، مما قلل الاعتماد على الخارج.

 

 

* إنتاج إيثيل النشا “المنتج الاستراتيجي”

 

وأعلن أن إيثيل النشا مادة تُستخدم لفصل الخلايا في عملية الحفظ بالتجميد. ولقد خفّض إنتاجه المحلي بالتعاون مع شركة قائمة على المعرفة التكاليف، وقد تم تقديمه كإنجاز إيراني في المؤتمرات الدولية مثل ISCT.

 

 

* تخزين نسيج الحبل السري ولب السن

 

وأشار المدير التنفيذي لشركة تقنية الخلايا الجذعية في “رويان” إلى تخزين نسيج الحبل السري، قائلاً:

 

– نسيج الحبل السري: مصدر للخلايا الميزنشيمية دون الحاجة إلى تطابق HLA؛ عام وقابل للاستخدام للجميع. «وارتوسل» هو النموذج التجاري له.

 

– لب السن اللبني/ضرس العقل: تم إطلاق بنك عام؛ الخلايا فعالة في علاج الأمراض العصبية “مثل الزهايمر المبكر” وقابلة للزرع دون تطابق وراثي.

 

 

* مصل وقطرة عينية مشتقة من دم الحبل السري

 

وأشار ضرابي إلى أن المصل للزراعة المخبرية، والقطرة لجفاف العين “الشائع لدى مستخدمي الحواسيب” وخدش القرنية. في مرحلة الحصول على الترخيص لدخول السوق الدوائية.