وخلال لقائه مجموعة من الدبلوماسيين الإيرانيين المقيمين في روسيا، أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمدرضا عارف، إلى خلفية عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون، وقال:”منذ مطلع السنوات الأولى من الألفية الحالية، توصلنا إلى قناعة بأنه ينبغي علينا الانضمام إلى المنظمات الإقليمية، مثل منظمة شنغهاي للتعاون، واداء دورا فاعلا فيها. لذلك، بدأت خطواتنا للانضمام إلى هذه المنظمة منذ ذلك الوقت، وقد كان لدى الدول الأعضاء في المنظمة أيضا موقف إيجابي تجاه المقاربة الإيرانية، وكان حضور إيران ذا أهمية بالنسبة لهم أيضا. ”
وشدّد النائب الأول لرئيس الجمهورية على أهمية الحضور الفاعل في المنظمات الإقليمية، قائلا:”استراتيجية تعزيز مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التجمعات الإقليمية قد بدأت منذ نحو عقدين. كما أن عضويتنا في الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ذات أهمية كبرى بالنسبة لنا، إذ إن دول هذا الاتحاد تنتمي إلى منطقتنا الحضارية، ولدينا معها مشتركات ثقافية وحضارية كبيرة. ”
وأشار عارف إلى أن تطوير العلاقات المتعددة الأطراف مع التجمعات الإقليمية بات اليوم إحدى الأولويات الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية و قال:”ينبغي أن نوظّف جميع أشكال الدبلوماسية في مجال علاقاتنا الخارجية. وبسبب وجود الروابط التاريخية والحضارية والثقافية المشتركة مع دول الأوروآسيوية، يمكن أن تساعدنا الدبلوماسية الثقافية في تعزيز علاقاتنا مع هذه الدول. ”
وذكر النائب الأول لرئيس الجمهورية أن إقامة علاقات استراتيجية مع دول المنطقة، بما في ذلك روسيا، كانت من الأولويات الوطنية منذ نهاية التسعينيات، مؤكدا:”تمتلك روسيا قدرات كبيرة، وقد سعت إيران بالتعاون معها في إطار المصالح المشتركة، وهو ما أثمر اليوم عن اتفاق شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. ”
وأكد عارف أن التعاون الإيراني–الروسي يتم في إطار المصالح الوطنية والأمن القومي والظروف الإقليمية، موضحا أن هذا التعاون يُدار وفقا لمصالح الطرفين. وبشكل عام، تنظر إيران إلى جيرانها من منظور التعاون الاستراتيجي.
ولفت إلى أن الاستطلاعات التي أجريت في روسيا تُشير إلى أن ظاهرة “إيرانوفوبيا” لم يكن لها أي تأثير على الرأي العام الروسي، وقال:”علينا أيضا أن نوضّح لشعبنا أننا نتشارك مع روسيا الحدود والمصالح، ونسعى لتحقيق منفعة متبادلة. ”
كما تطرق النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى المواقف الروسية ودعمها لإيران في قضية تفعيل آلية “الزناد” (Snapback) من قبل الدول الأوروبية، وقال:”كان موقف روسيا في هذا الصدد مهما جدا بالنسبة لنا. ونحن اليوم نتمتع بعلاقات سياسية واستراتيجية جيدة مع روسيا، إلا أنه لا بد من تعزيز هذه العلاقات أيضا في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وتنمية التجارة، والتبادلات السياحية والعلمية والثقافية. ”
وفي بداية هذا اللقاء، عبّر عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين المقيمين في روسيا عن آرائهم حول العلاقات الإيرانية–الروسية.