زيارة وزير الثقافة إلى لرستان.. فصل جديد للهوية الثقافية

زيارة وزير الثقافة إلى محافظة لرستان لم تكن مجرد حدث إداري، بل شكلت بياناً ثقافياً مفعماً بالأمل، عززت مكانة المحافظة كأحد أعمدة الهوية الإيرانية.

شهدت محافظة لرستان زيارة ليوم واحد من وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي السيد عباس صالحي، حملت أبعاداً تتجاوز الطابع الرسمي، إذ مثّلت دفعة جديدة في جسد الثقافة والفن في هذه المنطقة العريقة من زاغرس. الزيارة، التي جاءت في أواخر نوفمبر، بدأت بالمشاركة في اختتام الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان المسرح في بروجرد، لكنها تحولت إلى حدث شامل لمراجعة الطاقات والتحديات ورسم رؤية مستقبلية أوضح للثقافة والفن في المحافظة.

 

أكد الوزير خلال حضوره أن الفنون المسرحية هي تجسيد أصيل لتاريخ وحضارة إيران، مشيراً إلى أن إيران بما لها من خلفية تمتد لعشرات آلاف السنين، تمتلك جوهراً فنياً قادراً على رواية عمق الهوية التاريخية. كما أشاد بالفنان المخضرم فرشيد صمدي‌بور، واعتبر تكريمه احتفاءً بالفنان الشعبي الذي يحافظ على الصلة بين المسرح والمجتمع.

 

في خرم‌آباد، التقى الوزير ممثل ولي الفقيه السيد أحمدرضا شاهرخي، حيث جرى التأكيد على «الوفاق والتعاون» كحل أساسي لمشكلات البلاد. وأعلن صالحي عن برامج جديدة للوزارة، منها إنشاء مركز عالٍ للقرآن والعترة، وإطلاق مقر نهج البلاغة، مؤكداً أن المعاونيات القرآنية تحولت إلى مركز استراتيجي يشارك فيه جميع أقسام الوزارة. كما أشار إلى ضرورة تعزيز مكانة وزارة الثقافة بما يتناسب مع مستوى الحكومة، عبر تنفيذ ثمانية برامج كبرى لإحياء وتقوية المجالات الثقافية والفنية.

 

من أبرز لحظات الزيارة منح وسام الدرجة الأولى الفنية للشاعر رمضان پرورده، تقديراً لعمر كامل من النشاط الفني وحفظ اللغة والموسيقى الأصيلة لمحافظة لرستان، وهو ما اعتُبر رسالة واضحة لدعم الكنوز الحية الفنية في المحافظة.كما تضمنت الزيارة جولة في مكتبة «خایدالو» ضمن مراسم «جولة الكتاب»، حيث وصف الوزير المكتبات بأنها أندية ثقافية وملتقى لأهل الثقافة. وفي لقاء مع الإعلاميين، اعترف بالمشكلات الاقتصادية التي تواجههم، معلناً عن متابعة تخصيص 20 مليون دولار من العملة التفضيلية للصحافة.

 

وفي ختام الزيارة، شارك الوزير في اختتام الدورة العاشرة لجائزة كتاب العام في لرستان، مؤكداً أن هذه المحافظة تُعد من الأقاليم التي تمنح المعنى لإيران، وأن آثارها مثل البرونزيات اللرستانية تكمل فهم الحضارة الإيرانية. كما زار عوائل الشهداء، مؤكداً أن حقهم واجب على الجميع وأن الوفاء للنظام والثورة هو السبيل لأداء هذا الحق.

 

بهذا يمكن القول إن زيارة وزير الثقافة إلى محافظة لرستان لم تكن مجرد حدث إداري، بل شكلت بياناً ثقافياً مفعماً بالأمل، عززت مكانة المحافظة كأحد أعمدة الهوية الإيرانية، ورسخت الأمل في أن تتحول هذه المبادرات إلى خطوات عملية نحو ازدهار أكبر للثقافة والفن في هذه الأرض الغنية.

 

 

المصدر: الوفاق