أعلى كثبان رملية في العالم

ريغ يلان.. كنز طبيعي في قلب الصحراء

منطقة «ريغ يلان»، الواقعة في شرق صحراء لوت، هي واحدة من أعجب الظواهر الطبيعية في إيران، والتي جذبت انتباه العلماء والسياح بسبب امتدادها، وارتفاع أهراماتها الرملية، ودورها الفريد في طبيعتها البيئية.

 

تبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 10 آلاف كيلومتر مربع، وتشكل حدوداً مشتركة بين ثلاث محافظات: سيستان وبلوشستان، كرمان، وخراسان الجنوبية، وتُعرف كواحدة من أكبر مخزونات الرمال المتحركة في إيران، وتمتلك نظاماً بيئياً فريداً توفر فرصة للسياحة والبحث والحماية.

و«ريغ يلان» عبارة عن مجموعة ضخمة من التلال الرملية والأهرامات المرتفعة التي تشكلت بفعل الرياح الدائمة وتآكل التربة؛ إذ يصل ارتفاع هذه الأهرامات الرملية إلى أكثر من 400 متر، وهي الأعلى في إيران، بل من بين الأعلى في العالم.

كما تم تسجيل أشد نقطة على وجه الأرض حرارة في هذه الصحراء حيث تجذب هذه الخصائص الفريدة السائحين وأصحاب المغامرات الصحراوية الى هذه المنطقة، تعتبر صحراء ريغ يلان جزءاً من صحراء لوت الواسعة والكبرى.

تُعَدُّ هذه الرمال الواسعة بمناظرها الصحراوية الجذابة وتنوعها الجيولوجي الفريد، واحدة من أهم المعالم الطبيعية في إيران، وتوفر تجربة فريدة خاصة لمحبي السياحة الصحراوية ودراسة الظواهر الرملية.

تصل سرعة الرياح في هذه المنطقة أحياناً إلى 70 كيلومتراً في الساعة، وهو ما يؤدي إلى تراكم الرمال في اتجاه محدد وخلق أنماط بصرية رائعة.

«ريغ يلان» ليس ذا أهمية طبيعية فقط، بل يُعدّ أيضاً حدوداً طبيعية بين ثلاث محافظات: سيستان وبلوشستان،  وكرمان، وخراسان الجنوبية؛ هذه الحدود الطبيعية التي تمر عبر الكثبان الرملية والتلال الرملية، تبرز دور الطبيعة في تحديد الحدود الجغرافية. ونظراً لاتساع المنطقة وموقعها الاستراتيجي، يمكن أن تشكّل أرضية للتفاعل الإيجابي بين المحافظات المجاورة؛ ومن ناحية أخرى، تتطلب التحديات مثل تآكل التربة ونقص الموارد المائية المشتركة تعاوناً بين المحافظات.

رغم الظروف الصحراوية القاسية، يمكن أن تصبح «ريغ يلان» واحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي في إيران؛ المناظر الخلابة للكثبان الرملية، شروق وغروب الشمس، وصمت الصحراء المطلق، توفر جاذبية فريدة لعشاق الطبيعة والتصوير الفوتوغرافي.

هذه المنطقة ليست جذابة للسياح فحسب، بل أيضاً للباحثين والعلماء؛ إذ يمكن أن يكون «ريغ يلان» مختبراً طبيعياً لدراسة التفاعلات الهوائية، وتعرية التربة، والتغيرات المناخية.

 

المصدر: الوفاق