الدكتور عارف لدى زيارته المعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية:

الذكاء الاصطناعي لم يعدّ خياراً، بل أصبح ضرورة

الوفاق/ أكد النائب الأول رئيس الجمهورية، خلال زيارته المعاونية العلمية والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة التابعة لرئاسة الجمهورية، على أن علماءنا تمكّنوا خلال العقود القليلة الماضية من تحقيق شعار «نحن قادرون»، وقال: في عقدي الستينيات والسبعينيات، كان علماؤنا الشباب يتخذون قرارات لم يكن لها سند سوى الحافز والدافع؛ ومع ذلك فإن هذا الدافع وحده هو الذي مكّن البلاد من تحقيق تقدم ملحوظ في مجالي العلم والتكنولوجيا. وأضاف: وفي فترة الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات، والتي كان الأولوية فيها تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب، أصرّ عدد من العلماء والنخب على تخصيص حصة للعلم والتكنولوجيا أيضاً، ونتيجة لهذه الجهود والمتابعة المستمرة وصلنا إلى مرحلة من التطور العلمي جعلتنا نطالب في وثيقة رؤية التنمية باحتلال المرتبة الأولى إقليمياً.

وأكد الدكتور محمد رضا عارف قائلاً: إن واجب الحكومة هو توفير الآليات اللازمة لاستمرار التقدم العلمي في البلاد. مضيفاً: نحن نؤمن بأن الغاية من وجود المعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية تتمثل في قيادة العلم والتكنولوجيا على المستوى الوطني، بحيث نتمكن من خلال رفع المستوى العلمي وتوسيع حدود المعرفة والاستفادة من العلم والتكنولوجيا من تلبية احتياجات البلاد واستجابة تطلعات الشعب.

 

وقال الدكتور عارف: إن المعاونية العلمية ليست منافساً لسائر المؤسسات العلمية، بل هي شريكة ومساندة لها. وأضاف: يجب على هذه المعاونية أن تساعد جميع المؤسسات العلمية في البلاد حتى نتمكن من تحقيق أهداف وثيقة رؤية التنمية. وتابع: نحن الآن مازلنا على مسافة من احتلال المرتبة الأولى إقليمياً في مجالي العلم والتكنولوجيا، لذا حددنا مهلة ثلاث سنوات لسد هذه الفجوة، ويجب أن نصل بنهاية الحكومة الحالية إلى المرتبة الأولى إقليمياً في العلم والتكنولوجيا، هذا هو العهد الذي قطعه النظام على نفسه مع النيابة العلمية وسائر المؤسسات العلمية في البلاد.

 

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن المؤشرات تُظهر أن تقدم التكنولوجيا في البلاد لم يتأثر بالقضايا الجارية، بل واصل السير نحو أهدافه، وقال: إن استراتيجية الحكومة تتمثل في تحقيق الريادة العلمية والتكنولوجية للبلاد. وأضاف: إحدى الإنجازات التي ترتبت على الحرب المفروضة، رغم كل التكاليف البشرية والمادية الباهظة، هي أن النظام والنخب العلمية أدركا أهمية العلم والتكنولوجيا. إن الحروب المقبلة هي حروب العلم والتكنولوجيا ذات الطابع الناعم، فإذا تخلفنا في هذا المجال تحول العلم والتكنولوجيا إلى تهديد لنا، أما إذا تحركنا في الوقت المناسب فإنهما يصبحان ميزة تنافسية للبلاد.

 

وأكد الدكتور عارف أن تعزيز البنى التحتية الرئيسية للبلاد تكنولوجياً يُعدّ ضرورة مُلحّة، وتابع قائلاً: يجب أن نسير في هذا المجال بوتيرة أسرع بكثير. وأضاف: كما ينبغي أن نتخذ خطوات أكثر جدية في مجال التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي، وأن نعوّض تخلفنا في قطاع الإلكترونيات الدقيقة (الميكروإلكترونيك). اليوم لم يعد الذكاء الاصطناعي خياراً، بل أصبح ضرورة. وتابع: في قمة رؤساء حكومات منظمة شنغهاي، عقد لقاء مع الرئيس الروسي، وكانت معظم المحادثات تدور حول أهمية الذكاء الاصطناعي، وربما كان رئيس وزراء الصين هو الأكثر حديثاً في هذا المجال، حيث شدد على تعزيز التعاون بين الأعضاء في هذا القطاع.

 

وختم الدكتور عارف تصريحه قائلاً: يجب أن نبدأ تعليم الذكاء الاصطناعي من المدارس حتى نتمكن من تحقيق تقدم مقبول وملحوظ في هذا المجال. وأكد أن التواصل العلمي الدولي يُعدّ من القضايا الحيوية بالنسبة إلينا، وأشار إلى أنه يجب أن نُقيم علاقات علمية مع الدول الأخرى وكذلك مع المنظمات الإقليمية مثل شنغهاي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومجموعة بريكس.

 

من جانبه، قال حسين أفشين نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجيا والاقتصاد المعرفي: عقدنا حتى الآن 22 اجتماعاً مع النائب الأول لرئيس الجمهورية بشأن تطوير العلم والتكنولوجيا، مضيفاً: ركّزنا على التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وأعددنا برنامجاً شاملاً لكل قطاع، ونحن الآن بصدد تحديث وتطوير المختبرات والبنى التحتية الحيوية للعلم والتكنولوجيا في البلاد. هدفنا تحقيق قفزة علمية وتكنولوجية في إيران.

 

المصدر: الوفاق